بيّن الله -تعالى- كفارة اليمين في سورة المائدة، بقوله: (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّـهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
وبحسب ما ذكرت الآية الكريمة، فإنّ الإنسان الذي يحلف بفعل شيءٍ أو عدم فعله وينقض ما حلف؛ يخيّر بفعل واحدة من هذه الخيارات الثلاثة:
إطعام عشرة مساكين من أوسط ما يطعم أهله، بحيث يعطي كل مسكين نصف صاع من غالب طعام بلده، والصاع هو ما يُقارب ثلاثة كيلوغرامات، كالأرز أو القمح أو غيره، وإذا كان يعتاد أكل الطبيخ من يخنٍ أو دجاج أو لحم مع الأرز، فينبغي أن يُطعمهم مع الأرز ما يأكله وأهله، ويجوز أيضاً أن يجمع عشرة مساكين ويغدّيهم أو يعشّيهم.
كسوة عشرة مساكين، ومن شروطها أن تكون صالحة للصلاة، فتكون للرجل رداء أو ثوباً، وللمرأة ثوباً فضفاضاً وخماراً.
تحرير رقبة مؤمنة، وهذه كانت ممكنة قديماً، أمّا في وقتنا الحالي فلا يوجد عبيد.
وإذا لم يجد الشخص شيئاً من الخيارات الثلاثة السابقة؛ فبإمكانه صيام ثلاثة أيام متتابعة لا يُفطر بينها أبداً، ويجوز تقديم الكفارة على الحنث باليمين؛ فإن كانت قبل الحنث اتصفت بأنها محللة لليمين، وإن كانت بعد الحنث كانت مكفرة لليمين.
تعريف الكفارة
الكفّارة، وتعني: السّتر، وسمّيت بذلك لأنّها تكفّر الذنوب والخطايا أي تسترها، أمّا اصطلاحاً فهي العمل الصالح الذي يمحو أثر الذنب عن فاعله، وتكون بمثابة قُربة لله -تعالى- وعبادة، فتأتي على عدّة صور منها الصيام أو الإطعام وغيرها من العبادات.
أنواع الكفارات
هناك خمسة أنواع من الكفّارات، وهي كما يأتي:
كفارة القتل الخطأ تكون بعتق رقبة مؤمنة، أو صيام شهرين متتابعين؛ قال -تعالى-: (ومَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ ودِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إلى أهْلِهِ إلّا أنْ يَصَّدَّقُوا فَإنْ كانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكم وهْوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وإنْ كانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكم وبَيْنَهم مِيثاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إلى أهْلِهِ وتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَن لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وكانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا).
كفارة الجماع في نهار شهر رمضان متعمداً من غير عذر كفّارتها عتق رقبة، فإن لم يستطع فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً؛ قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا* فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، فَإِطْعَامُ سِتِّيْنَ مِسْكِيْنًا).
كفارة الظهار الظهار هو قول الرجل لزوجته: أنتِ عليّ كظهر أمّي، وكفّارتها عتق رقبة مؤمنة، فإن لم يستطع فصوم شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً، فإذا كفّر حلّت له زوجته.
كفارة اليمين هي عتق رقبة، أو إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، فإذا لم يجد يصومُ ثلاثة أيام متتابعة.