رعت سمو الأميرة منى الحسين، الأربعاء، احتفال منظمة الصحة العالمية بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسها في فعالية احتضنها الأردن.
وحضر الحفل سمو الأميرة عائشة بنت الحسين، وسمو الأمير مرعد بن رعد، وسمو الأميرة دينا مرعد، وعدد من المسؤولين الحكوميين، وموظفون من الأمم المتحدة، والشركاء في التنمية، وسفراء، ومعنيون بقطاع الصحة في الأردن.
وعبر وزير الصحة فراس الهواري في كلمة له بالحفل عن تقدير الأردن للدور الكبير الذي تضطلع به منظمة الصحة العالمية، لتحقيق التطور في الصحة العامة في جميع دول العالم.
وهنأ المنظمة ممثلة بمديرها العام والمدير الإقليمي لشرق المتوسط وممثلها في الأردن وكافة كوادرها بمناسبة الذكرى الـ 75 على تأسيسها.
وقال إن الأردن حقق ولا يزال يحقق إنجازات صحية كبيرة، مستنيرا بسياسات حصيفة تتصدرها رؤية التحديث الاقتصادي.
وعرض الهواري لأبرز الإنجازات في مجال الصحة العامة في الأردن على مدى العقود الماضية التي تحققت بمساهمة منظمة الصحة العالمية، ومن أبرزها القضاء على الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات ومكافحتها، حيث أصبح الأردن خاليا من شلل الأطفال منذ عام 1992، وخاليا من تيتانوس المواليد منذ عام 2006.
وبين أهمية النجاح الذي حققته الحكومة في تحسين إتاحة الخدمات الصحية على قدم المساواة من خلال شبكة من مراكز الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات الثانوية والمتخصصة.
وأشار الهواري إلى أن الأردن وعلى مدى السنوات الـ75 الماضية بقي يقدم الدعم المستمر للاجئين والوافدين، لضمان الوصول إلى جميع الخدمات الصحية بما في ذلك التطعيم الروتيني للأطفال، والرعاية أثناء الحمل وبعد الولادة، وخدمات تنظيم الأسرة والصحة المدرسية، وخدمات أخرى.
بدوره، أكد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتور احمد بن سالم المظري أهمية التعاون بين منظمة الصحة العالمية والأردن، والذي تمكن على مدى العقود الماضية، من ضرب المثل بمبادراته الناجحة، والتغلب على كثير من التحديات وتحويلها إلى فرص لمواصلة تحسين الرعاية الصحية، وزيادة المكاسب في مجال الصحة.
وعبر عن تطلعه إلى التعاون في المستقبل بطموح أكبر، ومستعدون لتقديم مزيد من الدعم لضمان أن تكون الصحة حقا أساسيا لجميع الأردنيين والوافدين واللاجئين الموجودين في الأردن، داعيا إلى تعزيز التعاون لتحويل رؤية الصحة للجميع وبالجميع إلى واقع ملموس.
وفي كلمتها الترحيبية، قالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في الأردن الدكتورة جميلة الراعبي، إن مكتب المنظمة في الأردن تأسس لدعم النظام الصحي والتعاون مع وزارة الصحة والشركاء في التصدي لمختلف التحديات في مجال الصحة، حيث تحقق النجاح في العديد من الإنجازات التي عادت بالفائدة على صحة الناس.
وخلال الاحتفال، قال المنظري "اليوم، ونحن نحتفل بالذكرى الخامسة والسبعين لإنشاء المنظمة، نتشرف بأن نعلن سمو الأميرة منى الحسين نصيرة للمنظمة في الأردن ولسموها إسهامات قيمة غنية عن التعريف في تعزيز الصحة في العديد من المجالات ودعمها لبرامج صحة المرأة والتمريض والقبالة في الأردن وخارجه معروف للجميع، ويحظى بتقدير كبير".
وأشار إلى إسهامات سموها العالمية من خلال اهتماماتها في الصحة العالمية والتنمية الاجتماعية، وبصفتها راعية المنظمة للتمريض والقبالة في إقليم شرق المتوسط، ونائبة رئيس الكلية الملكية للتمريض بالمملكة المتحدة، ومستشارة فخرية لمركز تطوير التمريض والقوى البشرية في الأردن، وهو مركز متعاون مع منظمة الصحة العالمية.
وتعتبر سموها من أشد المناصرين لتنمية القوى العاملة الصحية وتعزيزها وتهتم بتطوير التمريض والقبالة لتحسين جودة الرعاية الصحية، والإنصاف في توفيرها، والارتقاء بكفاءتها، ولاسيما في إقليم شرق المتوسط.
يذكر أنه في عام 1948، اجتمعت بلدان العالم وأسست منظمة الصحة العالمية من أجل تعزيز الصحة، والحفاظ على سلامة العالم، وخدمة الضعفاء، حتى يتمكن كل إنسان في كل مكان من التمتع بأعلى مستوى من الصحة والعافية.
وتصادف هذا العام الذكرى الخامسة والسبعون لإنشاء المنظمة، ولذا فهو فرصة لاستعراض النجاحات التي تحققت في مجال الصحة العامة وحسنت حياة البشر على مدى العقود السبعة الماضية، وكذلك فرصة لتحفيز العمل على التصدي للتحديات الصحية سواء التي تواجهنا اليوم، أو التي ستواجهنا في المستقبل.
وعلى مدى السنوات الأخيرة، عززت حكومة الأردن بدعم من المنظمة، النظام الصحي في المملكة ليصبح أكثر قدرة على الصمود والاستجابة لتدفق اللاجئين، والتصدي لمختلف تهديدات الصحة العامة، ومنها جائحة كوفيد-19.
واختتمت الفعالية بتكريم سمو الأميرة منى الحسين والمدير الإقليمي للفائزين الأردنيين الأربعة في مسابقة منظمة الصحة العالمية الفنية الإقليمية لطلاب المدارس التي نظمت هذا العام، في إطار احتفالات المنظمة بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسها، لإشراك طلاب المدارس وزيادة وعيهم الصحي وتحفيز مخيلاتهم ومهاراتهم الإبداعية.
وما تزال منظمة الصحة العالمية ملتزمة بدعم الأردن في تحقيق الصحة للجميع من خلال إعادة بناء النظم الصحية على نحو أفضل، وتحسين التأهب لحالات الطوارئ والاستجابة لها، وتعزيز الصحة والعافية، وبناء قدرات أقوى للتصدي للتهديدات المستقبلية.
بترا