لمصلحة من التشكيك بكل ما هو أردني؟

mainThumb

02-11-2023 10:21 AM

printIcon

في الوقت الذي تقصف به غزة وأهلها بمدافع الصهاينة وطيرانهم، فإن الأردن بالمقابل يتعرض إلى قصف من نوع آخر برصاص التشكيك بمواقفه الرسمية والشعبية، وكل ما هو أردني، وبطبيعة الحال من يقصف الأردن بهذا التشكيك، وهذه الإساءات الممنهجة لا يختلف شيئا عمن يطلق قذائف المدفعية على غزة، فجميعهم يخدمون المشروع الصهيوني فقط.
يبدو أنه مكتوب على الأردن تجهيز «كشف حساب» لكافة المواقف والتاريخ المشترك مع فلسطين في كل مرة، فهم بكل تأكيد لا يعلمون تاريخ الشيخة عليا الضمور التي لجأ إلى بيتها قاسم الأحمد أحد ثوار فلسطين ومعه صحبه من الثوار، وهددها إبراهيم باشا السفاح بحرق أبنائها إذا لم تُسَلَّم الثوار الفلسطينيين، فرفضت وزوجها الشيخ إبراهيم الضمور تسليم الثوار وأُحْرِق ابناهما. أمام أعينهما وعلى مرأى الجميع.
وهل نتحدث عن تاريخ العشائر من عودة أبو تايه وحسين باشا الطراونة ومبارك أبو يامين وراشد الخزاعي وفواز الزعبي وماجد العدوان وصايل الشهوان، والمئات غيرهم ممن نذروا أنفسهم للجهاد في فلسطين وما تل الثعالب، وبطلها المجاهد كايد العبيدات وأبناء اربد ببعيد عن ذاكرتنا.
هؤلاء هم الأردنيون، ومن زار فلسطين سيجد أنه لا يوجد شبر على ترابها الطاهر إلا وعليه أثر من الجيش العربي، مثلما لا توجد قرية أو مدينة فلسطينية إلا وفيها شهيد شاهد على تاريخ الأردنيين هناك.
ولنتحدث بصراحة، من الذي يتقصد في كل مرة الإساءة للأردن ملكا وشعبا؟ ومن هم أصحاب هذه الأجندات؟ التي بات واضحا أنها ممنهجة، وليست وليدة الصدفة.
في الشأن الفلسطيني على وجه الخصوص نحن الأقرب والأصدق لفلسطين قولا وفعلا، والتاريخ شاهد، وفي الشأن الفلسطيني أن حضر الأردن بطل التيمم، وهذا من باب الواجب وليس المنة، ففلسطين بالنسبة لنا عقيدة، ولا يكتمل إيماننا بدونها.
لم يدخر الهاشميون جهدا على مدى التاريخ للوقوف مع فلسطين، ودفعوا الدم ثمنا لهذه المواقف وشهيد القدس مازال أثره شاهدا، ولم يخل مؤتمر أو محفل دولي إلا وكانت فلسطين هي جوهر حديثهم ومركزيته، فلقد قدموا لفلسطين ما لا يقدمه بقية العالم وليخرج من يقول غير ذلك «كشف حسابه»، ومن قدم شهداء وأسرى ومحاربين ومجاهدين أكثر من الأردن العظيم، فليقدم أيضا «كشف حسابه».
منذ اللحظة الأولى للعدوان على غزة وجلالة الملك يتحرك سياسيا في مختلف دول العالم، وكذلك جلالة الملكة السيدة الوحيدة من كل الأمة العربية التي خرجت وتحدثت وأحرجت الغرب بمعاييره المزدوجة، وهذا الأمر ينطبق على ولي العهد والشعب والحكومة، فهل كل هذا التناغم والوحدة الوطنية الأردنية تقبل أن يشكك بها من قبل بعض الخوارج أو الخفافيش؟
وبسؤال بسيط جدا يستطيع أي شخص الإجابة عنه، لمصلحة من كل هذا التشكيك والطعن؟ والجواب بكل تأكيد سيكون نتنياهو جزءاً منه خصوصا مع كثرة الحسابات الوهمية وقليل من المتحمسين الأوغاد.
القاعدة الرئيسية في دعم فلسطين هي أن يكون الأردن قوياً، فالأردن العمود الفقري لفلسطين أرضا وشعبا، ومن يعتقد غير ذلك فهو واهم، فحربنا مع عدو مشترك لا يفرق بيننا، ومن يريد أن يفرق بيننا فهو العدو، ونهر الأردن يروي ضفتيه لا يفصل بينهما فمصير ابن الخليل هو نفس مصير ابن الكرك وابن نابلس مصيره مصير ابن السلط والقدس قبلة عمان.
أما الجيش الأردني فهو مقدس في وجداننا ووجدان كل الأمة وليقطع لسان من يتفوه على جنود اللطرون وباب العمود ووادي التفاح وكفار عتصيون والسموع والكرامة، فهذا الجيش العربي الذي كتب التاريخ عنه وعن أبطاله، ويتزين التاريخ بهم.
ليعلم الجميع أن الأردن العظيم خط أحمر، ومن يتطاول عليه يجب أن يدفع الثمن وبيوت الأردنيين والفلسطينيين بيت واحد، ومن يسيء إليه يطرد من على عتباته.
حفظ الله الأردن العظيم وأهله وقيادته وجيشه ونصر الله أهلنا في غزة على عدوهم وعدونا وعملائهم.
وستبقى بوصلتنا فلسطين وتاجها القدس الشريف.