لانا فايز السيد
أصبح التعليم المهنيّ ضرورة ملحة للنهوض بالدول، فسوق العمل العالمي يحتاج إلى قدرات ابتكارية، ومهارات ريادية، ومشاريع تكنولوجية صناعية، ويحتاج إلى عمل مرنٍ وعالي الجودة وتنافسي مُمتلئ بفرص ملهمة، ولديه وعيٌ وإدراكٌ لأهمية المشاريع المستدامة، والذكاء الصناعي، وهذا يعتبر نقطة تحول كبيرة تحتاج إلى نقلة نوعية وفكرية واجتماعية وكسر الصورة النمطية في أذهان المجتمعات النامية عن التعليم المهني، وبهذا الصدد لابد وأن تتألف وتتكامل وتتضافر كل الجهود الموجودة في الدول لإنقاذها، ومساندتها في الانخراط بسلم الاقتصاد العالمي، وأن تقوم كل مؤسسة بدورها المناط بها لعبور هذه الأزمة، ولابد أن تتوجه جميع الخطط الوطنية لتوجيه الطلبة نحو التعليم المهني لما فيه فائدة على مستوى الأفراد والمجتمع، ولا سيما وسائل الإعلام التي تعتبر دائما هي حلقة الوصل ما بين صانعي السياسات ومنفذيها.
يعد التعليم والتدريب المهني والتقني وتنمية المهارات مساراً هامّاً في الدول المتقدمة حيث يعد جزء لا يتجزأ من بنية التعليم الوطنية، لما يقوم به من دعم للتنمية الاقتصادية؛ من خلال تسهيل تنمية القوى العاملة الماهرة المرتبطة باحتياجات أسواق العمل .
كما أن هناك إجماعاً كبيراً بين الأكاديميين وصانعي السياسات التعليمية في العالم على أن التعليم المهني يمكن أن يكون وسيلة لمعالجة بطالة الشباب ويؤدي دوراً محورياً في تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030، حيث إن الهدف الرابع للتنمية المستدامة المتمثل في "ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع" .
وهذا يقودنا الى سؤال مهم هل نظام btec الجديد سيقودنا إلى مخرجات تعليم مهني جيدة ومنافسة محليا و عالميا خصوصا وأن أصحاب العمل الآن هم بحاجة لوجود أيادي عاملة لديها مهارة مهنية وتقنية ، اما اننا ما زلنا ندور في فلك محدودية التعليم المهني من خلال جودة تعليم سيئة ومهارات فقيرة و فرص تعليمية مغلقة .
وبالرغم من إعلان وزارة التربية والتعليم عن التخصصات التي يمكن لطلبة نظام btec دراستها بعد الانتهاء من دراسة الصف الثاني عشر من النظام الوطني والمستوى الثالث من نظام بيرسون ما زال عدد الجامعات الحكومية والخاصة التي تبنت النظام داخل الاردن قليلة ومحدودة ، وهذا مؤشر خطير لتردد الطلبة وأولياء الأمور من الانتساب إلى نظام التعليم المهني الحديث .
وكانت الوزارة قد أعلنت أنه تم اختيار التخصصات بناء على دراسات علمية توضح احتياج السوق العالمي والمحلي لمخرجات هذه البرامج والتي سوف تساهم في سد فجوة البطالة في الأردن وتساهم في رفع الاقتصاد الوطني و تقلل من نسب التضخم وتسعى لتنمية مستدامة ، فإن طلبة برنامج الهندسة يقبل في تخصصات هندسة الميكانيك، وهندسة الكهرباء، وهندسة الميكاترونكس، والهندسة الصناعية ، أما برنامج بناء وانشاءات يستطيع الطلبة الملتحقين به دراسة تخصص هندسة مدنية، و تخصص هندسة العمارة وتخصص إنشاء المباني وصيانتها، أما طلبة برنامج الضيافة يتوجهون لدراسة تخصصات السياحة و الضيافة والفندقة وفنون الطهي ، اما طلبة برنامج السياحة والسفر يدرسون تخصصات السياحة، تخصصات السفر، ويمكن لطلبة برنامج الفن والتصميم دراسة تخصص العمارة الخضراء وتخصصات كلية الفنون، وطلبة برنامج التجميل لديهم تخصصات علوم التجميل وعلوم التجميل ومستحضرات التجميل ، وطلبة برنامج التعليم الزراعي يدرسون تخصصات الزراعة وعلم الغذاء ، وطلبة برنامج تكنولوجيا المعلومات يدرسون تخصصات تكنولوجيا المعلومات ، اما طلبة برنامج الأعمال محصورون في تخصصات الإدارة والأعمال ، ومن يرغب بدراسة الإعلام يتوجه لبرنامج الوسائط الإبداعية .