المحارب الذي قال لدايان يا اعور جيشك جبان
البطل مصطفى جدعان وراد الخرشة (ابو جدعان)
البطل مصطفى جدعان وراد الخرشه [ ابو جدعان ] من مواليد قرية ام الينابيع لواء المزار الجنوبي في محافظة الكرك , التحق بالجندية في اب من العام 1952 وتقاعد في حزيران من العام 1973 ..
خاض حرب حزيران عام 1967 بالقدس الشريف في اللطرون وباب الواد والشيخ جراح , فلم تخفه طائرات ومدافع ودبابات وبنادق العدو وبقي على مدفعه الصغير حتى دمر أربع دبابات إسرائيلية قبل أن تغلبه جراحه ويقع اسيرا في أيدي الأعداء ..
ابو جدعان , الذي اصر قائد الجيش الإسرائيلي [ موشيه دايان ] على مقابلته ولقائه بعد أن شاع صيته بين المتحاربين نظرا للصمود البطولي الذي أبداه في أرض المعركة , فكان له حديث شهير معه كتبت عنه الصحف الاسرائيلية في حينها وكان ملخص ما قاله لديان: [ ترجم يا مترجم، وأسمع يا اعور جيشك جبان ، إلك عندنا يوم ، والحرب كر وفر ، واليوم إلك وبكره عليك ] ..
أبو جدعان , الذي أرسل اليه محمد حسنين هيكل حينما كان وزيرا للاعلام في حكومة جمال عبدالناصر رسالة بمقالة عبر صفحات صحيفة الاهرام المصرية عقب حرب حزيران حملت عنوان [ ان وصلتك صباحا فصباح الخير وان وصلتك مساء فمساء الخير يا ابا جدعان ] ..
ابو جدعان , الذي بقي مع رفاقه في الاسر مدة اربعة شهور وتم فك أسرهم بصفقة تبادل أسرى , فاستقبلهم الملك الراحل الحسين طيب الله ثراه، في قاعدة المفرق العسكرية وقال لهم [ اهلا برافعي رؤوس الاردنيين والعرب ] ..
ابو جدعان , لا يحمل أوسمة البطولة ولا يدعى الى الاحتفالات والمناسبات الوطنية لكنه يحمل حتى اللحظة ثماني رصاصات لا زالت داخل جسده النحيل يفخر بها ويروي لابنائه وزواره قصة كل رصاصة منها ..
كان يعيش اليوم في بيت من الطين سقطت أجزاء من سقفه في عاصفه ثلجيه , ولا يكاد يجد قوت يومه ..
=== مأساة رجل شجاع ===
كتب .. ناصر الخزاعلة
الاسم : مصطفى جدعان وراد الخرشه (ابو جدعان)
مكان الولادة : قرية ام الينابيع / لواء المزار الجنوبي / محافظة الكرك .
تاريخ انتسابه للقوات المسلحة الملكية الاردنية ( الجيش العربي ) اب 1952 – 1973 حزيران .
جالست عدد لا باس فيه من منتسبي الجيش العربي جنود وضباط صف وضباط ، واستمعت واستمتعت باحاديثهم ومغامراتهم وصعوبة العيش بتلك المرحلة ، وقلة وسائط النقل ومواعيد انطلاقها ، وصعوبة الحصول على الاجازة وحقيقة ان جيلنا يصدم حين يقول احدهم انني امضيت ستة اشهر واستحي ان اطلب اجازة لمدة 48 ساعة وحتى 24 ساعة لان غيري امضى سنة كاملة وقد منح اجازة 48 ساعة ومنهم من تزوج ولم يمضي مع عروسه يوما او يومين ليعود اليها بعد ستة اشهر او سنة ويمكث يوما او يزيد وبعضهم يذهب للمستشفى الرئيسي بــ ماركا ليحصل على اجازة مرضية لا تزيد عن ثلاثة ايام …ويعتبر نفسه ابو زيد خاله ان افلح بحصوله على اجازة ….اغلبهم خدم في الضفة الغربية والتي يعشقون ترابها ومقدساتها ويصفونها بـ( جنة الله على الارض ) يعرفون مدنها وأحيائها وزقاقها وكهوفها …ويعرفون اهلها ويحدثونا عن كرمهم وطيبهم والسعادة تغمرهم حتى ان عمي اخ والدي احب فتاة اسمها صورة ولم يشأ القدر ان يتزوجها فسمى احدى بناته باسمها ومات وهو يميزها عن شقيقاتها حبا بمحبوبته …ايام وليالي وسنين ، كابدوا فيها قساوة الحياة وظائف حول المعسكرات في برد الشتاء وزمهريره ..واخرى في الصيف وحرارته …..ومسير ساعات طويلة للوصول لربعة وبيته …وهناك من لا يجد اهله بسبب تنقلهم بحثا عن المرعى وتنتهي اجازته ولم يجدهم فيرجع لمعسكره ليعد اياما وشهور ليتمكن من الحصول على اجازة .
