دراسة: نقص المياه وارتفاع الكلف أبرز تحديات صغار المزارعين

mainThumb

01-08-2023 12:40 AM

printIcon

يتعرض المزارعون في الأردن، بخاصة صغارهم، لجملة تحديات، تعوق وصول منتجاتهم إلى الأسواق الخارجية، إلى جانب معوقات أخرى، تحد من فاعليتهم كمنتجين صغار، وفق دراسة إقليمية حديثة، صادرة عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، حملت عنوان "النهوض بالخدمات الاستشارية الريفية في الدول العربية لتعزيز توجه السوق والتحول الشامل" شملت: الأردن ومصر ولبنان وسلطنة عُمان.

وركزت الدراسة على صغار المزارعين في منطقة وادي الأردن وإربد، مبينة أن المشترين- السماسرة على وجه الخصوص- يحددون أسعارا منخفضة للمنتجات الزراعية، تحرم المزارعين من الوصول للأسواق الخارجية.

كما اعتبرت الدراسة، أن نقص المياه وانخفاض جودتها، وارتفاع تكاليف الإنتاج، من التحديات الإضافية التي يواجهها المزارعون في الأردن.
وأضافت أن من التحديات التي تواجه المزارعين ايضا، ارتفاع تكاليف المدخلات الزراعية (بخاصة الأسمدة والمبيدات)، والكهرباء (لمضخات المياه)، وإيجارات الأراضي، والنقل، والتكاليف المترتبة على الملصقات والتعبئة، وتدهور البنية التحتية، ونقص التكنولوجيا الحديثة ومعدات المعالجة الزراعية.
وأكدت الدراسة، أن هذه القيود تؤثر بدرجة أكبر على النساء، نظرا لانخفاض فرصهن في الحصول على التمويل، ومحدودية حركتهن، بالإضافة لعدم تفاعلهن مع مقدمي المعلومات والمدخلات والتكنولوجيا.
وحول تقديم الخدمات الاستشارية للمزارعين ومدى الاستفادة منها، أشارت الدراسة الى أن وزارة الزراعة في الأردن، تعتبر المزود الرئيسي للخدمات الإرشادية لهم، إلى جانب وزارة المياه والري، وسلطة وادي الأردن، وكليات الزراعة في الجامعات الحكومية.
وذكرت، أن الوزارة من أكثر مصادر الخدمات الاستشارية التي يمكن لأصحاب الحيازات الصغيرة الوصول إليها واستخدامها، وبدعم من المركز الوطني للبحوث الزراعية، الذي يتضمن 8 مراكز و15 محطة بحثية، موزعة على معظم المناطق الأردنية.
وذكرت الدراسة، أن المزارعين في الأردن، يعتبرون مكاتب الإرشاد بوزارة الزراعة "مصدر معلوماتهم المفضل"، وفي الوقت نفسه، فإنهم يعانون من قلة التواصل مع وكلاء الإرشاد، ممن يتقيد عملهم بنقص الموظفين ومحدودية الوصول إلى وسائل النقل وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولين)، مشيرة الى أن "هذا يؤثّر على قدرة المرشدين لتغطية جميع المناطق، وتقديم الدعم الميداني المناسب والمنتظم للمزارعين، والنساء على وجه الخصوص".
وأشارت الدراسة في استطلاعها الى أن 50 % من المستجيبين، أعربوا عن تقديرهم لدور مدارس المزارعين الحقلية، إذ إنهم استفادوا منها بتنمية القدرات، ومع ذلك، فـ"غالبًا ما يكون الوصول إلى المعلومات الأساسية حول جوانب العمل وأسعار السوق غائبًا".
وتشمل مصادر المعلومات الأخرى، القطاع الخاص وموردي المدخلات وأوامر الشراء، إذ أشارت مجموعات من المزارعين، إلى أن المعلومات التي يقدمها القطاع الخاص، تتعارض أحيانًا مع ما يقدم من القطاع العام على هذا النحو، فهم يميلون للاعتماد على الخدمات العامة التي يثقون بها أكثر.
