الدعجة: بوصلتنا فلسطين ومن حقنا أن نغضب لها بدون الإساءة إلى وطننا وممتلكاته العامة

mainThumb

02-11-2023 02:42 PM

printIcon

راما منصور - غضب عارم يعم الشارع الأردني مع استمرار الحرب الوحشية على قطاع غزة، وهتافات تنادي بطرد سفير الكيان الصهيوني من الأراضي الأردنية، وإنهاء اتفاقيات السلام وصفقة الغاز والمياه.
ومنذ اللحظة الأولى للعدوان على غزة خرج الأردنيون من كافة مدنهم ومحافطاتهم للتعبير عن غضبهم حيال هذا الإجرام الصهيوني، وحتى الحكومة دعت المواطنين إلى الخروج للتعبير عن آرائهم وكذلك الأحزاب والهيئات الأخرى، في حين أن المواطنين خرجوا من تلقاء أنفسهم نصرة للأهل في غزة.


ومما يشهد له أن الحراك التضامني في الأردن هو الأبرز على الساحة العالمية، حيث لم يتوقف هذا الحراك طوال أيام الحرب على غزة يخبو، بل كل يوم هنالك فعاليات تضامنية سواء في الشارع العام والنقابات، وهذا التفاعل يعبر عن انسجام الموقف الرسمي الشعبي تجاه الأهل في غزة.


إلا أن هذه المظاهرات كشفت سلوكات سلبية قامت بها فئة خارجة عن الأخلاق عمدت الإساءة إلى المظاهرات والأجهزة الأمنية والممتلكات العامة ما بين الحرب والتكسير.


دكتور العلوم السياسية في جامعة الحسين بن طلال، د. حسن الدعجة قال ل "أخبار اليوم"، أن ما يجري في فلسطين يستدعي ويستوجب على جميع الشعوب العربية والإسلامية وحتى الإنسانية في الغرب والشرق التظاهر لوقف المجازر والإبادة الجماعية التي تمارس بحق إخواننا وأشقائنا في غزة أو في الضفة الغربية.


وأضاف الدعجة أن التهجير الجماعي مخالف للقوانين والأنظمة الدولية الحاكمة لهذه الحالات في أثناء الحروب وبالتحديد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي العام وميثاق الأمم المتحدة وكذلك اتفاقيات جينيف وحقوق الإنسان وغيرها.


واتهم الدعجة الكيان الإسرائيلي بالتطرف، وعلى سبيل المثال قصفه للمدنيين والبنية التحتية كالمستشفيات والمدارس والشوارع وغيرها.


وكشف الدعجة أن هذا الأمر يزيد غضب الشارع الأردني والمواطنين العرب بشكل عام، وبالتالي يستدعي الخروج في مظاهرات لنصرة أهلنا في غزة، كون الغرب يراقب ما يجري، على الأقل في عمان والقاهرة، وإذا زادت هذه المظاهرات عن نطاقها المعتاد ستجبر الكيان الإسرائيلي للرضوخ لكثير من القضايا، وهذا ما تم من الخبرات السابقة، لأن المؤشر الخطر بالنسبة للكيان الصهيوني أن يكون هناك مظاهرات غير طبيعية في الأردن ومصر.


من جانبه قال الدعجة إن دول العالم وخصوصا ما شاهدناه من حشود في العراق ولندن ومدن الولايات المتحدة والمدن الباكستانية وغيرها، لكن مع ذلك يبقى حق التظاهر حقا مشروعا ووضعا طبيعيا، ومن أقل الواجب الذي نقوم تجاه أشقائنا في غزة.


وأوضح الدعجة أن تخريب الممتلكات يصب في مصلحة العدو، وكذلك ينقل صورة الاهتمام العالمي من معركة غزة وقتل الأبرياء إلى صور انتهاك الممتلكات وتحطيمها ومجابهة الشرطة، وهنا تقوم الوكالات العالمية بنقل هذه الصور وكأنها أحداث تغطي على ما يجري في غزة، وهو ليس في مصلحة القضية، ونرجو من إخواننا وكل من يخرج للتظاهر أن يراعي حرمة الممتلكات العامة، ويعتبرها جزءا من ممتلكاته، وهذا الأمر لا يتسق مع القيمة الأخلاقية ولا القيم الإنسانية لنصرة إخواننا في غزة.


وعي المواطن بأهمية المقدرات الوطنية وحرصه على ممتلكات المواطنين هو واجب وطني ديني أخلاقي تربوي، واحترامه لأفراد القوى الأمنية اللذين هم إخوتنا واحترام التزامهم بأمانتهم الوظيفية هو حجر الأساس للمجتمع الأردني وسمة نشامى الأردن، فكلنا في خندق واحد نحافظ على هذا الوطن وشعورنا واحد تجاه قضية العروبة والمسلمين القضية الفلسطينية التي لم تكن يوما إلا قضيتنا الأولى.