عثر العلماء على جرة بقطر متر مدفونة تحت قلعة على قمة جبل جنوب إسبانيا تسمى "لا ألمولويا"، وفيها جثة امرأة عشرينية مع بعض الحلي الفضية وبرفقتها جثة رجل في منتصف العمر، ما اعتبره العلماء لغزا محيرا.
اعتقد العلماء أنهما زوجان ولهما مكانة بارزة في دولة "الأرجار"، زمن العصر البرونزي، في شبه الجزيرة الأيبيرية لما يقرب من 700 عام، بدءًا من 2200 قبل الميلاد.
ووجد العلماء العديد من النساء والرجال مدفونين معًا في جرار كبيرة، افترضوا أنهم أزواجًا ملكيين. ولكن بالنظر إلى فجوة الثروة بين النساء والرجال، خلص الباحثون إلى أنهم أقارب ماتوا بفارق عمر. لقد اعتقدوا أن الزينة الغنية للنساء تشير إلى النظام الأمومي، حيث يتم دفن النساء الأقوياء وإضافة أبنائهن أو أحفادهن إلى مقابرهن لاحقًا.
واستخرج فريق العلماء الحمض النووي من عدة جرار "لا ألمولويا" لأزواج وأفراد، وأظهر التحليل أن الأزواج كانوا شركاء وليس أسلافًا أو أحفادًا.
يقول عالم الآثار في جامعة برشلونة المستقلة، روبرتو ريش، إن النتائج كشفت أن النساء تزوجن من رجال غير محليين، ربما كوسيلة لربط مستوطنات "العرجار" النائية.
وأضاف: "من المحتمل أن النساء كان لهن دور في بناء شبكات الترابط الاجتماعي، ومن الواضح أن أبطال الثقافة هن من النساء أيضا."
حوّلت نتائج دراسة "لا ألمولويا"، التي نُشرت العام الماضي، تركيز أبحاث الحمض النووي القديمة من الروابط "الجينية" بين السكان، إلى الروابط "الحميمة" بين الأشخاص.
يقول عالم الأحياء الحسابي، هارالد رينغباور، من معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية: "أصبح بالإمكان معرفة ممارسات الأسرة في عصور ما قبل التاريخ، وهوية المجموعة، ودرجة السلطة"، بحسب دراسة نُشرت في موقع "ساينس" العلمي.
وأوضحت عالمة الوراثة، فانيسا فيلالبا موكو، من معهد ماكس بلانك، قائلة: "بالإضافة للقرابة البيولوجية، يمكن استنتاج الممارسات الاجتماعية أيضًا".