كشف مسح صادر عن برنامج الأغذية العالمي في المملكة حول "الأمن الغذائي للاجئين خلال الربع الأول من العام الحالي"، أنّ 83 % من أسر اللاجئين الذين يستقرون خارج المخيمات، ويتلقون معونة من البرنامج نظامهم الغذائي "مقبول"، أي أنّ "الأنظمة الغذائية لهم ليست مغذية بدرجة كافية"، فيما ينطبق الأمر نفسه على 95 % من الأسر داخل المخيمات.
ووفقا للمسح، فإنّ الأمن الغذائي للاجئين تحسّن العام الماضي وعاد قليلاً فوق مستوى ما قبل جائحة كورونا، غير أنّه ومع ذلك فإن بعض مجموعات الأسر المعيشية (التي تعولها امرأة، والعاطلة عن العمل، وأسر الأفراد من ذوي الإعاقة، وما إلى ذلك) تظل أكثر ضعفاً وأكثر عرضة للجوء إلى إستراتيجيات المواجهة التي تؤثر سلباً على قدرتها على المدى الطويل لتلبية الاحتياجات الأساسية.
ولوحظت زيادة بنسبة 25 % على مدى العام الماضي في متوسط مبلغ الدين بين اللاجئين في المجتمعات المضيفة والمخيمات، مشيراً المسح إلى أنّ ما يثير القلق أن الاستخدام السائد للديون ليس لكسب الرزق أو الاستثمار التجاري، بل لشراء الطعام والإيجار والنفقات الصحية.
وأكد المسح أنّ اللاجئين في المخيمات يعتمدون بشكل أكبر على المساعدة مقارنة باللاجئين الذين يعيشون في المجتمعات، حيث تمّت الإشارة الى أنّ 57 % من الدخول الشهرية لأسر اللاجئين في المخيمات مصدرها في المتوسط من المساعدات، ما يبرز أهمية استمرار مساعدة برنامج الأغذية العالمي للمستفيدين.
وبالمقارنة، تشكل المساعدات 20 % من إجمالي الدخل الشهري لأسر اللاجئين خارج المخيمات.
ولتلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الإسكان والرعاية الصحية والتعليم، تستخدم هذه الأسر بشكل متزايد وسائل مالية غير مستدامة، مثل الديون والتحويلات المالية في غياب أنشطة معيشية كافية.
وكشف عن "ارتفاع حاد في انعدام الأمن الغذائي بين اللاجئين الأكثر ضعفاً الذين يعيشون في المجتمعات"، نتيجة انخفاض قيمة تحويلات برنامج الأغذية العالمي من أيلول (سبتمبر) إلى تشرين الثاني (نوفمبر) 2022.
وأضاف أنّ جميع المؤشّرات تشير إلى أهمية اتباع نهج هادف لضمان حصول الأسر ذات المستويات المختلفة من الاحتياجات على الدعم المناسب.
وبين أنّه وبالرغم من أنّ العمل يساهم في تحسين الأمن الغذائي، لا يزال اللاجئون يواجهون عوائق في العثور على وظائف مستدامة طويلة الأجل، وأنّ
55 % من اللاجئين البالغين في المجتمعات المضيفة ما يزالون عاطلين عن العمل، و70 % في المخيمات، وذلك في الربع الأول من عام 2023.
ويعد دعم بناء مسارات الاعتماد على الذات ضروريًا لتحقيق الاكتفاء الذاتي الاقتصادي وزيادة القدرة على الصمود أمام الصدمات بين اللاجئين.
الغد