تصادف يوم غد، السابع من شباط، الذكرى الرابعة والعشرون ليوم الوفاء والبيعة.
ويحيي أبناء الوطن وبناته هذه الذكرى، وفاء للمغفور له بإذن الله، جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، واحتفاء بالبيعة لجلالة الملك عبدالله الثاني، وتسلمه سلطاته الدستورية، ملكا للمملكة الأردنية الهاشمية.
ويستذكر الأردنيون في هذا اليوم جلالة الملك الباني الحسين، رحمه الله، الذي قاد مسيرة بناء الأردن الحديث على مدى سبعة وأربعين عاما، زعيما عظيما وقائدا فذا، نذر نفسه لخدمة وطنه وشعبه وأمته.
وفي الحادي عشر من آب عام 1952، اعتلى جلالة الملك الحسين العرش، وفي الثاني من أيار عام 1953، تولى جلالته سلطاته الدستورية.
وأقدم جلالة الملك الحسين على خطوات مهمة أبرزها؛ تعريب قيادة الجيش الأردني في عام 1956، وإلغاء المعاهدة البريطانية عام 1957، لإكمال السيادة الوطنية، كما حقق الأردن بقيادة الملك الراحل، انتصارا كبيرا في معركة الكرامة الخالدة في عام 1968، والتي تم فيها كسر أسطورة “الجيش الذي لا يهزم”.
واضطلع الأردن في عهد الراحل الكبير بدور محوري في دعم جامعة الدول العربية وتعزيز التعاون العربي، ودعم جميع القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وكان الملك الحسين رجل حرب وسلام، فمثلما كانت معركة الحرب بكل شرف وشجاعة وإقدام، كانت معركة السلام التي توجت بتوقيع معاهدة السلام في عام 1994، إذ أكد الأردن على ثوابته الأساسية، المتمثلة في تحقيق سلام عادل ودائم وشامل، يضمن تلبية جميع حقوق الشعب الفلسطيني.
ويواصل الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، بكل عزيمة واقتدار مسيرة التحديث والتقدم والإنجاز.
وحرص جلالة الملك منذ تسلمه سلطاته الدستورية على أن يكون الأردن الأنموذج بالتقدم.
وركز جلالته على التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي والرعاية الاجتماعية والإصلاحات الشاملة ورفع مستوى معيشة المواطن، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة له، وترسيخ مبدأ الشفافية والمساءلة وسيادة القانون، وتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص وتعزيز منظومة مكافحة الفساد، وترسيخ الثقافة الديمقراطية.
وبدأ الأردن مئويته الجديدة بمشروع تحديثي شامل أطلقه جلالة الملك، العام الماضي.
وبهذا الخصوص شدد جلالته في خطاب العرش السامي بافتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة التاسع عشر، على أن التحديث الشامل بمساراته السياسية والاقتصادية والإدارية يشكل بكل جوانبه مشروعا وطنيا كبيرا، يجب أن تدور حوله كل الأهداف الوطنية وتسخر الجهود والموارد لتحقيقه.
ويحرص جلالته على زيارة مختلف مناطق المملكة ولقاء المواطنين والاستماع لهم، وإيلاء الاهتمام بالشباب ورعايتهم، وتوسيع مشاركة الشباب والمرأة في العملية السياسية.
ويولي جلالة القائد الأعلى، القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، والأجهزة الأمنية، اهتمامه ورعايته، فضلا عن تحسين أوضاع منتسبيها العاملين والمتقاعدين.
ومن منطلق الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، يواصل الأردن، بقيادة جلالة الملك القيام بدوره التاريخي والديني في رعاية هذه المقدسات، ويكرس جلالته جهوده للتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية وضرورة تحقيق السلام العادل والشامل وفق حل الدولتين.
ويبذل جلالته مساعيه من أجل إيجاد حلول سياسية لأزمات المنطقة، ودعم جهود الاستقرار فيها، فضلا عن التأكيد على أهمية التكامل الاقتصادي وإقامة المشروعات الإقليمية.
ويحرص جلالة الملك على إدامة التنسيق والتشاور مع زعماء وقادة الدول العربية والإسلامية الشقيقة والأجنبية الصديقة، والمنظمات الدولية.
وغدا، إذ يحيي أبناء الأردن وبناته الذكرى الرابعة والعشرين للوفاء والبيعة، فإنهم عازمون على مواصلة مسيرة التحديث والتقدم للارتقاء بالوطن.
— (بترا)