هكذا كان ابو جدعان ورفاق السلاح ..وفي الرابع من حزيران بدأت حرب ( الايام الستة ) حرب النكسة او هزيمة حزيران فالمسميات كثيرة….منهم من اطلق عليها حرب الخيانة …خيانة الحكام …بينما جنودنا رووا لنا ملاحم سطروها في اللطرون وباب الواد والشيخ جراح وبمواقع القتال في الضفة الغربية بسلاحهم البسيط وعتادهم القليل وصمدوا وحاربوا بالسلاح الابيض وابهروا العدو الصهيوني بشجاعتهم واقبالهم على الشهادة في سبيل الله والوطن ومقدساته وهناك قصص يشيب لها الولدان ويتفاخر بها ابطال جيشنا العربي والجيوش العربية التي شاركت في القتال …وكان الاردنيون الأميز في القتال …ومنهم من استمر بالقتال رغم الاوامر بانسحابهم …..واستشهد خيرة جنودنا وضباط صف وضباط مقبلين غير مدبرين ……وببسالتهم في الحرب لم يجرؤ احد على اتهامهم بالهزيمة …ومن يتحملها بداية النظام المصري والسوري اللذان ورطوا العرب بمعركة لم يستعدا لها ولم يخططا لنتائجها الكارثية التي احتلت فيها اراضي عربية مصرية وسورية ولبنانية والضفة الغربية الجزء البسيط من فلسطين العربية التي خسرها العرب بعام ثمان واربعين ….وللأمانة التاريخية ان شهيد الاردن دولة وصفي التل جاهر برفضه دخول المعركة لإدراكه انها خاسرة وسنخسر الضفة الغربية …الا ان الملك حسين طيب الله ثراه اصر على دخول الحرب كي لا يتهم بالتقصير ودرئا للأقاويل التي تتهم الهاشميين بالعمالة للصهيونية ….وبعد اقل من عام شنت قوات جيش الدفاع الصهيوني حربا على الاردن لاحتلال مرتفعات السلط والاغوار الشمالية لكن جيشنا وفصائل المقاومة الفلسطينية واهلنا في الاغوار كانوا لهم بالمرصاد وطردوهم وشردوا جيشهم وهزموه شر هزيمة كسرة شوكتهم واستعلائهم بجيشهم الذي لا يقهر على حد تعبيرهم ….وتتالت الاحداث بحرب الاستنزاف وصمد جيشنا …وعمل العدو الصهيوني وبعض الانظمة الحاقدة على الاردن فتنة بين اخوتنا الفدائيين بفصائلهم الثورية وبين الجيش العربي والشعب انتهت بحرب ترقى لتسميتها حرب اهلية …انتهت بهزيمة اخواننا الذين بغوا علينا لتنتهي المقاومة ضد العدو من الاراضي الاردنية …بسبب سوء تقدير الفصائل الثورية للنتائج الوخيمة ولان اكثرهم كان ينفذ اجندة خارجية ضد الحكم الهاشمي في الاردن كما انهوا حكمهم ببغداد …وكانت لعبة دول ليس للشعوب فيها ناقة ولا جمل …وبعد ذلك رممت العلاقة الاردنية الفلسطينية وهي الان بأحسن احوالها وشكل اتحاد سوري اردني بفضل الملك حسين والرئيس السوري ما لبث ان انتهى بسبب موقف الاسد المساند للخميني ضد نظام السيد الرئيس المهيب الركن صدام حسين رئيس جمهورية العراق متناسيا الاسناد القوي من نظام العراق والاردن بإرسال الوية لصد الهجوم الصهيوني على سوريا الذين وصلوا لمشارف دمشق الا ان اللواء الاربعين الذي هز اسمه قطاعات جيش الدفاع الصهيوني واستبساله بالمعركة هو والوية الجيش العراقي الباسل …مما ادى لتحرير القنيطرة …وحدثونا ممن شاركوا بمعركة العاشر من رمضان التي نسميها نحن ويسميها اخواننا المصريين بحرب اكتوبر والسوريين يسمونها حر ب تشرين 1973
فكل الاسماء مباركة الا ان خيانة من القيادة السورية وعدم تقديم الغطاء الجوي للألوية المحاربة لا حتلوا الجولان وصولا لبحيرة طلبية …وكانت حرب العاشر من رمضان اخر الحروب مع العدو الصهيوني بين دول المنطقة والكيان المغتصب لا رضنا السلبية ..ودخل العرب بمفاوضات سلام كارثية لم تخدم الامة .
