سهم محمد العبادي
منذ سنوات والمواطن العربي "غسل يديه" من أي قرارات صادرة عن القمم العربية تخص الشأن العربي بشكل خاص.
خلال تلك السنوات وحتى الآن كانت وحدة الصف العربي الرسمي هلامية ولالتقاط الصورة الجماعية مع ابتسامات "من فوق الجوزة" حيث لم يُجْمَع على أي قرار ونُفِّذ، بل قراراتها دائما مفتوحة البداية والنهاية وغالبيتها يؤكده في كل دورة مع وجود ملايين العرب الذين ينتظرون هذه الاجتماعات لعل أن يكون هنالك قرار يسر البال ويغير الحال، لكن على رأي غوار الطوشة في كاسك يا وطن "حافظينو".
كل الأحداث الجسيمة التي مرت بالدول العربية وما نجم عنها من "فتق" كبير بين أبناء الوطن العربي لم ترتق جامعة الدول العربية لتكون على مستوى الحدث، بل غلب طابع الاصطفافات والتحشيد ما بين الدول الأعضاء، حتى وصل حالنا اليوم بأن الخلافات العربية - العربية أكبر من الخلافات العربية مع الاحتلال؛ لذلك هو يجرم ويقتل ولا يشغل باله شيئا.
بعد حرق غزة وقتل أهلها وتحويلها إلى منطقة لإعدام البشر والشجر والحجر اجتمعت القمة العربية الطارئة ومعها القمة الإسلامية وكأن هنالك حدثا سيهز العالم كله، ويغير خارطة العالم، ويزعزع استقراره نصرة لأطفال ونساء وشيوخ غزة الذين قتلهم الاحتلال، لكن الواقع أثبت بجلاء أن غزة وأحداثها أمر طبيعي بين طرفين أي ما يعني أن القوة متكافئة بين الطرفين، واُسْتُخْدِم مصطلح المدنيين ليشمل الطرفين، مثلما خرج عن القمة المنعقدة تحت اسم الأمة العربية والإسلامية مناشدة لوقف العدوان وهنا أقولها تناشدون من؟ إذا كانت غالبية دول الغرب، وعلى رأسها أمريكا الراعي الرسمي للاحتلال تدعم ودول أخرى قتل كل حياة في غزة، فهل تناشدون القاتل أن يتوقف؟.
القرارات الأخرى جاءت فقط "لرفع العتب" ولكن استوقفني القرار العرمرمي بكسر الحصار وتقديم المساعدات الإغاثية إلى غزة، ومضت الأيام وعداد الشهداء وهدم المستشفيات والبيوت لم يتوقف ولم نشاهد كسرا للحصار إلا من الأردن وللمرة الثانية، فأين باقي الأمتين العربية والإسلامية؟.
وهنا، كيف لنا كعرب ومسلمين أن نقتنع أن لدينا القوة، ونحظى بالاحترام والتقدير الدولي والواقع أننا مجرد أرقام ومواقع جغرافية على خارطة الكرة الأرضية ليس أكثر، وهنا أقولها بصورة صريحة أن الأمتين العربية والإسلامية أصبحت أمماً، وأن غالبية دولها أصبحت كل دولة أمة بحد ذاتها لا تعنيها شؤون الآخرين خارج حدودها، وأن هذا الخذلان سيكون مصير أي دولة تتعرض للاعتداء.
المجد للمقاومة، المجد للشهداء، المجد لغزة العزة، المجد للشرفاء كلهم الذين يحملون راية الدين والحق والعروبة دعما للأهل في فلسطين، وفي كل مرة يستشهد فيها شهيد نرى من أهله من يخرج ويقول أمام شاشات العالم "فدا فلسطين " ونحن نقولها بأعلى صوت، وعلى مسمع الجميع "لا سلام مع العدو ونحن فداء لفلسطين والأردن"، فلسطين بوصلتنا وتاجها القدس الشريف"
سؤال آخر ما هي منيو قائمة الطعام في المؤتمر الطارئ؟ (الفاتحة)