عصام قضماني
مشروع ناقل البحرين استراتيجي وتنفيذه سيعد من أهم الإنجازات التي يسجلها الأردن ضمن باكورة المشاريع الاستراتيجية.
ما سبق صحيح. لكن هذا المشروع الحيوي بدأ كبيرا بطموحاته وافكاره وكم الاثر التنموي الذي سيحدثه لكن صغر شيئا فشيئا من قناة مائية مفتوحة الى انبوب ليصبح اسمه ناقل البحرين ثم صغر اكثر ليصبح انبوبا ينقل مياه البحر الاحمر بعد تحليتها الى عمان واسمه الناقل الوطني.
ماذا لو تمسك الاردن بالمشروع بفكرته الاولى لتتفرع القناة المفتوح وعبر الانابيب الى ثلاثة افرع واحدة لمياه الشرب بعد التحلية والثانية الى البحر الميت لانقاذ منسوبه الذي يتناقص بسرعة وثالثة الى وادي عربة ليصب في بحيرة صناعية يتم انشائها هناك، حتما سيصبح اسم وادي عربة وادي القمر.
تخيلوا بحيرة صناعية في هذا الوادي المقفر، كم سيتغير وجه المكان وكم هي الاثار التنموية التي سيحدثان وكم هي المشاريع السياحية والتنموية عدا عن الاثر الاجتماعي، سنكون حتما في مواجهة مدن رائعة تولد من العدم فقط لان الماء اصبح فيها ينساب.
هذه ليست احلام ايها السادة بل مجموعة اراء لمهندسين لا تنقصهم الخبرة اردنيون وغيرهم من الخبراء.
هذا ما يطلق عليه مصطلح خلق الثروة.
صحيح ان حاجات الأردن الملحة للمياه تتربع على قائمة الاولويات لكن الصحيح ان حاجة الاردن الى ابتكار مشاريع تنموية اكبر.
ماذا لو تم لك ان تتخيل حجم المشاريع الزراعية الطموحة التي ستنشأ ولم ان تتخيل حجم المشاريع السياحية التي ستنشأ والفوائد الاجتماعية وفرص العمل وشكل ليئست المكان ومزاج الناس وغيره الكثير.
لا يمكن تجاهل هدف إنقاذ البحر الميت من الجفاف والانحسار المتواصل وهو ما يجب أن يكون هدفاً رئيسياً للمشروع ويتيح إنشاء مشاريع لإنتاج الكهرباء ما يخفض كلفة الوقود وتحلية المياه، التي يحتاجها الأردن بإلحاح.
مؤسف ان يستبدل المشروع بنسخته الاولى بتحلية مياه البحر فقط.
وقد كان يمكن أن تقود الفكرة إلى ثورة اقتصادية في ذلك الجزء المنسي.
qadmaniisam@yahoo.com