قال عاملون وخبراء بالقطاع السياحي، إن ارتفاع الدخل السياحي الذي جاء نتيجة زيادة أعداد زوار المملكة، هو دليل على تعافي القطاع، وسيره بالاتجاه الصحيح نحو الانتعاش والنمو.
وأضافوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن الارتفاع في أرقام الدخل السياحي، سينعكس إيجاباً على تحفيز النشاط الاقتصادي بشكلٍ عام، وتعزيز إيرادات الخزينة، وتوفير فرص العمل، وجذب الاستثمارات، وزيادة احتياطات العملة الأجنبية.
وأظهرت بيانات البنك المركزي، ارتفاع الدخل السياحي خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي 2023، بنسبة 41.3 بالمئة، بتسجيله 3.651 مليار دينار، مدفوعاً بارتفاع عدد السياح إلى المملكة، والذي وصل إلى 4.503 مليون سائح.
وقال رئيس مجلس إدارة جمعية وكلاء السياحة سهيل هلسة إن ارتفاع الدخل السياحي سيسهم في زيادة الإيرادات الناتجة عن قطاع السياحة، ويُعزز الاقتصاد المحلي.
وأشار إلى العوامل المساهمة في ارتفاع الدخل السياحي، والتي تضمنت الزيادة في العروض السياحية، والتطور في خدمات الضيافة، والوضع الأمني المستقر، والأمن والأمان الذي تتمتع به المملكة، والتسويق الفعّال للوجهات السياحية، والتسهيلات في الحصول على التأشيرات.
وتابع "للحفاظ على ارتفاع الدخل السياحي في المستقبل يجب العمل على تطوير وتحسين البنية التحتية للسياحة، وتنويع العروض السياحية، وتعزيز التسويق والترويج للوجهات، وتحسين جودة الخدمات، وتدريب وتأهيل القوى العاملة في القطاع، بالإضافة إلى تسهيل إجراءات السفر، وتعزيز تجربة السياح.
وأكد أهمية تعزيز التشاركية والتعاون بين القطاع السياحي العام والخاص، وتوجيه الاستثمارات نحو تطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات، وتبني معايير جودة موحدة بالقطاع.
وقال نائب رئيس جمعية الفنادق الأردنية الناطق باسمها حسين هلالات، إن الزيادة في أعداد السياح ومدة إقامتهم بالمملكة، والفعاليات والمهرجانات، وارتفاع نسب إشغالات الفنادق، هي دليل واضح على ارتفاع الدخل السياحي.
وأوضح أن أحد أسباب ارتفاع الدخل السياحي، هو رغبة السياح بالانطلاق إلى السياحة وزيارة الدول السياحية بعد جائحة كورونا التي استمرت حوالي السنتين، مثمنا دور هيئة تنشيط السياحة في تسويق المملكة عالميا، ووضعها على خارطة السياحة العالمية من خلال الحملات الترويجية، والاتفاقيات التي أبرمتها مع شركات الطيران العارض والطيران منخفض التكاليف ما أدى إلى زيادة الطلب على السفر للمملكة.
وزاد "للحفاظ على النشاط السياحي وزخمه، لا بد من تذليل التحديات التي تواجه القطاع السياحي بشكل عام والقطاع الفندقي بشكل خاص، وتخفيض الضرائب على المنتج كأسعار الطاقة و المياه، ومنح الحوافز في المناطق التنموية من اجل إنشاء مشاريع سياحية، وتوقيع المزيد من الاتفاقيات مع شركات الطيران منخفضة التكاليف".
من جهته، بين نائب رئيس مجلس الإدارة في الجمعية الأردنية للسياحة الوافدة والخبير بالقطاع عوني قعوار، أن الطيران منخفض التكاليف ساهم في ارتفاع أعداد السياح واستفادت منه المنشآت السياحية المتوسطة والصغيرة والمجتمعات المحلية ما انعكس على ارتفاع الدخل السياحي.
