رصد علماء الفلك أن أحد أقمار كوكب زحل يحتوي على جميع عناصر الحياة بالنسبة للبشر. وأشارت مجلة علمية إلى أن معظم ما نعرفه عن "إنسيلادوس" (القمر التابع لكوكب زحل) ومحيطه المغطى بالجليد يأتي من مهمة المركبة كاسيني، التي أنهت عملياتها الاستكشافية لنظام زحل في عام 2017، لكن العلماء ما زالوا يعملون على بياناتها.
وذكرت تلك المجلة أن البحث الجديد المبني على بيانات "كاسيني" يعزز فكرة أن "إنسيلادوس" يحتوي على المواد الكيميائية الضرورية للحياة.
وبحسب المجلة، اكتشفت "كاسيني" أثناء مهمتها أعمدة من الماء تندلع عبر قشرة إنسيلادوس الجليدية. في عام 2008، أجرت كاسيني تحليقًا قريبًا وحللت الأعمدة باستخدام محلل الغبار الكوني (CDA).
وأظهرت بيانات "CDA" أن الماء الموجود في الأعمدة يحتوي على مزيج مدهش من المواد المتطايرة، بما في ذلك ثاني أكسيد الكربون، وبخار الماء، وأول أكسيد الكربون، وعُثر على كميات ضئيلة من النيتروجين الجزيئي والهيدروكربونات البسيطة والمواد الكيميائية العضوية المعقدة.
ويُظهر تحليل بيانات "كاسيني" من أعمدة إنسيلادوس وجود مستوى عالٍ من الفوسفات غير العضوي في المحيط، وتشير عمليات المحاكاة الجيوكيميائية الأخرى المستندة إلى نتائج كاسيني إلى الشيء نفسه.
وأشارت المجلة إلى أن محيط "إنسيلادوس" يحتوي على كيمياء غنية، والعديد من المواد الكيميائية تعكس التركيب الكيميائي للحياة، وهناك فرضية ناشئة مفادها أن "إنسيلادوس" يمكن أن يدعم عملية توليد الميثان.
طوّر الباحثون نموذجًا جديدًا أكثر تفصيلاً لمولدات الميثان على سطح قمر "إنسيلادوس"، لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم البقاء هناك، ووجدوا أنه على الرغم من وجود الفوسفور بمستويات عالية في محيط القمر، إلا أن النسبة الإجمالية "قد تكون مقتصرة على الخلايا الشبيهة بالأرض".
ما احتمالات الحياة على "إنسيلادوس"؟
نحن فقط في بداية علم التوقيع الحيوي، حيث يمكننا تحديد المواد الكيميائية الفردية، ولكن من هذه المسافة الكبيرة لا يمكننا قياس الكيمياء الشاملة لـ"إنسيلادوس" بدقة، بحسب مجلة "ساينس أليرت" العلمية.
وتهدف أبحاث التوقيع الحيوي الأحدث إلى تحديد كيفية إعادة تنظيم العمليات البيولوجية للعناصر الكيميائية بطرق واضحة، ومن خلال النظر إلى الأنظمة البيئية بأكملها، كما فعل ريدفيلد، قد يكتشف العلماء بصمات حيوية جديدة أقل غموضًا.