أكد وزير الطاقة والثروة المعدنية د.صالح الخرابشة، سياسة الوزارة التي تتوجه لعدم السماح بتصدير الإنتاج من الفوسفات في منطقة الريشة على شكل خام.
وأضاف، في تصريحات له عقب توقيع مذكرتي تفاهم للاستكشاف والتنقيب عن خامات الفوسفات في منطقة الريشة والبحر الميت، أمس، أن هذه الخامات سيتم استغلالها في الصناعات التحويلية والكيماوية في المناطق التي تتواجد فيها الخامات المعدنية لتعظيم الفائدة من هذا المشروع الوطني الكبير، والتوسع في فرص العمل بما يسهم في جهود تحقيق التنمية المستدامة.
وقال "إن الاستثمار في هذه الخامات سيتضمن تأسيس شركات مساهمة عامة يكون للمستثمر الحصة الكبرى منها، فيما يطرح الباقي للاكتتاب العام اللأردنيين".
ووقعت الوزارة مع شركة التسنيم للمشاريع العُمانية مذكرتي تفاهم للاستكشاف والتنقيب عن خامات الفوسفات في منطقة الريشة، وعن خامات البوتاس الصخري في منطقة اللسان المحاذية للبحر الميت وقعها عن الوزارة د.صالح الخرابشة، وعن شركة التسنيم الرئيس التنفيذي للشركة موهيت خيمجي.
وأوضح الخرابشة، أن مذكرة التفاهم الخاصة بالتنقيب عن الفوسفات في منطقة الريشة ومدتها عامان ونصف، تتيح للشركة التنقيب عن الفوسفات في منطقة مساحتها 300 كيلومتر مربع من خلال إجراء الدراسات الاستكشافية والتنقيب عن الخام وتقييم الجدوى الاقتصادية، بهدف إنشاء صناعات تحويلية غير موجودة في المملكة، إضافة الى إنشاء صناعات غذائية ودوائية قائمة على خام الفوسفات.
وفيما يتعلق بمذكرة التفاهم الخاصة باستكشاف وتقييم خامات البوتاس الصخري في منطقة اللسان ومدتها ثلاث سنوات ونصف، بين الخرابشة أنها تتيح لشركة التسنيم إجراء عمليات التنقيب على أرض مساحتها 34 كيلومترا مربعا من خلال تقييم الخام وإجراء الدراسات الاستكشافية في المنطقة.
وأضاف الخرابشة، أن توقيع مذكرة التفاهم الخاصة بالفوسفات اليوم يأتي ضمن حزمة البرنامج الوطني للتعدين، في إطار جهود وزارة الطاقة لإعادة الزخم لقطاع التعدين في مجال الخامات والمعادن الإستراتيجية ووفقا لتوصيات رؤية التحديث الاقتصادي التي عرفت قطاع التعدين بأنه ذو قيمة صناعية عالية ويجري العمل على مضاعفة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي إلى ثلاثة أضعاف، ومضاعفة قيمة الصادرات إلى أربعة أضعاف بناء على النتائج المؤملة التي جرى التوصل إليها حتى الآن.
ولفت الوزير الخرابشة، إلى أن الوزارة تعمل بالتعاون مع وزارة الاستثمار على الترويج للفرص الاستثمارية المتاحة في قطاع التعدين، ومن جانبها، تعمل الوزارة، من خلال كوادرها، على جمع المعلومات حول الخامات المتواجدة في مختلف مناطق المملكة، سعيا الى جذب الاستثمارات فيها.
وكانت وزارة الطاقة والثروة المعدنية، قد انتهت من دراسة وتقييم خام الفوسفات في منطقة الريشة شمال شرق المملكة في نهاية العام 2022، وأظهرت نتائج الدراسات الأولية وجود احتياطي جيولوجي يقدر بـ700 مليون طن من الخام، وعليه وقعت الوزارة في نيسان (ابريل) الماضي مذكرة تفاهم مع الشركة العربية للتعدين لإجراء الدراسات الاستكشافية والتنقيب عن خام الفوسفات في منطقة الريشة على الحدود الشرقية للمملكة على مساحة تقدر بـ350 كيلومترا مربعا.
إلى ذلك، أكد موهيت خمجي أهمية إتاحة الفرصة لشركة التسنيم لإجراء المباحثات حول استغلال الخامات في المملكة والتوصل الى توقيع مذكرتي التفاهم، مشيرا الى أن شركته تنفذ مشاريع كبرى مختلفة في مختلف القطاعات، وتتجه الأنظار حاليا الى الأردن للتعدين في خامي الفوسفات والبوتاس.
وبخصوص خام البوتاس الصخري، تعاقدت الوزارة سابقا مع شركة استشارية عالمية متخصصة في مجال التعدين لإعادة تقييم البيانات المتوفرة حول الخام في منطقة اللسان؛ حيث توصلت دراسات الشركة الى وجود نتائج واعدة ومؤملة تشير الى توضعات جيدة من الخام على أعماق تزيد على 150-200 متر.
ومن الجدير بالذكر، أن الوزارة، ومنذ مطلع العام 2022، وقعت 11 مذكرة تفاهم مع شركات عدة للتعدين في خامات الليثيوم والنحاس والذهب والعناصر الأرضية النادرة والفوسفات، وتعمل الشركات كافة ضمن برامجها التنقيبية للوصول إلى تقديم دراسات الجدوى الاقتصادية والدخول في مذكرات تنفيذية في نهاية كل مذكرة بشكل منفصل.
والتسنيم هي شركة مسجلة في سلطنة عُمان منذ العام 2007، وتمارس أنشطة الاستكشاف والتنقيب عن الخامات والثروات المعدنية والطبيعية. وتنفذ الشركة حالياً عددا من مشاريع الاستكشاف والتنقيب في السلطنة وخارجها، لاستغلال معادن الذهب والنحاس وخامات البوتاس والرخام وغيرها.
حضر التوقيع أمين عام وزارة الطاقة والثروة المعدنية المهندسة أماني العزام، ومدير دراسات المصادر الطبيعية هشام الزيود، ومدير مديرية الشؤون القانونية في الوزارة يارا عكاش، وعدد من ممثلي الشركة.
الغد