لماذا غابت المسلسلات الدينية في رمضان عن الشاشات العربية؟

mainThumb

19-07-2023 01:00 PM

printIcon

راية الفقهاء- افتقرت الدراما الأردنية والعربية في السنوات الأخيرة لوجود الأعمال الدينية والتاريخية التي لها عميق الأثر في حفظ الموروث الثقافي الديني الذي بدوره يعزز شأن الهوية الإسلامية وترسيخها في وجدان المشاهدين وخاصة الجيل الناشئ.
أجواء رمضان والروحانية التي تتجلى خلال الشهر تكون الفرحة الأنسب لإيصال قصص القرآن والتعاليم الدينية وكثير من المواضيع التي تؤثر في السلوكيات المجتمع والأفراد وتنشئه الأجيال القادمة وتتنوع المسلسلات التي تجتمع عليها العائلة وعلى الرغم من ذلك نلحظ قلة المسلسلات والأعمال الدينية في الدراما الأردنية والعربية التي لها عميق الأثر في تعزيز القيم الدينية وتبرز الشخصيات الدينية التي بدورها هي إرث وحضارة فاعلة للقيم الإسلامية والثقافية لكن اقتصرت هذه الدراما على تسليط الضوء على البرامج الترفيهية التي ليس لها أهداف وبرامج تدعو لهبوط المنظومة الأخلاقية فنرى منها ما يسيء للتعاليم الدينية مثل مسلسلات تتناول الخيانات الزوجية وتقليد الغرب بعاداتهم المتنافية مع الدين والسلوكيات العدائية للشباب الناشئ واستخدام الألفاظ النابية على أنها كلمات عادية يصح قولها على غرار من ذلك شهدت الدراما التركية مستغلة أماكنها الدينية ومقدساتها إذ أدركوا أهميتها وأنتجوا منها المسلسلات التي تحكي عن البطولات الإسلامية والفتوحات الحاصلة على أرضهم وإبرازها للعالم على أنها إرثهم من أجدادهم ونصرهم.
نقيب الفنانين سابقا ساري الأسعد ل "أخبار اليوم" للأسف ليس فقط في الدراما الأردنية هناك غياب بل على الصعيد العربي قرابة الخمسة عشرة أعوام لم ينتج ولم تتطرق الشاشات إلى مثل هذه الأعمال وبالتأكيد نحن أحوج اليوم لمثل هذه الأعمال حفاظا على موروثنا الديني الذي لربما غيابة هو سياسة محطات تتعمد التعتيم على هذا الإرث الحقيقي ولا بد من ذكر أن الفنان الأردني اليوم من أبرع وأكثر مهنية في تجسيد هذه الأدوار بسبب قرب اللغة البيضاء للعربية الفصحى وخير دليل برع الفنان الأردني فيها عندما تجسدت هذه الأعمال في الرسوم الكرتونية "
اطلعنا على أبرز آراء مشاهدين ومتابعين هذا النوع من الأعمال حيث قالت م. ط" كنت أتوقع المخرجين الأردنيين ينتظرون شهر رمضان ليعرضوا مسلسلات بتحكيم عن الدين والإسلام وأبرز شخصياته لكن للأسف أغلب التركيز كان على الكوميديا إلى أغلبها ما فيه هدف "
وقال ح. ع" لولا كمْ مسلسل بدوي ما كان فتحت الشاشة كلها برمضان يعني غيرت المود كله "
في حين قالت ن. م" التلفزيون بعرض القصص الدينية على شكل رسوم متحركة أنا هيك بحب وبحس أسهل إننا نفهم الفكرة بطريقة سلسة.
مخرج في التلفزيون الأردني رامز القطارنة ل "أخبار اليوم“ التلفزيون الأردني لا ينتج مسلسلات دينية أو تاريخية بل يقوم بشرائها مقتصرة على المسلسلات الكرتونية أو مسلسلات إذاعية فقط ويبثها في شهر رمضان، ومن ناحية قلتها وذلك تبعا لضخامة ميزانيتها المنشودة مثل مسلسل (الحجاج والحسن والحسين أو عمر بن الخطاب) وهذه تكاليف تفوق طاقة التلفزيون الأردني أو أي تلفزيون عام آخر تبدأ من خمسة ملايين وصول للخمسين مليون وأكثر".
وأضاف القطارنة“ أن هذا النوع من الأعمال يحتاج كتاب سيناريو على مستوى دقيق وحرفية عالية ويجب أن يراعي بنود الرقابة الفنية من حساسية دين أو التوغل في قضايا تمس القضايا السياسية وهكذا.
واختتم القطارنة "بأن هذا النوع من الأعمال ثمرة أرباحه تحتاج وقتا طويلا وليس لها باع في عالم الإعلانات"