قدمت دراسة جديدة دليلاً محتملاً على إمكانية استخدام نظام الذكاء الاصطناعي «تشات جي بي تي» لمنع الأوبئة القادمة، بعد تطوير الباحثين نموذج محاكاة لانتشار فيروس مشابه لـ«كورونا».
ووفقاً لصحيفة «ديلي بيست» الأميركية، فإن النموذج الخيالي الذي طوره فريق تابع لجامعة فرجينيا للتقنية، كان لأحد مسببات الأمراض المميتة المحمولة جواً والمشابهة لـ«كورونا». وقد أطلقوا عليه اسم «فيروس كاتاسات»، وتراوحت أعراضه من سعال خفيف إلى حمى وسعال شديد.
وفي نموذجهم، ابتكر الباحثون 100 شخصية مختلفة بأسماء وأعمار وسمات شخصية مختلفة، إلا أن جميعهم كانوا يعيشون في المدينة نفسها، وهي مدينة خيالية تدعى «ديوبيري هولو».
وقام نظام «تشات جي بي تي» بالتنبؤ بسلوكيات الأشخاص الافتراضيين بعد تفشي الوباء، في 3 مواقف مختلفة، الأول لم يتم فيه إعطاء الأشخاص أي معلومات إضافية متعلقة بالصحة، مثل مدى انتشار الفيروس في المدينة وكيفية تأثيره عليهم، والثاني تم فيه تزويد الأشخاص بمعلومات حول تأثير الفيروس على صحتهم، وسُمح لهم بالحجر الصحي الذاتي إذا اختاروا القيام بذلك، والثالث تم فيه تزويد الأشخاص بمعلومات حول صحتهم والعدد المتزايد من الحالات في المدينة.
وأدت التجربة الأولى إلى انتشار الوباء حتى أصيب كل مواطني المدينة تقريباً. ومع ذلك، بمجرد إبلاغ الأشخاص بوضعهم الصحي في التجربة الثانية، كان هناك انخفاض حاد في عدد الأشخاص الذين غادروا منازلهم، وتراجع شديد في عدد حالات الإصابة.
أما في التجربة الثالثة التي تم فيها إخبار المواطنين بكافة المعلومات المتعلقة بالفيروس وعدد حالات الإصابة، فقد تراجعت حالات الإصابة بسرعة شديدة، وتمكنت المدينة من التخلص من الوباء في فترة قصيرة بفضل استجابة المواطنين.
وقال روس ويليامز، طالب الدكتوراه في الهندسة الصناعية وهندسة النظم في جامعة فرجينيا للتقنية، والذي شارك في الدراسة: «لقد قمنا بربط نموذج وبائي مع نظام (تشات جي بي تي) كطريقة فريدة ومبتكرة للتنبؤ بالسلوك البشري خلال تفشي الأوبئة».
وأضاف: «نعتقد أن الذكاء الاصطناعي التوليدي لديه القدرة على تزويدنا ببيانات تركيبية عن السلوك البشري، حتى يتمكن صانعو السياسات من اتخاذ خيارات أكثر استنارة».
ولفت الفريق إلى أن نتائجهم تعني أن الذكاء الاصطناعي يمكنه إلى حد كبير أن يمنع الأوبئة القادمة؛ حيث إنه بإمكانه تقديم صورة دقيقة إلى حد ما عن كيفية استجابتنا لتفشي مرض محتمل.