الابتزاز الالكتروني .. الفتيات يدفعن الثمن

mainThumb

26-07-2023 03:33 PM

printIcon

فاطمة الزهراء - في مجتمع سادت فيه التكنولوجيا وانتقلت الحياة من الواقع إلى المواقع، وأضحت منصات التواصل ميدانًا لاستعراض الأحداث اليومية وطبيعتها والكثير من تفاصيلها، تظهر لدينا على الساحة مشكلات وقضايا ابتزاز مخيفة، تؤرق المجتمع وتُرسي عواقب مخيفة.

تشتكي بعض الفتيات على منصات التواصل الاجتماعي من اختراق حساباتهن أو تعرضهن لقرصنة هواتفهن والحصول على معلوماتهن وصورهن وتعرضهن للابتزاز من خلالها دون معرفة الحل الأمثل لمثل هذه المواقف.

تقول نهال صبح إن تعرضت للابتزاز من قبل شاب حصل على صورها، "ليقوم بنشرها إن لم تلبي طلباته" الأمر الذي أدخلها متاهة لم تستطع الخروج منها إلا بعد مشورة صديقة لها بالاستعانة بوحدة الجرائم الإلكترونية لحل هذا الأمر، وتابعت "هذا العالم الرقمي مخيف جدًا، أنت لا تأمن متى يُخترق جهازك وتتسرب معلوماتك وتحدث لك فضيحة في مجتمعك".

من جانبها قالت لمياء صابر (اسم مستعار) أنها أرسلت بعض صورها إلى شاب تثق به، ثم هدّدها بهذه الصور ما سبب لها أزمة نفسية، حيث اشتكت الأمر إلى المرشدة المدرسية التي ساعدتها على مواجهة المشكلة والتوصل إلى الحل، "هذه من أصعب المواقف التي وقعت فيها، لا يسعني وصف مشاعر الخوف والحيرة والقلق التي واجهتها، حتى أنني حاولت الانتحار خوفًا من رد فعل عائلتي"

في هذا السياق، قالت المرشدة المدرسية ضحى داوود إنها تلقت شكاوى كثيرة من فتيات تعرضن للابتزاز عبر الانترنت، ما دفعها لمساعدتهن وتقديم النصح والإرشاد وزيادة المحاضرات التوعوية للطالبات بالتنسيق مع ضيوف وخبراء في هذا المجال، "لخطورة الابتزاز الإلكتروني الذي يتعرض له الأفراد على منصات التواصل والذي لا مفر منه بل هو في ازدياد يجب تحسين خدمات التوعية وتعريف الجيل بحقيقة هذا الخطر المحدق وكيفية التعامل معه"

يقوم برنامج "سلامات" المختص بتقديم الدعم النفسي والتقني بالتوعية حول السلامة الرقمية في المنطقة العربية وتغيير التصورات والسلوكيات حول السلامة الرقمية وزيادة الوعي العام من خلال حملات توعوية وجلسات التدريب والتوعية والعيادات الرقمية والدعم التقني، فضلاً عن الدعم النفسي والاجتماعي.

يذكر أن وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية أشارت إلى أن قضايا الجرائم الإلكترونية تزايدت خلال الأعوام السّبعة الأخيرة بنحو 6 أضعاف، إذ ارتفعت من (2305) قضايا في عام 2015 لتصبح (16027) قضية في عام2022.

وبيّنت وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية أنها مستمرة في حملاتها الإرشادية والتثقيفية عن الجرائم الإلكترونية، وأخطارها في ظلّ الانتشار الكبير لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.