فلسطين والقدس في القاهرة

mainThumb

13-02-2023 01:30 AM

printIcon

إسرائيل واستهدافها للسلام باعتداءاتها وجرائمها التي لا تتوقف على الشعب الفلسطيني، ليست جزءا من مشكلة عدم استقرار المنطقة والاقليم، بل جميعها، ففي استهدافها الدائم والمكرر للفلسطينيين والمقدسات الإسلامية والمسيحية، يجعلها العائق الأساسي لمشكلة عدم استقرار الإقليم والمنطقة، وحتى العالم، والمشكلة برمتها وليس جزءا منها.

وفي كل مرة يظن البعض أن جرائم إسرائيل وقفت عند حدّ معين، يفاجأ الجميع أنها مستمرة في انتهاكات لا تنتهي وجرائم تطال الأحياء والأموات في فلسطين، مما يجعل من وجود قوة عربية حاجة ماسة تحديدا خلال المرحلة الحالية التي تشهد بها فلسطين والقدس تحديدا انتهاكات واعتداءات ربما هي الأكثر منذ سنوات، ففي هذا التوقيت حاجة لوجود عربي قوي في المشهد من شأنه أن يمنح فلسطين والقدس قوّة وسندا للنضال والمقاومة والصمود، ففي القوة العربية قوة فلسطينية.

بالأمس، حيث عقد في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة أعمال مؤتمر دعم القدس «صمود وتنمية»، بمشاركة جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ووسط تمثيل عربي وإقليمي ودولي رفيع المستوى، تشكّلت حالة عربية يحتاجها الفلسطينيون في نضالهم وصمودهم بوجه الاحتلال، فكان المؤتمر هاما في كل ما تناوله من ملفات إضافة للتوقيت الدقيق.

ووسط هذه التظاهرة السياسية الهامة، وضع جلالة الملك قضية القدس بشكل تفصيلي على طاولة البحث والمسؤولية العربية، وبكل شفافية ووضوح أكد جلالته على أنه «لا يمكن لمنطقتنا أن تنعم بالسلام والاستقرار والازدهار والقضية الفلسطينية تراوح مكانها»، فهو الحسم الواضح والذي يجعل من حل القضية الفلسطينية ضرورة لخروج السلام من «غرفة الإنعاش» واستثمار ما تبقى من أنفاسه التي استهدفتها إسرائيل.

وبتأكيدات من جلالة الملك فإن «الأردن مستمر بمشاريع الصيانة والإعمار بالمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، انطلاقا من الوصاية الهاشمية عليها، للحفاظ على هوية المدينة المقدسة وعروبتها، وتثبيت صمود المقدسيين، وحماية حقوق المسلمين والمسيحيين في ممارسة شعائرهم الدينية»، وفي ذلك يجدد جلالته على المضي بالإعمار الهاشمي للمقدسات، وعلى حمايتها في القدس الشريف، وصونها ليس هذا فحسب، إنما أيضا لحماية حق ممارسة الشعائر الدينية للمسلمين والمسيحيين وهو ما انتهكته إسرائيل ولم تراع قدسية هذا الحق، فهو الأردن من يصون هذا الحق وغيره من الحقوق المشروعة وفقا للقوانين وحتى للإنسانية.

في القاهرة، حضرت فلسطين والقدس بصوت أردني فلسطيني مصري عربي، رعته الشقيقة الكبرى جمهورية مصر العربية، ليعلن الأردن بوضوح وبلغة بيضاء في بلاغتها وفي مضمونها بأنه يقف «إلى جانب إخواننا وأخواتنا المسيحيين في القدس في الحفاظ على كنائسهم وتصديهم للانتهاكات والاعتداءات عليها، ونؤكد على التزامنا بالعهدة العمرية، التي حفظت الوئام والعيش المشترك في القدس، منذ أكثر من ألف وأربعمئة عام»، ليقدّم جلالة الملك عهدا جديدا بأن الأردن مع فلسطين، ولن يغيّر ثوابته بشأن هذه القضية التي يحرص جلالته أن تكون أولوية دائمة عربيا ودوليا.

وجود جلالة الملك عبد الله الثاني بجوار الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس محمود عبّاس في القاهرة أمس، ما هو إلاّ تأكيد جديد على المضي في دعم القضية، والسير في درب السلام، وتأكيد على الدور التاريخي للأردن أنه مع كل جهد يمكن من خلاله أن يقدّم ما يدعم فلسطين والقدس، ويساند صمود الشعب الفلسطيني، ومنع المخططات الإسرائيلية المتطرفة في التقسيم الزماني والمكاني للقدس المحتلة.

(الدستور)