في النتيجة ان رجال اشاوس خاضوا المعارك ..ونقول بحقهم قول الله تعالى ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر. ( ….
هؤلاء الرجال العظام اللذين قاوموا الطائرات برشاش استن وبرن واسلحة لا يمكن مقارنتها مع اسلحة العدو المتطور ة الحديثة وورائهم دعم دول العالم المتغطرس برا وبحرا وجوا …واعلاما بارعا في صنع الاكاذيب وادارته حربا نفسية تفوق حروب الاسلحة والقتال
نعود للاب البطل الشجاع مصطفى جدعان وراد الخرشه (ابو جدعان) الذي خاض مع رفقة حربا شرسة من على مدفعة البسيط ليحرق اربعة دبابات ولم يستسلم حتى غلبته الجراح ليقع اسيرا لدى العدو مع رفاق السلاح
العجب ان موشى ديان رئيس اركان الجيش الصهيوني أصر على مقابلة ابو جدعان ذاك الرجل الشجاع وقد ذاع صيته وبلائه الحسن في المعركة والعجب يكمن برد ابا جدعان السجين ( ترجم يا مترجم واسمع يا اعور ..اعور … اعور جيشك جبان ، الك عندنا يوم ، والحرب كر وفر واليوم الك وبكره عليك .
والعجب العجاب ان يسكن هذا الرجل بمكان لا يليق ببطولته وشجاعته بينما تهدى القصور لكبار اللصوص .
الصحفي محمد حسنيين هيكل وأبو جدعان , الذي ارسل هيكل حينما كان وزيرا للإعلام في حكومة الرئيس جمال عبدالناصر رسالة بمقالة عبر صفحات صحيفة الاهرام المصرية عقب حرب حزيران حملت عنوان [ ان وصلتك صباحا فصباح الخير وان وصلتك مساء فمساء الخير يا ابا جدعان .
سجن ابو جدعا ن مدة اربعة شهور تم اطلاق سراحه وبعض الاسرى بصفقة تبادل للأسرى وستقبلهم الملك حسين غفر الله بالقاعدة الجوية في المفرق قائلا ( اهلا برافعي رؤوس الاردنيين والعرب ).
الحقيقة المرة : ابو جدعان رجع بعد شكره ورفاقه كل لمسقط رائسه لم يدعَ لحفل بمناسبة عامة ولا للأعياد الوطنية وذكرى معركة الكرامة ولا يوم الاستقلال ويوم الجيش وغيرها ….ابو جدعان يحمل ثمانية اوسمة (8 رصاصات )في جسده المترهل لكن افتخاره وعزته بنفسه ان يحمل كل الطلقات والتي هي اعلى من كل اوسمتكم
يا دولتنا الاردنية ابا جدعان ورفاقه ممن اصيبوا بمعارك الشرف اولى بالتكريم من الكثيرين ممن لا ترقى اعمالهم لأدنى عمل يقوم به جنودنا البواسل
ختاما هنيئا لك ابا جدعان بطولتك وشجاعتك التي اجبت بها موشى ديان والخزي والعار لمن لايؤدي لك التحية وتتقدم الصفوف بكل المحافل ..هنيئا لجسدك الذي تنغمس فيه ثمن رصاصات غادرة
اطال الله عمرك راجيا من القيادة العامة التبرع بمنزل بحجم ابو جدعان ودعوته لكل المناسبات الوطنية.
والاحتفاء ببطولته .يا كثرهم امثال ابو جدعان …
ملاحظة الصورة تغني عن الاسترسال والشرح
وكتب عمر محارمة :
حرا شامخا، بقي على ثغر من ثغور الأردن، لم توقفه رصاصات استقرت في جسده عن الصمود في موقعه لينجح في تدمير أربع دبابات إسرائيلية خلال مشاركته في معركة اللطرون الشهيرة التي سجل فيها الجيش العربي أروع قصص البطولة والبسالة.
