طلبة بمدرستي الموجب الأساسيتين بين ترك الدراسة ومشقة المسافات البعيدة

mainThumb

29-08-2023 01:37 AM

printIcon

يتوق الطلبة الدارسون في مدرستي الموجب الأساسيتين للذكور والاناث الى اكمال مشوارهم التعليمي بعد انهاء الصف العاشر الاساسي، للوصول الى المرحلة الجامعية، لكن طموحهم وشغفهم بذلك يتكسر على صخرة محددات تربوية ومالية واجتماعية لتذهب احلامهم ادراجها الى حيث لا رجعة.


وتقع المدرستان اللتان يدرس فيهما (141) طالبا وطالبة من الصف الاول ولغاية العاشر الاساسي في منطقة نائية ضمن منطقة الموجب شمال الكرك ولكنهما تتبعان لمديرية التربية والتعليم لمنطقة ذيبان بمحافظة مادبا اذ تم الحاقهما بها بعد انشاء سد الموجب قبل عشرات السنوات، ويضطر غالبية الطلبة في كل عام وبعد انهاء المرحلة الاساسية الى ترك الدراسة لصعوبة الالتحاق بالمدارس الرافدة الواقعة في منطقة ذيبان والتي تبعد عن اماكن سكنهم زهاء (30) كم ذهابا وايابا، او في محافظة الكرك بمسافة تصل الى (60) كم في ضوء انعدام المواصلات وصعوبة ظروف اسرهم المادية.

(8) طلاب و(6) طالبات انهوا العام الماضي دراسة الصف العاشر ولم يتمكنوا لغاية الآن رغم بدء الفصل الدراسي الجديد قبل نحو اسبوع من الالتحاق بالمدارس الرافدة، وقال الطلبة عبد الرحمن عياد وانس العتايقة وعبد الرحمن السراحين ولسان حالهم ينطق بمعاناة جميع الطلبة «من غير المنصف ان ينتهي طموحنا بنهاية الصف العاشر فعدم استحداث شعب صفية في المدرستين للصف الاول والثاني ثانوي الادبي يحرمنا من مواصلة تعليمنا فظروف اسرنا المالية العسرة تحول دون تأمين اجور تنقلنا للدراسة في المدارس المجاورة لبعد المسافة والحاجة الى استئجار وسيلة نقل باسعار مرتفعة يوميا لتقلنا في رحلة ذهابنا وايابنا من والى المدارس المشار اليها، هذا بالاضافة الى ما يستلزمه ذلك من نفقات ومستلزمات دراسة اخرى علاوة على ما نتحمله من مشقة وعناء التنقل في مختلف الظروف الجوية بالنظر لبعد المسافة.

وناشدوا وزارة التربية والتعليم انهاء معاناتهم باسرع وقت حتى لا يكون مصيرهم كمن سبقهم من ابناء المنطقة الذين قبلوا بالواقع ولم يتمكن معظمهم من اكمال تعليمهم الا ما ندر واضطروا للتخلي عن احلامهم التي رسموها للمستقبل باكمال دراستهم وايجاد فرص عمل مناسبة ليساعدوا اسرهم في مواجهة ظروف المعيشة الصعبة، معتبرين ذلك مساسا بحقهم في مواصلة مسيرتهم التعليمية التي يرنون اليها.

وقال ولي الامر سليمان عياد والذي تحدث باسم جميع اولياء امور الطلبة في المنطقة لـ $ ان عدم وجود متسع في البنائين المدرسيين المذكورين لاستحداث صفوف اعلى يدفع اولياء الامور الى الزام ابنائهم بترك الدراسة وخاصة الفتيات لعدم توفر مواصلات بين المنطقة ومدارس المناطق التي ينقل الطلبة اليها والتي تبعد عنهم مسافات طويلة في ضوء تعذر امكانية استئجار وسائط نقل خاصة تقلهم للمدارس وتعيدهم منها اذا نصطدم بعقبة العجز المالي التي لا تسمح لنا بتحمل اجور النقل المكلفة.