ولفتت الى أن معظم المزارعين، يثقون بخبرات المزارعين الآخرين (بخاصة كبار المزارعين) ويستفيدون منها.
وقالت إن تعاونيات المنتجين، تعمل حيثما وجدت، كآلية لتوضيح مطالب المزارعين وتقديم الدعم الاستشاري، لا سيما بشأن الجوانب الفنية، المتعلقة بالممارسات الزراعية الجيدة ، وإدارة الآفات والتعامل مع ما بعد الحصاد.
وأوضحت أن "التعاونيات النسائية" أيضا، تساعد في تقديم خدمات استشارية حول معالجة الأغذية، والممارسات الجيدة في حفظها، وصنع المربى، وتعبئة المنتجات المصنعة.
وقالت الدراسة، إن الخدمات التي يحتاجها المزارعون في الأردن، تتركز أكثر على إدارة الآفات والدعم الاستشاري في المزرعة، أما غالبية المزارعات، فتتركز مطالبهن على وقاية النباتات، والممارسات الزراعية الحديثة، وزراعة الحدائق المنزلية، وتجهيز الأغذية، ووضع العلامات على المنتجات وتعبئتها.
وأكدت أن هناك حاجة لدعم التنويع والأنشطة الريفية المدرة للدخل التي تستهدف المزارعات، لافتة الى أن الخدمات التي تقدم التدريب الذي يستجيب لهذه الاحتياجات، غالبًا ما تكون غير متاحة. كما أن الخدمات الاستشارية العامة، لا تستشير المزارعين بانتظام بشأن تصميم الخدمات الإرشادية؛ ومع ذلك، تعتبر التغذية الراجعة للمزارعين بشكل عام ضرورية لتحسين جودة الخدمة.
وعلى صعيد اقليمي، أشارت الى أن صغار المزارعين في المنطقة العربية، يعتبرون العمود الفقري للمجتمعات الريفية في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا.
ووفقا للدراسة، فإنه وبرغم مشاركة صغار المزارعين الواسعة في القطاع الزراعي، إلا أنّهم يشكلون 70 % من الفقراء الذين يعيشون في المنطقة.
وبالإضافة الى الظروف المناخية الزراعية المعاكسة، يواجه هؤلاء المزارعون تحديات تنبع من أصولهم المحدودة، وتجزئة الأراضي وضعف قدراتهم، والتي تنعكس على إنتاجيتهم وربحيتهم ودخلهم.
ويضاف الى التحديات، انخفاض حجم المنتج وجودته، وارتفاع تكاليف المعاملات، وارتفاع تكاليف المدخلات، وانخفاض أسعار منتجاتهم، وضعف الوصول إلى معلومات السوق ومرافق بعد الحصاد، وكل ذلك يضيف إلى القدرة المحدودة على الوصول إلى الأسواق والمنافسة فيها.
وأكدت الدراسة، أن صغار المزارعين يحتاجون إلى خدمات تمكنهم من اتخاذ قرارات مستنيرة، وتسهيل وصولهم إلى المدخلات الجيدة، ومرافق بعد الحصاد، والأسواق الأكثر ربحية. كما يحتاجون أيضا لتعزيز قدراتهم على العمل الجماعي، وتطوير منظمات فعالة، تمكنهم من توحيد جهودهم للتعبير عن مطالبهم، وتسهيل وصولهم إلى الخدمات والأسواق.
ونتيجة لاستمرار الأعراف الاجتماعية القائمة على النوع الاجتماعي، تواجه النساء عادة تحديات أكثر من الرجال بشأن امتلاك الأصول والوصول إلى المدخلات والخدمات عالية الجودة، والوصول إلى الأسواق وتحقيق أسعار عادلة، كما أن النساء ممثلات تمثيلا ناقصا في منظمات المنتجين والمؤسسات الريفية ومقدمي الخدمات الاستشارية.
وأكدت الدراسة، أن جائحة كورونا أدت إلى تفاقم التحديات، ما ألقىة بتأثيراتها على دخل الملايين من صغار المزارعين والعمال الزراعيين، ما أدى إلى زيادة في مستويات البطالة المرتفعة أصلا.

الغد