أستقبله الراحل العظيم الملك الحسين بن طلال رحمه الله بعد بقائه في الاسر لمدة أربعة شهور ليعود الى الخدمة في كتيبته التي اطلق عليها المغفور له اسم «أم الشهداء» وهي كتيبة الحسين الالية الثانية التي استشهد قائدها منصور كريشان ووقع كل افرادها بين اسير وجريح وشهيد فلم ينج من بين 800 ضابط وجندي كانت تتشكل منهم الكتيبة سوى 17 عسكريا وهي الكتيبة التي كلفت بالدفاع عن اسوار القدس القديمة.
اصر قائد الجيش الإسرائيلي «موشيه دايان» على مقابلته ولقائه بعد أن شاع صيته بين المتحاربين نظرا للصمود البطولي الذي أبداه في أرض المعركة فكان له حديث شهير معه كتبت عنه الصحف الاسرائيلية في حينها وكان ملخص ما قاله لديان: «ترجم يا مترجم، وأسمع يا اعور جيشك جبان، إلك عندنا يوم، والحرب كر وفر، واليوم إلك وبكره عليك».
البطل مصطفى جدعان وراد الخرشه «ابو جدعان» من مواليد قرية ام الينابيع لواء المزار الجنوبي في محافظة الكرك، التحق بالجندية في اب من العام 1952 وتقاعد في حزيران من العام 1973 خاض خلال خدمته معارك الشرف والبطولة في حرب حزيران ومعركة الكرامة وهو بطل كغيره من ابطال الجيش العربي الذين لم ننصفهم ولو بتسجيل البطولات التي سطروها أو الوفاء لهم وهم يعيشون الآن سني عمرهم المتأخرة.
يعاني أبو جدعان حاليا ظروفا لا تليق بمثل هذا البطل وتعانده الحياة وتقسو عليه فلا تسمع منه الا كلمات العشق والتغني بتراب هذا الوطن، ولا يقبل أن يكون تاريخ بطولاته مع رفاق السلاح وموضع الرصاصات في جسده مجالا للمزاودة او طلب الامتيازات والاعطيات.
ابو جدعان الذي استبسل في حرب حزيران عام 1967 بالقدس الشريف في اللطرون وباب الواد والشيخ جراح فلم تخفه طائرات ومدافع ودبابات وبنادق العدو وبقي على مدفعه الصغير حتى دمر أربع دبابات إسرائيلية قبل أن تغلبه جراحه ويقع اسيرا في أيدي الأعداء.
ابو جدعان الذي بقي مع رفاقه في الاسر مدة اربعة شهور وتم فك أسرهم بصفقة تبادل أسرى، فاستقبلهم جلالة الملك الراحل الحسين في قاعدة المفرق العسكرية وقال لهم «اهلا برافعي رؤس الاردنيين والعرب» يعيش اليوم في بيت من الطين سقطت أجزاء من سقفه في العاصفة الثلجية الأخيرة.
أبو جدعان الذي أرسل اليه الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل حينما كان وزيرا للاعلام في حكومة الرئيس جمال عبدالناصر رسالة بمقالة عبر صفحات صحيفة الاهرام المصرية عقب حرب حزيران حملت عنوان «ان وصلتك صباحا فصباح الخير وان وصلتك مساء فمساء الخير يا ابا جدعان»، لا يحمل أوسمة البطولة ولا يدعى الى الاحتفالات والمناسبات الوطنية لكنه يحمل حتى اللحظة ثماني رصاصات لا زالت داخل جسده النحيل يفخر بها ويروي لابنائه وزواره قصة كل رصاصة منها.
ابو جدعان لم يلتحق بعد أن أنهى مشوار العسكرية بوزارة ولم يرشح اسمه ليكون احد اعيان هذا الوطن ولا حتى طلب المساعدة والعون وهو بأمس الحاجة لهما، ولم يغادر حدود الوطن الا معتمرا او حاجا ولم يعين ابناءه في وظائف الدرجة الاولى أو ابتعث ايا منهم للدراسة في اكسفورد او هارفارد.
