اتحاد المزارعين: ضرورة تفعيل البحث العلمي لمواجهة التغيرات المناخية

mainThumb

14-08-2023 09:49 AM

printIcon

أكد مدير عام اتحاد المزارعين الأردنيين المهندس محمود العوران ان القطاع الزراعي سيكون اكثر المتأثرين بارتفاع درجات الحرارة العالية على وجه التحديد، سواء اكان من ناحية الانتاج النباتي أو الانتاج الحيواني.

واوضح العوران ان خطورة ارتفاع درجات الحرارة على الثروة النباتية يكون من خلال احداث النضج المبكر للمحاصيل الخضرية، وتأثيرها على عملية الإزهار ومن ثم عملية عقد الثمار، وهذا يقوم على الزيادة لكميات واردات الخضراوات الناضجة لأسواق الجملة المركزية قبل اوانها بشكل كبير، وبالتالي انهيار ملحوظ لأسعارها، ثم سيكون بعد عدة ايام قليلة من هذا الانهيار، سنشهد انخفاض بالكميات التي ترد للأسواق بسبب الخسائر والاضرار التي ستُلحق بالمحاصيل وعدم توافرها، وبالإضافة الى عدم وجود حاصلات نتيجة تأخر عملية الازهار وعمليات عقد الثمار.


واما الاشجار المثمرة اذا تأثرت بموجة الحر هذه فسوف تتعرض لتلف، بحيث لا نستطيع تعويضها بمواسم اخرى غير موسمها الاساسي، بالإضافة الى ان هناك تخوفات على اشجار الزيتون، لان معظمها بعلية، بحيث تعتمد على مياه الامطار بالري، وبالتالي يكون القلق على اشجار الزيتون بان تُفسد، بسبب ان موجة الحر ليست سهلة، و من المحتمل ان تطول مدتها.

واشار العوران ان هذه المشكلة تتم معالجتها بزيادة نسبة مياه الري، بحيث مثلا ان المزرعة التي كانت تُروى كل اسبوع يصبح ريها مرة واحدة كل يوم تقريبا بساعات المساء، ولكن سوف يتكبد المزارعون ثمن كلفة المياه وكلفة الطاقة، فعند استخراج المياه للاستخدام الزراعي، سيتم استخدام مضخات تعمل على الكهرباء او على المحروقات، مما يزيد على المزارع ثمن الفاتورة.

وبين العوران مدى تأثير موجة الحر على الثروة الحيوانية، خصوصا قطاع الدواجن، لا سيما المزارعين الذين يستخدمون ما يسمى بالبيوت المفتوحة والتي تتأثر تأثيرا كبيرا بالعوامل الجوية الخارجية، وهذا التأثير يكون على الصنفين اللاحم والبياض من الدواجن، بحيث يكون هناك نفوق للصنف اللاحم بسبب ارتفاع درجات الحرارة، واذا لم يكن هنالك نفوق سيكون هنالك تدني في مستوى التحويل العلفي وهو «العلاقة بين كمية العلف الذي تأكله الدجاجة الواحدة، وكمية اللحم الذي تنتجه هذه الدجاجة، فكلما قل معامل التحويل زاد نسبة العضلات، واللحم في الدجاج» بسبب عدم وجود قابلية لتناولها للعلف.

بالإضافة الى تدني في نتاج البيض، بسبب فاعلية درجات الحرارة العالية على فسيولوجية الدواجن وايضا يؤثر على شهية الدواجن في تناول الاعلاف.

ولفت العوران الى وجود مزارعين واعين، يعرفون التعامل الحكيم في هذه الحالات الصعبة، الا ان الظروف المالية للمزارع صعبة جدا، نتيجة تراكم الخسائر وتراكم الديون، ولا يستطيع توفير كل ما هو مطلوب، ويحتاج لدعم من الجهات المختصة بتلك الامور، بحيث يوجد حلول لكن لا يوجد تطبيق لعدم القدرة الكافية.

واشار العوران بتصريح الى «الرأي» الى ان الحل الامثل لمواجهة التغيرات المناخية يكون بإعادة النظر بالتشريعات والقوانين الناظمة للعمل في القطاع الزراعي، ومن ثم تفعيل دور البحث العلمي لإنتاج سلالات وأصناف تتلأم وتتكيف مع ظاهرة التغيرات المناخية.

وبين العوران ان الموارد المالية في ما يخص القطاع الزراعي متوافرة، من ارادات اسواق الجملة المركزية، ووزارة العمل، ووزارة الصناعة والتجارة، بحيث يجب تخصيص جزء لغايات البحث العلمي ومواجهة التغيرات سواء بانخفاض او تدني الحرارة.
(الرأي)