وصل قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال مايكل إريك كوريلا، الثلاثاء إلى تل ابيب في زيارة لم يعلن عنها مسبقاً، قائلاً إنه يأمل في ضمان حصول الجيش الإسرائيلي على ما يحتاجه في الوقت الذي يخوض فيه حرباً متصاعدة ضد فصائل المقاومة، وذلك عقب زيارة أجراها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى تل أبيب.
وكوريلا هو المشرف على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، وزيارته لإسرائيل هي الأحدث التي يقوم بها مسؤول أمريكي كبير إلى إسرائيل، قبل الهجوم البري المتوقع للجيش الإسرائيلي على غزة، كما تأتي الزيارة قبل يوم من زيارة مقررة للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل.
وقال كوريلا في تصريحات لوكالة رويترز قبل الهبوط: "أنا هنا للتأكد من أن إسرائيل لديها ما تحتاجه للدفاع عن نفسها، مع التركيز بشكل خاص على تجنب قيام أطراف أخرى بتوسيع الصراع".
أوضح كوريلا أنه من المقرر أن يعقد اجتماعات مهمة مع القيادة العسكرية الإسرائيلية، لضمان بلورة فهم واضح للمتطلبات الدفاعية لتل أبيب.
من المتوقع أيضاً أن يضع كوريلا الخطوط العريضة للدعم العسكري الأمريكي، الذي يهدف إلى تجنب اتساع نطاق الصراع بين إسرائيل وحماس.
كانت واشنطن قد نشرت حاملة طائرات والمجموعة القتالية المصاحبة لها في شرق البحر المتوسط، وسترسل حاملة طائرات أخرى إلى المنطقة في الأيام المقبلة، وهي خطوات تقول إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إنها تهدف إلى الردع وليس الاستفزاز.
كذلك توجد لدى الولايات المتحدة بالفعل شبكة من القواعد في الشرق الأوسط تنشر فيها قوات وطائرات مقاتلة وسفن حربية، ويعمل الجيش الأمريكي على تعزيز قدرته القتالية في المنطقة لإثناء إيران والجماعات المدعومة منها عن الانخراط في المواجهة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، في ظل تنامي المخاوف الدولية من حرب إقليمية أوسع.
كما يعمل الجيش الأمريكي أيضاً على إيصال سريع لأسلحة تتضمن دفاعات جوية وذخائر إلى إسرائيل.
مسؤول أمريكي قال أمس الإثنين إن الولايات المتحدة طلبت إعداد بعض القوات، قد يصل عددهم لألفي جندي، لتكون جاهزة للنشر في غضون 24 ساعة من صدور إخطار بذلك، بدلاً من المدة المعتادة، وهي 96 ساعة، وقد تضم القوات وحدات تقدم الدعم مثل المساعدة الطبية إذا لزم الأمر.
كان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قد وصل أمس الإثنين إلى تل أبيب، وأجرى مفاوضات استمرت تسع ساعات مع نتنياهو، امتدت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء.
اجتماع بلينكن ونتنياهو كان قد تعطل بسبب صفارات إنذار حذرت من إطلاق صواريخ فلسطينية، ما أجبرهما على الاحتماء لفترة وجيزة في مخبأ.
أشار بلينكن أيضاً إلى أن الرئيس بايدن سيسافر إلى إسرائيل غداً الأربعاء "لتأكيد حق أكبر حليفة للولايات المتحدة في الدفاع عن نفسها"، وأضاف أن "بايدن سيتلقى ملخصاً شاملاً عن أهداف إسرائيل واستراتيجيتها في الحرب".
كما لفت بلينكن إلى أن بايدن "سيسمع من إسرائيل كيف ستدير عملياتها بطريقة تقلل من الخسائر في صفوف المدنيين، وتساعد في تدفق المساعدات الإنسانية، ووصولها للمدنيين في غزة بطريقة لا تستفيد منها حماس".
يأتي هذا فيما توعدت إسرائيل بـ"القضاء على حركة حماس"، بعد أن اقتحم مقاتلوها بلدات إسرائيلية يوم السبت 7 تشرين الأول 2023، وقتلوا 1300 شخص، واحتجزوا آخرين.
ردت إسرائيل بوضع قطاع غزة، الذي يسكنه 2.3 مليون فلسطيني، تحت حصار كامل، وتشن عليه ضربات جوية غير مسبوقة وعنيفة، وتُشير أحدث إحصائية لوزارة الصحة في غزة إلى أن عدد الشهداء في القطاع وصل إلى 2778 شهيداً و9938 جريحاً.
يعاني سكان قطاع غزة، الذي قطعت عنه إسرائيل مؤخراً المياه والكهرباء والوقود، من أوضاع معيشية متدهورة للغاية، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.