تسع سنوات مضت على قرار إغلاق متحف الآثار الموجود داخل قلعة الكرك والذي منحته مديرية آثار الكرك حينها صفة "المؤقت"، لغايات إجراء عمليات صيانة لجدرانه بعد ظهور تصدعات فيها.
وكانت مديرية آثار الكرك قد قررت في العام 2014 إغلاق متحف الآثار الموجود داخل ساحة قلعة الكرك بشكل مؤقت أمام الزوار بسبب أعمال الصيانة والترميم بعد ظهور تصدعات بسيطة بالموقع.
وأضاف المديرية في تصريح صحفي حينها أن جميع مقتنيات المتحف من القطع الأثرية تم وضعها بصناديق ونقلها الى مبنى آخر داخل القلعة، في حين أن القطع الأثرية التي تعود الى منطقة الأغوار الجنوبية والمكتشفة من منطقة مقبرة باب الذراع تم نقلها الى متحف أخفض بقعة على الأرض في الأغوار الجنوبية كونها تعود الى نفس المنطقة والحقب التاريخية المتعلقة بها.
وفي تطور لاحق، عمدت الجهات المعنية على نقل القطع الأثرية الى موقع آخر كمتحف بديل عن المغلق، قبل نحو 5 سنوات، غير أن الموقع الجديد والذي أخذ أيضا صفة "المؤقت" يعاني من ضيق المساحة التي لا تزيد على 200 متر مربع من ضمنها مرافق المبنى التراثي القديم ووجود مجموعة صغيرة من القطع الأثرية داخله، وتم افتتاحه بدعم من الوكالة اليابانية للتنمية الدولية بقيمة 20 ألف دولار.
بهذا الخصوص، يشير مصدر رسمي الى اهتمام وزارة السياحة لإعادة افتتاح المتحف المغلق، وخصوصا أن مساحة الموقع البديل صغيرة، فيما يتسع المتحف القديم لعدد أكبر من القطع الأثرية.
وبين أن حرص الوزارة على استمرار وجود متحف بالتزامن مع الحركة السياحية التي تشهدها قلعة الكرك، دفعها الى البحث عن موقع آخر ووضع القطع الأثرية فيه.
بدوره، لا يرى رئيس ملتقى الكرك للفاعليات الشعبية خالد الضمور أن إغلاق متحف قلعة الكرك منذ أكثر من تسع سنوات أمر يدعم السياحة بالكرك، لافتا إلى ضرورة إيلاء الموقع السياحي والأثري بالمحافظة مزيدا من الاهتمام.
وقال إن وجود متحف الآثار بالقرب أو داخل قلعة الكرك مهم للحركة السياحية للتعريف بتاريخ المنطقة وخصوصا أن الكرك من أكثر المناطق الأردنية التي تحوي إرثا أثريا، مؤكدا أن الموقع المؤقت للمتحف لا يقدم أي شيء للزائر بسبب قلة عدد القطع الأثرية المعروضة وضيق المساحة، بالإضافة الى أن موقعه غير مناسب وغالبا ما يتسبب الطريق المؤدي إليه بإزعاج للسياح والزوار.
وطالب مدير مشروع "الأثر المادي والثقافي بالكرك في مجلس السلم والتضامن الأردني" طارق مبيضين بأن يتم الانتهاء وبشكل سريع من أعمال الترميم للمتحف داخل قلعة الكرك ونقل المتحف المؤقت إليه.
وأشار إلى أن المتاحف تشكل جزءا مهما من السياحة في مختلف مناطق العالم باعتبار أن الزائر يرى تاريخ المنطقة القديم عبر العصور في موقع واحد.
من جهته، أكد مدير آثار الكرك خالد الطراونة أن المواقع الأثرية بالكرك تلقى الاهتمام الكبير من قبل دائرة الآثار العامة وهي تنفذ حاليا وخلال الفترة المقبلة العديد من المشاريع لاستثمارها سياحيا.
ولفت إلى أن أهم تلك البرامج خطة لتنفيذ أعمال تأهيل وصيانة للمتحف الأثري داخل قلعة الكرك والذي تم إغلاقه عام 2015 نتيجة التصدعات في الواجهة الغربية من القلعة وبعد القيام بأعمال تدعيم أساسات القلعة في تلك المنطقة والتي أدت إلى حدوث التصدعات.
وقال إنه وبعد الانتهاء من أعمال الترميم سيتم نقل كامل مقتنيات المتحف الحالي البديل إلى الموقع الأصلي داخل القلعة وبدء استقبال الزوار والسياح.
ولفت إلى أن المشروع قيد الإعداد للبدء بأعمال الصيانة والترميم والتدعيم للأبراج الأثرية في محيط مدينة الكرك وذلك بعد توقيع اتفاقية بهذا الخصوص مع المركز الأميركي للأبحاث الشرقية لتنفيذ هذا المشروع بعد الموافقة عليه من رئاسة الوزراء.
كما سيتم تنفيذ مجموعة أعمال خاصة بتأهيل وتنظيف وصيانة الممرات والمسارات المخصصة للزوار واستبدال اللوحات التفسيرية القديمة بلوحات جديدة وذلك في موقعي الربة والقصر الأثريين شمال الكرك إضافة إلى ثلاثة مواقع في الأغوار الجنوبية وهي طواحين السكر والنميرة وكهف لوط والبدء بحماية وتدعيم واجهة المعبد النبطي بموقع ذات رأس الأثري جنوب المحافظة.
الغد