وقال عياد ان الابنية المدرسية المشغولة حاليا مستأجرة وتعود ملكيتها لسلطة وادي الاردن ولا تتوفر فيها الكثير من مقومات العملية التعليمة اذ يحشر الطلبة بغرف ضيقة بمساحات لا تزيد بعضها (8) امتار مربعة كما لا يوجد فيها صف للروضة، مبينا ان شغف التعليم يتمالك الطلبة ودليل ذلك ان بعضا منهم ممن سنحت له الظروف باكمال تعليمهم حققوا نتائج عالية في امتحان الثانوية العامة في الدورات السابقة وهذا ما تثبته سجلات مديرية التربية والتعليم.

واوضح ان ما تسوقه الوزارة من مبررات بعدم انطباق الشروط من حيث عدد الطلبة والذي يجب ان يزيد عن (10) طلاب في الصف الواحد اضافة الى وجود متسع في المدرسة لاستحداث شعبة صفية جديدة حجج غير منطقية ويجب على الوزارة ان تمنح المناطق النائية استثناءات وتعمل بروح التعليمات وليس بنصوصها المحددة.

وتابع عياد: «منذ سنوات ونحن نطالب وزارة التربية والتعليم وبموجب عرائض وكتب رسمية لايجاد حل لمشكلة الطلبة لكن لم نجد استجابة»، واضاف: «وامام هذا الواقع لا يجد الطلبة امامهم سوى التسرب من المدرسة وترك الدراسة حتى قبل اكمال الصف العاشر لعلمهم المسبق ان طريق تعليمهم غير ممهد ويعترضه عقبات عدة.

وطالب الوزارة بايجاد حلول عاجلة لمشكلة الطلبة بالاستفادة من ابنية تابعة لسلطة وادي الاردن موجودة بالقرب من المدرستين او تزويدهما بكرفانات كحلول مؤقتة قال انها لا تغني عن حاجة المنطقة الى اقامة مبنيين مدرسيين متكاملين للذكور والاناث لخلق بيئة تعليمة مناسبة للطلبة في ظل وجود ارض اميرية في المنطقة يمكن البناء عليها.

من جانبه قال مدير التربية والتعليم لمنطقة ذيبان الدكتور يوسف ابو الخيل لـ»$ ان المديرية تعي اهمية مطلب الاهالي وقامت بمخاطبة الوزارة بهذا الشان بموجب كتب رسمية تم رفعها لمديرية التخطيط والدراسات للكشف على المدرستين واتخاذ الاجراءات اللازمة، لافتا الى ان الابنية الحالية لا يوجد فيها متسع لفتح صفوف جديد اذ يدرس في مدرسة الذكور (96) طالبا وبمدرسة الاناث(45) طالبة.

وبين انه زار المنطقة اكثر من مرة للوقوف على مطلب الاهالي والبحث عن حلول لها حيث اتضح وجود غرفة تقع بالقرب من منطقة السد تتبع لسلطة وادي الاردن يمكن الاستفادة منها لفتح الشعبة الصفية المطلوبة حيث تم مخاطبة الوزارة للتواصل مع السلطة بهذا الشأن، مشيرا الى ان عدم توفر قطعة ارض اميرية ضمن المنطقة يحول دون اقامة أبنية مدرسية جديدة فيما لا يتوفر لدى الوزارة كرفانات لاستخدامها لمعالجة المشكلة.

رئيس قسم السياسات والتخطيط في الوزارة عايش الملاجي اوضح لـ $ ان استحداث شعب صفية جديدة في أي مدرسة مرهون بشروط منها وجود متسع في المدرسة وتوفر العدد الكافي من الطلبة بعدد (10) طلاب، اضافة الى توفر مسافة تزيد عن (20) كم عن المدرسة المرفودة، لافتا الى انه سيتم دراسة مطلب اهالي منطقة الموجب لايجاد حلول مناسبة.