أعلنت الشرطة الإسرائيلية، الأربعاء، أنها ألقت القبض على زعيم وأفراد عصابة إجرامية متطورة نجحت في تزييف أوراق نقدية من فئتي 100 و200 شيكل (الدولار يساوي 3.7 شيكل)، على أعلى مستوى عرف حتى الآن في إسرائيل.

وذكر مسؤول كبير في الشرطة العملية أن «تزييف الأوراق كان في مستوى عالٍ ومتطور لدرجة أن الحوانيت لم تميزها، والأكثر من ذلك فإن جزءاً من هذه الأوراق المالية المزيفة تم إيداعه في ماكينات الصرافة الآلية في أنحاء البلاد وأدخلت إلى البنوك».

وأكدت الوحدة القطرية لمكافحة الجرائم الاقتصادية «لاهف 433»، أنها تلقت، قبل عام، معلومات استخباراتية من بنك إسرائيل عن أوراق مالية مزيفة بقيمة عشرات آلاف الشواكل أدخلت إلى الاقتصاد. وفي أعقاب ذلك، أجرت الشرطة تحقيقاً سرياً تحول إلى علني الأسبوع الماضي، بعد اعتقال أربعة مشتبهين، بينهم زعيم العصابة، في حين تم توقيف الكثيرين لمشاركتهم في إنتاج وتوزيع الأوراق النقدية. وقد مدّدت المحكمة اعتقال الأشخاص الأربعة، وتنوي الشرطة إنهاء التحقيقات قريباً ونقل المعطيات إلى مكتب المدعي العام للبت بها.


وقال مسؤول كبير في الشرطة مطلع على التفاصيل: «هذه منظمة ذات إدارة هيكل هرمي يشغل (جنوداً) بمستويات مختلفة من الإنتاج والتوزيع في كل أنحاء البلاد. وقد احتاجت الشرطة الإسرائيلية إلى مراقبة الأمر سنة كاملة حتى بلغت حد القدرة على تنفيذ اعتقالات».

وكشفت مختبرات الشرطة عن أن مختبرات إنتاج الأوراق النقدية المزيفة، موجودة بكل أنحاء البلاد، وأيضاً في الخارج، في تركيا وقبرص واليونان.

وقال مسؤول في الشرطة إن العصابة عرفت كيف تستغل نساء فقيرات يعانين من ضائقة اجتماعية واقتصادية، ويفتشن عن ربح سهل، فسلمتهن النقود المزيفة وأرسلتهن إلى الحوانيت لشراء بضاعة رخيصة والحصول على «الصرافة» بالنقود الشرعية. فكانت الواحدة منهن تدخل حانوت خضار مثلاً وتشتري كيلوغراماً من الخيار وتدفع بورقة نقدية مزيفة، وتحصل على بقية المبلغ بالعملة القانونية. وتم تكرار هذه العملية في حوانيت أخرى وفي بلدات مختلفة.

وقالت الشرطة إنها تحقق في سبب عدم اكتشاف هذه العملة المزيفة في البنوك، إذ المفترض أن يتم اكتشافها من طرف أي موظف بنك أو صراف آلي.


ويعد مرور هذه النقود المزيفة، ليس فقط دليلاً على إتقان التزييف، بل أيضاً على فشل في البنوك وأجهزتها الآلية. وقال ضابط كبير: «نحن إزاء عصابات متطورة تستخدم العلم والتكنولوجيا وحتى علم النفس. فالمجرمون عرفوا كيف يعثرون على النساء المحتاجات وضعيفات النفوس، اللاتي يبحثن عن مال سهل، عبر مواقع التواصل الاجتماعي».

وأضاف أنهم «نجحوا في تزييف النقود بشكل خارق لدرجة تضليل البنوك، وعملوا على مستوى دولي في طباعة النقود، وتمكنوا من إلحاق ضرر كبير بالاقتصاد الإسرائيلي لا يُعرف حجمه حتى الآن».