يواجه موظفون في منظمات ألمانية حكومية وغير حكومية عاملة في عدد من الدول العربية، من ضمنها السفارات تهديدات بالفصل من العمل إذا شاركوا في تأييد فلسطين على الإنترنت.
ووضع الاوروبيون معايير محددة لحرية التعبير بحيث يمنع على الاشخاص العاملين معهم التفكير الا بالطريقة التي يفكرون هم بها.
لكن ما وصل اليه هؤلاء ليس هذا وحسب. بل باتوا يفرضون على الموظفون كيف يجب ان يشعروا به حتى تجاه المجازر التي يرتكبها الاحتلال في غزة.
في بعض الحالات طُلب من الموظفين أيضاً إبداء الاعتراض على عملية "طوفان الأقصى".
وعلم موقع "ميدل إيست آي" أن مسؤولي الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) يسمحون لموظفيهم بالتعبير عن أنفسهم، بشرط ألا تعتبر آراؤهم ممثلة للوكالة.
وقالت الوكالة في ردّها على الموقع البريطاني: "الوكالة تطلب من موظفيها استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة مسؤولة ومراعاة تحاشي نشر المعلومات المضللة. ولم تمارس الوكالة في أي وقت من الأوقات أي شكل من أشكال الضغط على موظفيها".
فضلاً عن ذلك، تسمح بعض المنظمات لموظفيها بالتعبير عن أنفسهم بحرية على حساباتهم الشخصية على الشبكات الاجتماعية، عدا لينكد-إن، لأنه يعتبر منصة مهنية تكون أي منشورات عليها مرتبطة بالمنظمة.
لكن موظف من منظمة ألمانية قال لموقع "ميدل إيست آي" شريطة عدم الكشف عن هويته، إن السفير الألماني عقد اجتماعاً مع الموظفين الألمان والعرب في السفارة وطلب منهم عدم إبداء أي تعاطف مع فلسطين، حتى على وسائل التواصل الاجتماعي، ومهما كان محدوداً.
من ناحية أخرى، أعربت بعض المنظمات الألمانية، مثل مؤسسة فريدريش ناومان – القدس، عن دعمها لإسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي، وأدانت أعمال العنف التي نفذتها الفصائل الفلسطينية في 7 تشرين الأول.
منع التضامن مع غزة
ووجهت عدد من المنظمات غير الحكومية الفلسطينية، منها مرصد السياسات الاجتماعية والاقتصادية (المرصد)، ومسرح عشتار، واتحاد المجتمع المدني للتنمية، واتحاد لجان العمل النسائي الفلسطيني، رسالة إلى مؤسسة روزا لوكسمبورغ ستيفتونغ أعربت فيها عن "مخاوف عميقة" إزاء موقف حزب اليسار الديمقراطي الاشتراكي الألماني، الذي ترى أنه "يتعامل بمعايير مزدوجة وينحاز للنظام الاستعماري الاستيطاني الإسرائيلي".
حيث انتقدت الرسالة الحزب أيضاً لتجاهله حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، بما يشمل حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم، والفشل في معالجة الأسباب الجذرية للوضع في فلسطين، لا سيما مشروع الاستيطان الصهيوني الاستعماري القائم على تدمير الشعب الفلسطيني.