أن يكون الوفاء لأهله، تلخّصها توجيهات ملكية سامية لرفاق السلاح، ولمن قدّموا أرواحهم وأجسادهم ودماءهم فداء للوطن، عندما وجّه جلالته بأن يكون يوم الخامس عشر من شباط يوم وفاء للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، وتسميته باليوم الوطني للوفاء للمحاربين القدامى والمتقاعدين العسكريين، ليس فقط تكريما لهم إنما وفاء لتضحياتهم على تراب الوطن.
الخامس عشر من شباط، ليس تاريخا عاديا، هو احتفال بمن قدّم الوطن على حياته وأسرته وأبنائه، هو احتفال لمن كانوا أوفياء للقائد والوطن، فحاربوا ودافعوا وناضلوا دفاعا عن أردن المجد، وفلسطين القضية والحق، احتفال وفاء لمن كانوا أوفياء للقدس والشيخ جراح واللطرون وباب الواد والكرامة وغيرها من معارك حققوا بها انتصاراتهم للحق، فضلا عن عمليات الحفاظ على الأمن الداخلي والحرب على الإرهاب والتطرف، احتفال بمن نسوا أنفسهم ليعيش الوطن بأمن وسلام ليكون أيقونة لذلك على مستوى دولي.
توجيه ملكي بأن يكون هذا اليوم لرفاق السلاح، ممن عاهدوا الله بأن لا أولويات في حياتهم سوى الوطن، عاهدوا الله أن تغيب «الأنا» عن تفاصيل حياتهم، تغيب حدّ مسحها من قاموس حياتهم، فلا صيغة مفردة في أيامهم، ولا حضور سوى للجميع وأمن الجميع وسلامة الجميع، فعيش المواطنين بأمان رؤيتهم ليومهم وغدهم.
اليوم، نقف جميعا اجلالا وتقديرا للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، ممن منحونا حياتنا الآمنة التي نحيا، ومنحوا أجيالا قادمة رغد العيش الآمن في ظل قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، رفقاء السلاح، نقف وقفة ثناء مستذكرين شجاعتهم وهم يقاتلون على أرض فلسطين يسندون أسوار القدس بأرواحهم قبل أجسادهم، مستذكرين تضحياتهم من أبناء القوات المسلحة/ الجيش العربي وكافة الأجهزة الأمنية، مدافعين مناضلين مقدّمين الغالي والنفيس فداء للقائد وللوطن.
واليوم، نرى أبناء واحفاد المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى يواصلون حمل الأمانة والرسالة ذاتها وبذات الوطنية، لحماية الوطن ليبقى الأردن بحضوره الأبيّ واحة للأمن والاستقرار بقيادة جلالة الملك، الذي منح بتوجيهاته السامية هذا اليوم وفاء لمن يليق بهم الوفاء.
يبقى المتقاعدون العسكريون حاضرون في فكر ووجدان جلالة الملك، وهم باقون في ذاكرة الوطن وحاضره، وذاكرتنا نقدّر تضحياتهم، ونحيا بسلام صنعتهم أيديهم وأرواحهم ورجولتهم، ليكمل منتسبو الأجهزة الأمنية والعسكرية مسيرتهم مسجلين أقدس رسائل الدنيا، بأن يبقى الوطن في مساحات الأمن والسلام، لا يجرؤ على الاقتراب منه أي عدو أو حاقد، فهم النشامى بحرفيّة المعنى.
اليوم الخامس عشر من شباط سيبقى على مدى السنين، يوما يحمل أجمل ما في اللغة من كلمة «الوفاء» وفاء لمن يستحقون الوفاء، ووفاء بالحفاظ على هداياهم للوطن من سلام لا يشبه سوى الأردنيين، بحبّهم لوطنهم، يوما يؤكد أن الوطن بنته سواعد الصادقين والأوفياء، بنته سواعد أردنية سواعد النشامى، سواعد من يليق بهم الوفاء، فهي كلمة ببلاغة لغات الكون.
(الدستور)