أكد متحدثون، أن على الولايات المتحدة تقدير دور الأردن ومصر في وقف العدوان على قطاع غزة، مشددين على قوة الموقف الأردني بشأن العدوان على قطاع غزة، خصوصا في ظل ارتفاع وتيرة التحرك السياسي المتنامي، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، وفيه يحذر جلالته من تداعيات العدوان الخطرة على الإقليم والعالم.
جاء ذلك في إطار ندوة حوارية، أقامتها نقابة الصحفيين امس، بعنوان "طوفان الأقصى: المآلات السياسية"، أدارها نائب نقيب الصحفيين الزميل جمال اشتيوي، وبحضور نقيب الصحفيين الزميل راكان السعايدة، وأعضاء من مجلس النقابة، وصحفيين، وتحدث فيها وزير الإعلام الأسبق سميح المعايطة، واستاذ الصراعات الدولية د. حسن المومني.
المعايطة أكد، أن من مصلحتنا كأردنيين وفلسطينيين وعرب أيضا، الوقوف في وجه مخطط الاحتلال الصهيوني لاجتياح قطاع غزة بريا، وتهجير أهلها وعدم تحقيق أي نصر له فيها.
وأضاف، أن فشل مشروع الاحتلال في غزة، يعني تأجيل أو وقف مشروع نتنياهو السياسي في الضفة الغربية وشمال لبنان، مبينا أن ما مارسته حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من تصعيد في عملياتها ضد الاحتلال، جاء في توقيت سياسي صعب، خصوصا وأن القضية الفلسطينية تواجه تراجعا في الاهتمام الدولي.
وأوضح المعايطة، أن الاحتلال يعمل على توظيف تصعيد "حماس" لمساعدة نتنياهو على بناء روايته ومشروعه السياسي الاستيطاني، مستندا على صورة الاعتداء والقتل والأسر.
وقال، إن رغبة الاحتلال لإنهاء" حماس"، مبالغ به، فالحركة لها جمهور وهي بمنزلة "فكر" أكثر منها حركة مسلحة، مؤكدا أن ما يريده الاحتلال، هو تغيير مسار "حماس" إلى السياسي، وأن تقبل بالجلوس للمفاوضات والتخلي عن العمل المسلح.
وأشار المعايطة، إلى أنه في العام 2017 خرجت الوثيقة السياسية لـ"حماس"، وتحدثت عن قبولها لدولة على حدود الأراض الفلسطينية المحتلة في العام 1967، لافتا إلى أن هناك أرضية لـ"حماس" وحلفائها الإقليميين في هذا الخصوص.
وأكد، أن "إيران لديها مشروع فارسي واسع في لبنان وسورية واليمن، وفلسطين جزء منه"، معتبرا بأن طهران لن تضحي بمشروعها من أجل "حماس"، كما أنها لن تشارك بجنودها في أي معركة حالية.
وعن الاشتباكات في الجنوب اللبناني، قال المعايطة، إن حزب الله أعطى الضوء الأخصر لـ"حماس" وحركة الجهاد الإسلامي، لإطلاق صواريخ من مناطقه في جنوب لبنان، وشارك في مناوشات خفيفة، كي لا يسجل عليه أنه شن حربا على الكيان الصهيوني.
وبين أن حزب الله، يعي جيدا بأن وضع لبنان سياسيا واقتصاديا صعب، وهو ينظر لهذه المعادلة بجدية، موضحا أن الحزب، يعلم بأن هناك دفعا من الاحتلال والغرب له للمشاركة في الحرب، لتوجيه ضربات له، وبالتالي جره إلى مواجهة مدمرة مع الولايات المتحدة الأميركية.
وأكد المعايطة، أن عملية "طوفان الأقصى" مدهشة وقوية، لكنها عملية مقاومة وليست حرب تحرير، مشيرا الى أن الفرصة للسلام حاليا، أكبر.
وبين أن العرب والأتراك والإيرانيين "لا يريدون مشروع التحرير العسكري في فلسطين، باستثناء جزء من الفلسطينيين في الداخل.
المومني قال، إن ما يجري في القطاع، مختلف عن الجولات السابقة؛ عسكريا وسياسيا، وسيكون له نتائج مختلفة على المنطقة العربية والقضية الفلسطينية.
وشدد المومني على أن السياسة الأردنية في الحرب على غزة، أحدثت فارقا في الجانب السياسي، وتميزت بمخاطبة صريحة لكل المواقف الداعمة للاحتلال بشكل مباشر، مبينا أن الأردن ركز على السياق الإنساني منذ البداية، ووظفه لعمل اختراقات سياسية، لافتا إلى أن التكهنات ما تزال غير محسومة بشأن دخول الاحتلال بريا للقطاع.
وقال إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، سيخرج بجراح عميقة بعد انتهاء هذه الحرب، تنهي مستقبله السياسي، حتى لو حقق نجاحا أو نصرا في غزة.
وأكد المومني، أن إيران هي آخر دولة ترغب في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، مبينا أنها لن تفرط بأقوى وكيل لها في المنطقة وهو حزب الله، مضيفا بأن لديها هدفا ومشروعا خاصين في المنطقة، الى جانب انها دولة "براغماتية"، تقوم على المزاوجة بين الدين والمصالح، كما أن واشنطن لا تريد المواجهة معها.
ولفت إلى أن تركيا، عودت المنطقة على استدارات "براغماتية" تحاكي مصالحها، فمن ناحية، القضية الكردية بالنسبة لها مسألة وجودية، أما القضية الفلسطينية فهي أداة لتعزيز نفوذها في الإقليم، معتبرا بأن إدارة النزاع الحالي في فلسطين المحتلة بحاجة لـ"موازنات" دقيقة، والاستفادة من جميع المواقف المطروحة، وهو ما يميز الدور السياسي الأردني.
وأشار المومني إلى أن الكيان الصهيوني ما يزال يعتقد بأنه لم يحصل على إنجازات ملموسة، يبرر فيها عدوانه على غزة بعد "طوفان الأقصى"، مؤكدا أن الولايات المتحدة، قالت إن الاحتلال لن يقدم تنازلات وهو في موقف ضعيف.
واعتبر بأن نتنياهو وتحالف اليمين الصهيوني المتطرف، انتهى أو أضعف، وبات صعبا عليه العودة للشارع الإسرائيلي، مشددا على أن سياسة الاحتلال الداخلية، لن تكون كما كانت عليه سابقا، وستنتجها معركة "طوفان الأقصى" الحالية.
وأشار المومني، إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن، يدعم الاحتلال، لأن هناك تداخلا عضويا بين الولايات المتحدة وبينه، كما أن بايدن يوظف دعمه هذا من أجل مشاريع انتخابية.
واستغرب من تضخيم العالم لـ"حزب الله"، مبينا بأن الحديث عن مشاركته في المعركة المقبلة مستبعد، خصوصا وأنها معركة مختلفة عن معركة عام 2006، نظرا لأنها ستكون "أممية"، معتبرا بأن اجتثاث "حماس" صعب، خصوصا وأن حاضنتها قوية في فلسطين وخارجها.
وعن الدور الأردني، قال المومني إن الأردن ليست دولة طارئة على القضية الفلسطينية التي هي مصلحة إستراتيجية لعمان، لكنها ليست القضية الوحيدة التي تحكم تحرك الدولة الأردنية، مبينا أن من حسنات هذه المواجهة، أنها أعادت حل الدولتين للواجهة، وأن الأردن يدفع بسيناريو معمق أكثر، وهو إعادة القاطرة إلى سكتها.
الغد