ابو جدعان يمتلك تأمينا صحيا عسكريا فقط ولم يطلب يوما علاجه في مستشفيات امريكا ودول أوروبا ولم يمتلك يوما سيارة تقله الى حيث يريد ولا يعيش في الفلل الفارهة ولا يمتلك مزرعة يقيم فيها الحفلات والولائم، بل يعيش في منزل متهالك مكون من غرفتين سقط سقف إحداهما خلال العاصفة الثلجية الاخيرة، ويمتلك الى جانبهما اربع دجاجات، ورأسين من الماعز ولديه خمسة ابناء يواصل إثنان منهم مسيرة الاب في صفوف الجندية فيما لا زال الثلاثة الباقون يلهثون خلف فرصة عمل.
ابوجدعان.. يمتلك الشرف والرجولة والاخلاص والكرامة وتابى عليه عزة النفس أن يعلن حاجته أو يتحدث عنها فهل يجد بيننا من يمد له يد العون إكراما لكل الشرف والتاريخ الذي منحنا إياه..؟
ابو جدعان وعائلته يشكرون مكرمة ولي العهد: «جاءت من بيت تعوّد المكارم» (صور)
جفرا نيوز -عمر محارمه
يعيش البطل الأردني مصطفى جدعان الخرشة «أبو جدعان» حالة من النشوة والسرور بعد المكرمة السامية من ولي العهد الامير الحسين بن عبدالله الثاني ببناء مسكن يليق به وتلبية جميع احتياجاته تقديرا للعطاء المميز الذي قدمه خلال خدمته العسكرية.
باستبشار وسرور باديين على ملامحهم استقبل ابو جدعان وافراد عائلته «جفرا نيوز» في منزله المتواضع في قرية أم الينابيع أقصى جنوب محافظة الكرك محملين «جفرا نيوز» أمانة رفع شكرهم وامتنانهم لسموه على هذه المكرمة السامية.
عنه يوم الثالث والعشرين من الشهر الماضي كان محط إهتمام ولي العهد الذي تابع القصة من مقر اقامته في الولايات المتحدة الاميركية التي يواصل فيها دراسته، وهو ما يشير الى أن سموه على تماس دائم مع هموم الوطن وأخباره رغم المسافات التي تفصله عنه.
«ابو جدعان» الذي نشرت «جفرا نيوز» قصة إخبارية
وبفضل هذه المكرمة السامية اصبح متاحا لأبي جدعان تحقيق حلمه بقضاء بقية سني عمره في ظروف تليق بما قدم من تضحيات وبطولات كانت محط إحترام العدو قبل الصديق وحازت اهتمام الاشقاء وتقدير القيادة الاردنية على أعلى المستويات في ذلك الوقت.
وبات أمل ابناء ابو جدعان في تحسن ظروفهم المعيشية قريب المنال بعد أن شملتهم المكرمة السامية لتأمين فرص عمل للمتعطلين منهم، والحاقهم بالخدمة في أجهزة الدولة تكريما لتضحيات والدهم وبطولاته واستبساله دفاعا عن ثرى الأردن.
وحاول أبو جدعان خلال زيارة «جفرا نيوز» له استرجاع بعض ذكرياته في ارض معركة الشيخ جراح عند اسوار القدس عام 1967 التي خاضها ابناء الجيش العربي بكل استبسال وبطولة وخسروها بسبب الفارق الكبير في العدة والعتاد الذي كان يتسلح بهما الجيش الاسرائيلي في ذلك الوقت.
ويؤكد أبو جدعان أن دوره في تلك المعركة لم يكن يقل عن دور اي جندي شارك فيها وأنه تمنى الشهادة التي سبقه اليها رفاق سلاح كثر ارتقوا الى ربهم وهم مؤمنون بوطنهم وقيادتهم وحقهم في محاربة الاعداء، مشددا على أنه جاهز وهو في هذا العُمر لحمل السلاح مجددا دفاعا عن الأردن.
وحول اللفتة السامية لولي العهد، قال أبو جدعان أن سر عشق الاردنيين وتمسكهم بالقيادة الهاشمية يتعلق بايمان الجميع بأن هذه العائلة «قريبة من الكل وتسمع وجع الجميع» مضيفا «لا أستغرب هذه المكرمة فهي تأتي من بيت تعود المكارم».
وتمنى أبو جدعان لقاء جلالة الملك وولي عهده الميمون لتقديم شكره الشخصي لهم قائلا « الله يرزقني لقاء سيدنا وولي عهده لاقبل جبينيهما وأشكرهما على لفتتهم الكريمة التي تعكس القرب من جنودهم وابناء شعبهم، داعيا لهم بدوام العز وطول البقاء».