وعرض قعوار لبعض التحديات التي تواجه القطاع، ومنها نقص عدد الغرف الفندقية في بعض المناطق السياحية بالجنوب، وقلة أعداد الحافلات السياحية المؤهلة، وأدلاء السياح الناطقين باللغات المختلفة، مثمنا جهود وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة في النهوض بالقطاع السياحي واستقطاب المزيد من السياح، وإيجاد الحلول للتحديات كافة التي تواجه القطاع.
من ناحيته، أكد عضو مجلس إدارة جمعية السياحة الوافدة والناطق باسمها نبيه ريال، أهمية تكثيف عمليات التسويق و البحث عن أسواق جديدة، والاهتمام بتطوير البنية التحتية للمواقع السياحية والاعتناء بها، ودعم الملكية لزيادة عدد رحلاتها وإيجاد وجهات إضافية، إلى جانب دعم الطيران منخفض التكاليف.
ودعا إلى تشجيع الاستثمار في النقل السياحي، والفنادق خاصة في منطقة البترا، وإطلاق المزيد من دورات أدلاء السياح من مختلف اللغات لسد حاجة السوق، بالإضافة إلى تسهيل الإجراءات على المعابر والحدود والمطارات، وإلغاء الجنسيات المقيدة.
وقال المدرس في كلية السياحة والفندقة بالجامعة الأردنية/ فرع العقبة الدكتور ابراهيم بظاظو، إن هذه الارتفاعات بالدخل السياحي وبأعداد الزوار هي حالة نشطة تشهدها أغلب دول العالم السياحية، خاصة بعد الحظر الذي فرضته دول العالم على مواطنيها جراء جائحة كورونا، وتعطش هؤلاء الأشخاص للخروج من دولهم للسياحة الخارجية.
واقترح، أن يخصص دعم الطيران العارض وتوجيهه لإنشاء مشاريع سياحية متوسطة وصغيرة، وبناء الفنادق والمنشآت السياحية المختلفة، وتطوير المنتجات السياحية، وإعادة تأهيل وترميم المواقع الأثرية والسياحية، إلى جانب دعم السياحة البحرية والبواخر.
وقال النائب الثاني لرئيس غرفة تجارة عمان، بهجت حمدان، إن القطاع السياحي في المملكة شهد خلال العام الحالي تطوراً إيجابياً وملموساً، مبيناً أن القطاع السياحي يحتل مكانة بارزة بين القطاعات الاقتصادية بالمملكة من خلال مساهمته الرئيسة في الاقتصاد الوطني وقدرته على إيجاد تنمية شاملة في محافظات المملكة كافة.
وتوقع أن يصل الدخل السياحي خلال العام الحالي إلى قرابة 5.5 مليار دينار، حيث أنه في حال تحقق هذا الرقم سيكون عام 2023 هو العام الذهبي بالسياحة الأردنية.
وأشار حمدان، إلى أن ارتفاع أعداد السياح والدخل السياحي جاء نتيجة زيادة الطلب على منطقة الشرق الأوسط بعد جائحة كورونا، والجهود الرسمية المبذولة من قبل وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة في تسويق الأردن عالمياً.
وقال "للمحافظة على هذا الزخم السياحي، يجب أن يستكمل العمل بتكثيف التسويق والترويج السياحي للأردن، ودعم القطاع السياحي لتعزيز تنافسيته مع الدول الأخرى، وذلك من خلال تخفيض الضرائب وكلف الطاقة على القطاع، وتطوير البنية التحتية بالمواقع السياحية، وتنمية الكوادر البشرية العاملة بالقطاع، واستقرار القوانين والأنظمة والتعليمات المتعلقة بالقطاع، ودعم البرامج السياحية التي تطلقها مكاتب السياحة الوافدة من خلال حزم تشجيعية تساعدهم على استقطاب المزيد من السياح.
ودعا حمدان، إلى الاهتمام بالسياحة النوعية كالسياحة العلاجية والتعليمية والدينية، واستثمار الفرص المتاحة في هذا المجال، وزيادة التسويق والترويج لمثل هذه الأنواع من السياحة.
(بترا)