الافتاء: العمليات التجميلية بقصد التزين للزوج حلال وبعضها حرام

mainThumb

18-07-2023 11:26 AM

printIcon

تقوى الدويري

كثرت في الفترة الأخيرة إقبال السيدات والفتيات حتى من الأعمار الصغيرة على عيادة عيادات التجميل بقصد إخفاء علامات التقدم في السن وإبراز المحاسن وأحيانا المبالغة فيها.

تقول السيدة الأربعينية أماني، أنها بدأت زيارة عيادة التجميل قبل 10 سنوات تقريبا، لإجراء عملية تجميلية لتصحيح انحراف في الوتيرة، لتنطلق بعد ذلك رحلتها مع عمليات التجميل التي أصبحت شاغلها الأساسي في السنوات الأخيرة، تقول "كان عندي مشكلة في التنفس وراجعت كثير أطباء أنف وحنجرة ونصحوني بإني أعمل عملية لأني فعلا كنت بحاجتها، وانا أصلا بخاف من العمليات بس معاناتي خلتني آخذ قراري وأعملها".

تجارب السيدات في العيادة التي كانت تراجعها، جعلت أماني تفكر بأن جري تصحيحا تجميليا لخطوط رفيعة بدأت تظهر بجانب عينيها، "كان عندي خطوط رفيعة بجنب العين كوني بتعرض للشمس كثير، بس لما شفت انه هاي الاجراءات مثل السحر بتدخل المريضة شكل وبتطلع شكل ثاني، خلاني اتشجع وآخذ قرار ثاني في إني أجرب شو رح أخسر!!، وفعلا من وقتها وأنا صرت مدمنة على الإجراءات التجميلية، بصيبني هوس إذا شفت حبة في وجهي أو طلعلي خط رفيع، ما خليت إجراء إللا وعملته؛ ليزر لإزالة الشعر الزائد، مايكروبليدنج، توريد شفاه، تركيب رموش دائمة، الهيدرافيشل، حتى التان عملته، بس أنا بشوف هاد الاشي صح لازم الست تهتم بجمالها عشان نفسها أولا وعشان المجتمع، ويا ريتني بلشت بالتجميل من قبل"

وتضيف السيدة أماني أنها بدأت تصطحب معها ابنتها في السنة الثالثة في الجامعة للعيادات، وتقول "حبيت إني أعلم بنتي أنه جمال البنت هوإ شي أساسي بجنب دراستها، عدا انه بزيد فرصتها في سوق العمل والزواج، لأنه الأيام هاي العريس بطل يتطلع على البنت اللي بتشتغل وبس، بهمه تكون حلوة، والمنافسة بين البنات صارت كبيرة، إذا بتطلعي حوليكي رح تشوفي إنه كل البنات بعمر بنتي وأصغر كمان صاروا يعملوا اجراءات تجميلية، لأنه فيها وقاية للبشرة مش بس تحسين وتجميل، وأنا بنصح كل أم تعمل مثل ما أنا بعمل مع بنتي".

أما تجربة السيدة الثلاثينية نردين كانت مختلفة تماما، تقول "من لما كان عمري في العشرينات بلشت ألاحظ تساقط في شعر حواجبي، لدرجة أنه كل حاجب صار شكله مختلف عن الآخر، وعملي منظرهم عقدة نفسية، وراجعت كثير أطباء، تبين في النهاية أنه عندي مشاكل في الغدة الدرقية تسببت في تساقطهم، وبلشت آخذ أدوية لكن ما رجع شكلهم مثل أول ضلوا خفاف".

في حالة نردين لم تكن الأدوية كافية لتعيد لها شكل حواجبها السابق فأصبحت تستخدم منتجات تجميلية لتحسين شكلهما، تقول" صرت استخدم جل الحواجب حتى أعبيهم بس المناطق اللي ما فيها شعر كان صعب تتعبى، فصرت أرسمهم بقلم الحواجب لكن المنظر زاد سوء، حتى نصحتني وحدة من صاحباتي أعمل تاتو حواجب عند وحده عامل عروض وإعلانات، وفعلا عملتهم عندها واسترخصت وطبعا خربتلي شكلهم بزيادة، واستخدمت حبر دائم مع الوقت تغير لونه وصار بشع، هذا الاشي أعطاني درس أنه عمري ما أروح ورا العروض والإعلانات، وفعلا رحت عند خبيرة في المايكروبليدنج أزالت كل الأحبار القديمة ورسمتهم من جديد، صحيح أنه غالي شوي بس أنا المهم راضية عن النتيجة ورجعت ثقتي بحالي وشكلي".


رأي أهل الاختصاص في تاتو الحواجب

تقول خبيرة البشرة والتجميل لين شتيوي إن إجراء المايكروبليدنج يمكن أن يجرى داخل صالونات التجميل وليس بالضرورة في العيادات إذ لا يحتاج إلى تخدير أو ما شابه، مضيفة أنه إجراء تجميلي تقبل الكثير من السيدات على فعله، كون أن شكل الحواجب لو دور كبير في جعل شكل الوجه أجمل أو أقل جمالا.

وبينت الشتيوي أن المايكروبليدنج هو رسم خطوط رفيعة باستخدام الأحبار بين شعر الحواجب لملئ الفراغات بينها، ما يعطيها شكلا جذابا ومرتبا، بشرط أن ترسم بشكل أقرب للشكل الطبيعي، مشيرة أن هذا الإجراء يجعل السيدة تستغني عن منتجات الماكياج المخصصة للحواجب التي من عيوبها أنها تساعد على تجمع الأتربة والغبار عليها ما يعطيها شكلا غير نظيف وكأنه مادة غريبة فوق الحاجب. حسب تعبيرها.

وأكدت على أن المايكروبليدنج يختلف عن وشم الجسم، إذ يُجرى على الطبقة الأولى من الجلد ولا يتسبب بنزول الدم، وأضافت أنه من المهم جدا لتأكد من أن من تمارس هذا الإجراء لديها خبرة وعلم مبنية على دراسة في طبقات الجلد في منطقة الحواجب، حيث من الضروري خلال عملية "دق الحواجب" عدم الوصول إلى جذور الشعرة، حتى لا يتسبب بضرر في جذورها وعدم نموها مجددا جسب خبرتها.


عمليات التجميل حلال بغرض إرضاء الزوج فقط

بحسب سؤال توجهنا به لدائرة الإفتاء العام في الأردن عن طريق خدمة الفتاوى على الهاتف حول جواز العمليات التجميلية، جاء فيها أنه لا مانع من أن تتزين الزوجة لزوجها بإجراء العمليات والإجراءات التجميلية ما دامت النية هي في إرضاء الزوج والتزين له.

وحول سؤالنا عن إجراء المايكروبليدنج فهو "حرام سواء كانت الأحبار تظل لفترة مؤقتة أو دائمة" بحسب فتوى دائرة الإفتاء، إذ ثبت عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتبرجات للحسن المغيرات خلق الله"‘، وروى أبو داوود في سننه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "لُعنت الواصلة والمستوصلة والنامصة والمتنمصة والواشمة والمستوشمة من غير داء" إذ نهى النبي عن النمص وهو إزالة ونتف شعر الحاجب، "لكن إذا خففت المرأة من حواجبها بسبب مرض أو بسبب عُرضهما وأرادت تحسين شكلهما بنية التزين لزوجها فهو جائز، والله أعلم" حسب الفتوى.