"حصاد المناجل" .. مهنة من الزمن الماضي تفرض وجودها بسهول الكرك

mainThumb

01-08-2023 12:47 AM

printIcon

مع بدء موسم حصاد القمح والشعير بالكرك، تجهز مئات الأسر نفسها لترتحل إلى السهول، متخذة مما يعرف بـ "البيادر" مكانا لنصب خيامها، استعدادا لبدء أعمال الحصاد اليديوية بالمنجل، في موسم يمتد لأكثر من شهرين، ويوفر دخلا اضافيا للأسر.

وتعتمد هذه الأسر والتي تمتهن ما يعرف بـ "حصاد المنجل"، على وجود مساحات واسعة مزروعة بالقمح أو الشعير، لا تستطيع آلات الحصاد الحديثة الوصول إليها، لوقوعها ضمن مناطق وعرة، أو لتفضيل بعض المزارعين الحصاد على الطريقة التقليدية التي توفر كميات حبوب أكثر، إضافة إلى كميات كبيرة من التبن الذي يستخدم كأعلاف للمواشي.

هذه المهنة التي غابت عن سهول القمح والشعير في العديد من المحافظات، ما تزال تجد من يتقنها بالكرك، رغم صعوبة العمل بها وتطلبها جهدا بدنيا تحت أشعة الشمس ودرجات حرارة مرتفعة.
وتوفر مهنة الحصاد بالمناجل فرصة عمل للعديد من الأسر ومتعطلين عن العمل من أبناء المحافظة، في الفترة الممتدة من بداية حزيران (يونيو) وحتى نهاية آب (أغسطس)، فيما يتراوح أجر العامل بين 15 دينارا إلى 20 دينارا عن كل دونم يتم حصده.
ويعرف المنجل الزراعي على أنه أداة زراعية بيد واحدة مصممة بشفرات منحنية مختلفة وتستخدم عادةً لحصاد أو جني محاصيل الحبوب أو قطع الأعلاف النضرة أساسًا لتغذية الماشية، سواء كانت طازجة أو مجففة كتبن.
ومنذ بداية الموسم الحالي، توقع مسؤولون ومزارعون بمختلف مناطق محافظة الكرك بأن يصل حجم الانتاج للمحاصيل الحقلية من مادتي القمح والشعير بالمحافظة إلى حوالي 5 آلاف طن، وحتى الآن، تم توريد زهاء 4 آلاف طن إلى مركز استلام المحاصيل الحقلية.
وخلال الموسم الحالي وفي مناطق كثيرة، لم يتمكن مزارعون من حصاد حقولهم بواسطة آلات الحصاد الحديثة، ما جعل من مهنة الحصاد اليدوية بالمنجل تفرض نفسها على هذه الحقول، في واحدة من مهن الزمن القديم التي ما زالت تجد من يمتهنها.
يقول مزارعون بالكرك، إن أجور العاملين بالحصاد ارتفعت بشكل كبير خلال الموسمين الأخيرين، لافتين إلى أن حصاد الدونم الواحد من القمح والشعير وصل هذا الموسم إلى حوالي 15 دينارا وأحيانا 20 دينارا، بسبب زيادة مساحات الأراضي الزراعية التي زرعت الموسم الحالي وقلة عدد العاملين بالحصاد اليدوي.
من جانبه، يقول أحمد الحويطات من سكان الكرك إنه اعتاد كل موسم حصاد، أن يعمل وكامل أفراد أسرته بمهنة الحصاد اليدوي بالمناجل، لافتا الى ان ذلك يوفر مزيداً من الدخل للأسرة التي لا يكفيها مصدر الرزق الحالي بالعمل الرسمي.
واضاف أنه يستغل فرصة موسم الحصاد للعمل هو وأفراد أسرته في حصاد الحقول بالمنطقة القريبة من مكان سكنه في بلدة العدنانية.
وبين أن موسم الحصاد الحالي تميز بوفرة الإنتاج، ما وفر أياما أكثر للعمل بالحصاد خلافا للمواسم السابقة التي شهدت حالة شبه جفاف.
واشار إلى أنه يتقاضى أجراً عن حصاد الدونم الواحد من القمح أو الشعير بمقدار 15 دينارا، كما أن الأجر مرتبط بطبيعة الأرض ووعورتها وبعدها عن المناطق السكنية.
وبين أن أسرته المكونة من ستة أفراد يعمل جميعهم بالحصاد كيد واحدة لضمان السرعة بالعمل وتحقيق دخل أكثر، من خلال حصد أكبر قدر ممكن من الحقول.
وأوضح أنه يستطيع مع أفراد أسرته حصاد 3 دونمات من القمح أو الشعير باليوم الواحد، لافتا إلى أن فترة الحصاد تتزامن مع العطلة الصيفية ما يوفر لأبنائه الوقت للعمل معه جنبا الى جنب.
ويؤكد أحمد زغيلان، أن الحصاد اليدوي بالمنجل يعتبر فرصة موسمية جيدة للعمل، وخصوصا في مواسم الحصاد الوفير كما هو الحال بالموسم الحالي.
وأشار إلى أن كامل أفراد أسرته تساعده في هذا العمل الذي يعتبر من أصعب الأعمال خاصة وأنه يتطلب ساعات عمل طويلة تحت أشعة الشمس.
وقال إن عمل جميع أفراد الأسرة في الحصاد، فرصة موسمية لزيادة الدخل، رغم صعوبة العمل في فترة الصيف.
ويؤكد المزارع عايد الجعافرة، إن الموسم الحالي يعتبر من المواسم الزراعية الجيدة، لافتا إلى أن العام الحالي يوفر فرصا للعمل بشكل كبير وبأجر مناسب خصوصا وأن هناك إقبالا من قبل العديد من سكان الكرك على العمل بالحصاد اليدوي للحصول على أجر يومي جيد، يقابله تفضيل العديد من المزارعين على هذا النوع التقليدي من عمليات حصاد المحاصيل.
وأوضح أن إقبال المزارعين على الحصاد اليدوي يعود لتوفير أعلاف التبن وبكميات كبيرة.
بدوره، قال مدير زراعة الكرك المهندس مصباح الطراونه، إن الموسم الحالي يعد من المواسم الجيدة قياسا إلى المواسم السابقة.
ولفت إلى أن تقديرات المديرية لحجم إنتاج الموسم الحالي تصل إلى حوالي 5 آلاف طن من الحبوب، مشيرا إلى أن مساحات واسعة من الحقول ما زالت تنتظر الحصاد وستزيد كميات الانتاج من الحبوب والأعلاف بعد حصادها، كما أنها توفر فرص عمل لمئات العاميلن بالحصاد اليدوي.
وتقدر مساحات الأراضي الزراعية التي تزرع بالقمح والشعير بالكرك في كل عام بحوالي 220 ألف دونم، منها 130 الف دونم تزرع بالشعير، وحوالي 90 ألف دونم بالقمح.

الغد