إلى النواب

mainThumb

20-07-2023 11:02 AM

printIcon

سهم محمد العبادي
بحكم عملنا في قطاع الإعلام، وبصفتي مواطن من القلة القليلة من أبناء الوطن التي تتابع جلسات مجلس النواب، وبما أن الدورة الاستثنائية تتضمن مشاريع مهمة للوطن وأهله ومستقبله، فقد تابعت مجريات الجلسة التي تمنيت لو لم أتابعها.


لن أخوض في جملة وتفاصيل مشاريع القوانين التي "سيتم" اقرارها خلال هذه الدورة مهما كانت الاراء والنقاشات، فقد تعودنا على مبدأ "شاورهم وخالفهم"، ولكن سأتحدث بصفتي الإعلامية والصحفية عن كم الاساءات التي نالت مؤسسات الإعلام وخط الدفاع الوطني من أبناء الصحافة وتحديدا الصحافة الورقية من قبل بعض النواب.


عملت عدة سنوات في الصحافة الورقية، ما بين الاسبوعية واليومية، وبذلنا الجهود التي تخدم أمانة الكلمة، وأن نقوم بواجبنا "كسلطة رابعة" في الرقابة وكشف المستور ومكافحة الفساد وتعظيم الإنجازات، وكانت وستبقى الصحافة اليومية ام الصحافة الأردنية واساسها، ولنا في تلك الأجيال القديرة والجديرة التي اسستها قدوة وحتى الأجيال الحالية التي ما زالت على العهد رغم كل الصعوبات والتحديات (منها المتعمدة) ايضا.


الصحافة الورقية كما تم الاصطلاح على تسميتها من قبل البعض (وهنا الحديث موجه لبعض النواب)، لم تكن يوما مهترئة ولا تتسول، بل عين الوطن والدولة وسلاحها في مواجهة آلات الإعلام الأجنبي الذي يسعى للنيل من هذا الوطن ووجوده.


ايها النواب


هناك دول عديدة تدعم بكل الطرق والوسائل قطاع الإعلام بها، لانها تؤمن بأن الإعلام الوطني هو بمثابة جيش للدولة ورسالتها إلى الداخل والخارج، وأن وجودها حاجة وطنية، وليس التعامل معها على طريقة "دكانة ابو نوال" كمْ تبيع من سلع ومنتجات وكمْ تخسر؟، فالصحافة والعمل بها يختلف كليا عن العمل في "دكانة ابو نوال" وبيع السردين والرايب، وذلك لاختلاف رسالة كل منهما عن الأخرى (مثال للتوضيح).


ايها النواب


أن الإساءات التي سمعناها تحت "قبة الشعب" من قبل نفر منكم لم نكن نتوقعها، ولا يستحقها اهل الصحافة والاعلام الذين يحملون على عاتقهم رسالة الوطن الاعلامية والدفاع عنها، هي إساءة طالت جميع العاملين في حقل الإعلام وليس للصحف اليومية فقط، وانا متأكد ان سلسلة الاساءات ستمتد إلى باقي مؤسساته.


كنت اتوقع من رئيس مجلس النواب أو أعضاء المجلس أن يقوموا بالرد على زملائهم تحت القبة، وأن يقدموا اعتذارا لقطاع الإعلام، وفي مقدمتهم الصحف الورقية، لكن للأسف مر الأمر وكأنه ليس له أهمية، مثلما سمعنا عقب نهاية الجلسة أن العبارات التي صدرت عن البعض قد تم شطبها من المحضر، وهذا غير كاف، وكان الأولى تقديم الاعتذار علانية، أو تقديم شكوى بحقهم.


شكرا لنقيب الصحفيين الذي رد مباشرة على احد النواب عندما أساء للصحافة خلال جلسة نقاش حول موضوع الجرائم الإلكترونية، ومما وجدته في هذه الأحداث، أن بعض النواب ينظر إلى الإعلام ومؤسساته من برح عاجي أو على أنها مؤسسات تخريبية، ولو عقدنا مقارنة بين إنجاز الصحافة والإعلام وغيره، لوجدنا أن قطاع الإعلام يتفوق عليهم بمئات السنين من حيث الانجاز، ولا مجال للمقارنة، وما زالت ثقة الشارع الأردني بالإعلام أعلى بكثير من غيرهم الذين يدعون تمثيله.


في النهاية، أوجه رسالة إلى (بعض) النواب لزيارة الصحف الورقية والتعرف على مدى التطور والتقدم الذي تحرزه ومواكبتها لاحدث صنوف التكنولوجيا ودورها الوطني المشرف في حمل رسالة الوطن، والوصول الى كافة دول العالم وشعوبها وليس فقط الى "دكانة ابو نوال"، وللحديث بقية وفعل.