جدير بالذكر أن أبو جدعان، الذي هو بطل من أبطال الجيش العربي الذين بذلوا الغالي والنفيس دفاعاً عن ثرى الوطن العزيز، له سجل عسكري حافل، حيث خدم في القوات المسلحة الأردنية، خلال الفترة (1952-1973).
وشارك في معركة الشيخ جراح بتاريخ 6/6/1967، حيث اقتحم العدو الخندق الذي كان متحصنا بداخله، وبقي يقاوم دون أن يغادر موقعه، حتى أصيب بعدة طلقات وطعنات بجسمه.
يشار إلى أن جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، شدد في أكثر من مناسبة على أهمية إيلاء المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى كل الاهتمام، والتواصل معهم في مختلف أماكن سكناهم في المملكة، للوقوف على أوضاعهم ودراستها، وتحسين ظروفهم المعيشية، وتكريمهم معنوياً وفاءاً وتقديراً واعتزازاً بهم وبدورهم البطولي والوطني.
وكتب عبد الهادي الراجح :
البطل أبو جدعان الخرشه لم يكرم في وطنه ولم يحصل على أوسمه من الذين باعوا تضحيات الأبطال أمثال أبو جدوع وغيره في وادي عربة .
ما لفت الانتباه وزاد حزننا أكثر كان اهتمام الزعيم جمال عبد الناصر بهذا البطل وإرسال صديقه المقرب الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل رحمه الله للاطمئنان على هذا البطل الأردني بعد خروجه من ألأسر الصهيوني ، هكذا كان زعيم الأمة جمال عبد الناصر لا ينسى أبناءه المقاتلين ليس في مصر وحدها, ولكن في كل الوطن العربي وكل من قاوم الوجود الصهيوني، والزعيم قرأ ما كتبته الصحافة الصهيونية عن بطلنا ابو جدعان الخرشه واهتم بقضيته لدرجة إرسال أقرب المقربين إليه الأستاذ هيكل, وكان حينها وزيرا للإرشاد القومي والخارجية بالوكالة معا, للاطمئنان على الجندي العربي من الأردن أبو جدوع الذي قاتل قتال الأبطال .
أي إنسان وأي قائد كنت يا أبا خالد، يا من حملت قضايا أمتك وشعبك ولم تنس كل بطل من أبطال هذه الأمة من المحيط للخليج قاتل بشرف وشجاعة إلا وكنت بجانبه، كم نفتقدك اليوم ونحن نرى أشاباه الرجال، فأي قائد وأي زعيم كنت أيها الملهم ، والذي كان يتابع كل جندي ومقاوم ويوجه بندقيته نحو الكيان الصهيوني ومن أوجده .
الفيديو الذي بثه الأستاذ أحمد حسن الزعبي عن بطلنا أبو جدعان الخرشه أعاد أحزاننا على واقع وطننا وأمتنا، وأبو جدوع اليوم ليس له دخل إلا من أرضه الطيبة وراتبه التقاعدي الذي يبلغ (240) مائتين وأربعون دينارا فقط, كان يخصم نصفه للإقراض الزراعي حتى تبرع أحد العرب الشرفاء من المغتربين في كندا من تسديد ديونه بعد أن سمع بقصته حيث أرسل إليه أن يطلب ما يشاء ولم يطلب بطلنا سوى سداد دينه على الإقراض الزراعي حتى لا يخصم من راتبه التقاعدي وهكذا كان ، كل التقدير والاحترام للوطني الشهم النبيل .
أبو جدعان الخرشه, كما أسلفت لم يكرم في وطنه كما لم يكرم بطل الكرامة الفريق مشهور حديثه الجازي ، ولكن أبو جدعان حصل على أوسمة الميدان الذي يفخر بها وهي رصاص العدو الذي لا تزال آثاره على جسد أبو جدعان لليوم شاهدة على عصر البطولة والتضحية والفداء ، وكم كان الزعيم جمال عبد الناصر عظيما ومتابعا علما بأن ذلك حصل في بداية حرب الاستنزاف .
رحمك الله يا زعيم الأمة جمال عبد الناصر ومتعك الله بصحتك يا أبو جدعان فأنت شمعة مضيئة في ليلنا الطويل, ولا شك إن التاريخ سينصفك كما سينصف غيرك من أحرار الأمة.. ولا نامت أعين الجبناء .