24% من الطلبة بعمر 13- 15 عاماً من المدخنين

mainThumb

29-08-2023 11:37 PM

printIcon

- وفاة واحدة بين كل 8 وفيات مرتبطة بالتدخين

- النيكوتين يحفّز الدماغ على الإدمان لمواد أخرى مثل المخدرات




رصدت الرأي خلال الايام الماضية عشرات الطلاب في الشوارع القريبة من مدرسة حكومية بمنطقة المدينة الرياضية في عمان وقت مغادرتهم المدرسة وهم يدخنون السجائر الالكترونية، ودخانها ينبعث حتى تغيب خلفها ملامحهم، وفي احد المولات كانت السيجارة الالكترونية تتنقل بين يدي مجموعة من المراهقين المتواجدين وهم لا يزالون يرتدون زيهم المدرسي.

وكان جلالة الملك عبدالله الثاني دعا الحكومة إلى إعداد استراتيجية متكاملة لمكافحة التدخين حماية للمجتمع، خصوصا الطلبة في المدارس، وأكد جلالته خلال اجتماع عُقد الاثنين، أن مواجهة خطر التدخين أولوية فالوضع الحالي ليس مقبولا، مشيرا إلى أهمية تطبيق قانون الصحة العامة في محاربة التدخين بخاصة بين الشباب، مؤكدا أن صحة أبنائنا يجب أن تكون فوق كل اعتبار.

هذه المشاهدات تتماهى مع الاحصاءات التي تؤكد انتشار التدخين للاطفال دون سن الثامنة عشرة، فقد خلص تقرير للبنك الدولي نشر حديثا إلى أن الأردن سجل «أعلى» معدلات التدخين في العالم، مشيرا إلى أن 24% من الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 13-15 عاما هم من المدخنين الحاليين في المملكة، وهو اتجاه قد يتفاقم مع الاستخدام المتزايد للسجائر الإلكترونية كونها شائعة بين الشباب.

وأشار التقرير إلى أن الأردن فيه «أكثر من 6 من كل 10 رجال (و41% من إجمالي السكان البالغين) يعاودون التدخين»، لافتا النظر إلى أن المملكة سجلت المركز الأعلى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في معدلات التدخين.

وفي ذات السياق فالاحصاءات التي اصدرها المجلس الأعلى للسكان هذا العام، والتي تتعلق بتكلفة التدخين بينت ان متوسط ما يتم إنفاقه على 20 سيجارة مصنعة بلغ 1.85 دينار، وبلغ متوسط الإنفاق الشهري على السجائر المصنعة 60.3 دينار، كما بلغ تكلفة 100 علبة من السجائر المصنعة ما يعادل 5.9% من نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، في حين بلغت كمية المستوردات للعام 2021 من التبغ وبدائله 11,375,461,30 كغم، بقيمة إجمالية بلغت 48,684,847 مليون دينار.

وفي هذا الصدد، نوه خبراء في حديثهم الى $ ان احد اسباب انتشار التدخين وتغلغله بين طلاب المدارس يعود الى سهولة استخدام السجائر الالكترونية في الاماكن التي يمنع التدخين فيها وبتحايل واضح على القانون الذي يمنع التدخين بكافة اشكاله في الاماكن العامة، فقانون الصحة العامة 47 لسنة 2008 يشمل السجائر الالكترونية والتبغ المسخن ايضا، علما ان مشكلات السجائر الالكترونية غير الظاهرة اهمها كمية الاستهلاك اليومي التي لا يمكن ان تضبط بسهولة فالمستخدم يستنشق من السيجارة الالكترونية في كل الاوقات والاماكن دون معرفة الكمية المستهلكة، علما ان 2 مل من «الجوس» يعادل علبة سجائر تقليدية.

وتشير بعض الدراسات ان اليافع الذي يستخدم السجائر الالكترونية من السهل ان يتحول الى التدخين العادي خلافا لما يعتقده الكثيرين، كما ان النيكوتين يحفز الدماغ على تقبل الادمان على مواد اخرى مثل الكحوليات والمخدرات اذا ما تعرض الدماغ الى النيكوتين الموجود في السيجارة بعمر صغير نسبيا.

ويرتبط تعاطي التبغ والتدخين بحالة وفاة واحدة تقريبا من كل ثماني وفيات في الأردن، بحسب تقرير البنك الدولي الذي قال إن التدخين «يكلف الأردن ما يقدر بقرابة 2.67 مليار دولار في صورة نفقات للرعاية الصحية ومقابل فقدان الإنتاجية».

وتحدث التقرير عن محاولة نصف المدخنين الحاليين في الأردن «التوقف عن التدخين في الاثني عشر شهرا الماضية، لكن التقرير أشار إلى أن «المعرفة بمخاطر التدخين لم تؤد إلى تغيير دائم في السلوكيات»، متحدثا عن «حاجة إلى المزيد من الحلول القائمة على الأدلة والشواهد التي تأخذ في الاعتبار العوامل المختلفة التي تشكل سلوكيات التدخين»، ولفت النظر إلى أن «أشد الناس فقرا في الأردن هم من بين أكثر الناس تأثرا بتعاطي التبغ والتدخين، وهم الأكثر استفادة من التخلي عن هذه العادة».

اما عن الوضع القانوني فيما يتعلق ببيع المنتجات للأطفال بسن مبكرة والاحداث، فاكد الخبراء أن القوانين بشكل عام موجودة لكن المشكلة بالتطبيق والمراقبة، فقانون مراقبة سلوك الاحداث لعام 2006 المادة الرابعة تحظر تحت طائلة المسؤولية الجزائية بيع التبغ او المسكرات او المواد المخدرة والمؤثرات العقلية للاطفال او الاحداث، لكن العديد من المحلات لا تلتزم بتطبيق هذه المادة، وهنا يأتي دور الرقابة وتشديدها على هذه المحلات لمنعها بيع من هم دون السن القانوني.

ويجب التنويه ان وسائل التواصل الاجتماعي تعج بصور وأسعار السجائر الالكترونية والسائل الخاص بها، بالاضافة الى امكانية التوصيل للمدن الرئيسية في المملكة، واخطر ما تتضمنه هذه الاعلانات عبوات السائل غير المرخصة والتي تحذر المؤسسة العامة للغذاء والدواء من تداولها خوفا من احتوائها لنسب غير مسموح فيها من المواد المكونة وبالتالي مضاعفة الخطر الناتج عن استخدامها، خصوصا على رئتي المدخن.

وفي النهاية فإن جميع الحلول التي يجب ان توضع للحد من تدخين الاطفال تبدأ بإقلاع البالغين عن التدخين، فنحن انفسنا يجب ان نحمي ابناءنا من هذا العادة بالاضافة الى الرقابة في البيت والمدرسة، بالاضافة الى تغليظ العقوبات على التجاوزات وفرض ضرائب عالية جدا على منتجات الدخان دون الالتفات الى الحديث ان ذلك سيكون مدخلا للتهريب، بالاضافة لتنظيم حملات توعوية للاطفال في المدارس فيما يتعلق بهذه المواد وخطورتها ومشكلاتها على الصحة.