من عيرا ويرقا إلى الحكومة

mainThumb

17-08-2023 10:31 AM

printIcon

سهم محمد العبادي
لا داع أن أبين لكم أين يقع قضاء عيرا ويرقا الجغرافي، فهو القضاء الذي كانت تدك منه المدفعية السادسة حصون العدو، مثلما كان من أسباب نصر الكرامة الخالدة، وقد قصف هذا القضاء بعديد المرات من طيران العدو في حروبنا معه، مثلما قدم عديد الشهداء والأسرى والمصابين ورجال الوطن، الذين هم على العهد والبيعة حتى اليوم، وما زالت أفراح هذا القضاء يرفع به علم الأردن العظيم وصور جلالة سيدنا وولي عهده.


خلال الأيام الماضية، فقد قضاء عيرا ويرقا مجموعة من الشباب في مقتبل العمر، منهم من قضى بحوادث سير، وإحداهما بسبب الولادة، والأخير النبيل اسما وفعلا بنوبة قلبية (رحمهم الله).
هذه الحوادث ليست الأولى التي نفقد بسببها أبناءنا، ولن تكون الأخيرة، طالما ليس هناك رد فعل أو البحث في الأسباب، والأعمار بيد الله، لكن لا بد من الأخذ بالأسباب.


معاناة أهالي القضاء الذي يزيد عددهم عن عشرين ألف نسمة، تتمثل في كثير من الأمور والقضايا، منها عدم وجود مركز صحي شامل بدوام على مدار الساعة، كذلك عدم وجود سيارات إسعاف مجهزة بالأجهزة والمسعفين على درجة عالية كما باقي المناطق، فأصبح البعض يفارق الحياة بسبب القصور الطبي أو تأخر وعدم وجود مسعفين على جاهزية عالية، وأصبحت الخدمات التي تقدم هي الإنارة عند الدفن.


أقرب مستشفى للقضاء هو مستشفى الحسين في مدينة السلط، ويبعد مسافة لا تقل عن 15كم، وقد يحتاج وصول المريض إلى أكثر من 20 دقيقة، وخلالها قد يحدث ما حدث ويبقى الوصول فقط لإعلان الوفاة رسميا، أو التدخل الطبي على مبدأ "ألحقناه ألحقناه... ما لحقناه راحت عليه".


هذا الأمر يحدث في دولة دخلت مئويتها الثانية، ونحن نتحدث عن الإمكانات التي نراها عند الجميع، لكن لا نراها في عيرا ويرقا ولا نعلم ما هو المانع، هذا القضاء المكلوم خدماتيا لم يبق أمام أهله إلا المناشدة لتوفير أدنى متطلبات الخدمات العامة، لعل هناك من يتخذ القرار الفوري ويطبق على الأرض، فنحن نعلم أنهم سمعوا سابقا لكنهم لم يفعلوا شيئا.


نحن نحتاج إلى تطوير مركز صحي يرقا ليكون شاملا وبدوام على مدار الساعة، ونحتاج إلى إعادة مركز الدفاع المدني وآلياته وسيارات الإسعاف كما كانت، ونحتاج إلى إعادة دراسة الطرق والجدران الاستنادية وإضاءة الشوارع، هذه كلها أمور أساسية ليس فيها كماليات، وهي حق لهؤلاء الألوف من أبناء الوطن وبناته الذين يضحون بكل شيء لأجله.


فهل وصلت رسالتنا؟ أم الطرق مقطوعة؟


وعظم الله أجرنا فيمن فقدنا