ما دور أساتذة الجامعات في تطوير الحياة الحزبية؟

mainThumb

26-07-2023 09:42 AM

printIcon

تشكل الأحزاب السياسية دورًا حيويًا في تمثيل المجتمع والمساهمة في صنع القرارات الوطنية، وشهدت حركة الأحزاب في المملكة في الاونة الاخيرة حالة اندفاعية؛ نتيجة الدعم الرسمي حيال تفعيل تلك المنظومة وخصوصا بين طلبة الجامعات، والتي انطلقت من رؤية ملكية وبدعم من قبل ولي العهد سمو الامير الحسين بن عبدالله الثاني.

ولأول مرَّة في تاريخ المملكة يصدر نظام لتنظيم ممارسة الأنشطة الحزبيَّة الطلابيَّة في مؤسَّسات التَّعليم العالي، ويأتي إقراره في إطار منظومة التَّحديث السِّياسي التي تمَّ إطلاقها مع مطلع المئويَّة الثَّانية للدَّولة الأردنيَّة، ويستند إلى قانون الأحزاب السياسيَّة الذي تمَّ إقراره سابقاً ضمن هذه المنظومة.

وبالرغم من ذلك، لا يزال المطلب الرئيسي في تطوير الحياة الحزبية على تعزيز الوعي السياسي بين الطلبة الجامعيين، واهمية مشاركتهم السياسية والعضوية في الأحزاب.

ولتفعيل تلك الجوانب، يقع على عاتق اساتذة الجامعات الدور الاكبر، باعتبارهم عنصرا أساسيا في توعية الطلبة وإلهامهم للاهتمام بالشأن العام والعمل السياسي.

يرى مراقبون وحزبيون ان دور أساتذة الجامعات يشكل دعامة هامة في التوعية السياسية كونهم أعضاءً مهمين في المجتمع الأكاديمي ومرجعية مهمة للطلبة، ويتأتى ذلك من خلال تدريسهم ومناقشاتهم وأبحاثهم العلمية، يمكنهم توجيه الطلبة نحو الاهتمام بالشأن السياسي وأهمية الانخراط في الأحزاب، نظرا لما يمتلكه الأساتذة من قدرة على نقل المعرفة والأفكار بشكل موثوق وموضوعي، مما يساعد على بناء وعي سياسي قائم على الأدلة.

حيث يتسنى لأساتذة الجامعات دعم المشاركة الطلابية في الأحزاب من خلال تشجيع النقاشات الحوارية حول السياسة في القاعات الدراسية. كما يمكنهم دعوة ممثلين عن الأحزاب للتحدث إلى الطلبة ومناقشة برامجها وأهدافها التي من شأنها ان تساهم في تقديم نماذج عملية عن كيفية التأثير في العمل السياسي والمساهمة الفعالة في تشكيل سياسات البلاد.

يضاف الى ذلك فانه يقع على عاتق الاكاديميين في الجامعات توجيه الطلبة نحو الأهمية الوطنية للأحزاب، وذلك عبر شرح دور الأحزاب في تحقيق استقرار المؤسسات الديمقراطية وتعزيز قيم المشاركة والحوار في المجتمع.

ويعزز مفاهيم عديدة تتمثل بحماية حقوق الأقليات والعمل على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بشكل شامل.

كما يتطلب من الاساتذة الجامعيين، إشراك الطلبة في الأنشطة السياسية والاجتماعية المختلفة، مثل المساهمة في حملات توعية انتخابية أو الانخراط في أعمال مؤتمرات الأحزاب وورش العمل ذات الصلة. هذه الخطوات تعزز الشعور بالانتماء والمسؤولية المجتمعية لدى الطلبة وتعكس أهمية المشاركة الفعالة في الحياة السياسية.

الامر الذي يستدعي اعادة النظر بمنظومة تطوير الحياة الحزبية في الجامعات والتي تتبلور من خلال تفعيل دور أساتذة الجامعات في توعية الطلبة بأهمية الأحزاب السياسية كونها تسهم في تشكيل جيل واعٍ ومتحمس للمشاركة السياسية المسؤولة، ومحركا من محركات تعزيز الديمقراطية وبناء مجتمع مدني نشط ومتنام.

(الرأي)