حضانة مستشفى السلط خارج الخدمة .. والأمهات العاملات بمأزق البديل

mainThumb

13-07-2023 11:00 PM

printIcon

بفارغ الصبر، تنتظر الأمهات العاملات ضمن مختلف كوادر مستشفى السلط الجديد، أن ترى الحضانة التي أنشئت داخل المستشفى منذ افتتاحه قبل نحو 3 أعوام، النور، وذلك للحد مع معاناتهن في إيجاد مكان آمن وملائم لوضع أبنائهن فيه خلال فترات الدوام، بالإضافة إلى التخلص مما يصفنه بـ"الإنهاك المالي" الناتج عن الاضطرار إلى وضع الأبناء في حضانات خارجية، الأمر الذي يستنزف رواتبهن.

وقالت موظفات في حديثهن لـ"الغد" بعدما فضلن عدم نشر أسمائهن، إن بعضهن يضطر لوضع أبنائهن عند المقربين كالأجداد والعمات والخالات في حال كان ذلك متاحا، فيما تلجأ أخريات إلى حضانات منزلية غير مرخصة أو حضانات مرخصة، ما يكبدهن مبالغ لا تتناسب مع رواتبهن التي يصفنها بالمتواضعة.

وأكدن، أنه يتم عادة الحديث مع مسؤولي الأقسام في المستشفى عن ضرورة افتتاح وتشغيل الحضانة، إلا أن شيئا لم يحدث بهذا الخصوص، مشيرات إلى توجه خلال الفترة المقبلة لتوجيه كتاب رسمي لإدارة المستشفى يتضمن مطالبة بتشغيلها ويحمل تواقيع عدد من الأمهات العاملات.
إحدى الموظفات، تقول، "لدي 3 أطفال، أكبرهم يبلغ من العمر 8 أعوام، ولا يسعفني راتبي الشهري لوضعهم في حضانة، لا سيما أن أقل حضانة منزلية جيدة تتقاضى على الطفل الواحد 50 دينارا شهريا، ما يعني أنني سأدفع شهريا 150 دينارا فقط للحضانة من راتبي البالغ 360 دينارا".
"ذلك مستحيل"، تقول تلك الموظفة التي اوضحت أنها تضع أطفالها الثلاثة في منزل جدتهم وفي عهدتها، مشيرة هنا إلى أن الجدة كبيرة في السن وبالكاد تقوى على رعاية هؤلاء الأطفال، مختتمة حديثها بالقول إن "للضرورة أحكاما".
موظفة أخرى تقول إنها ذهبت إلى حل آخر، وهو وضع طفلتها ابنة الثلاثة أعوام بحضانة منزلية تقع على طريقها إلى المستشفى مقابل 60 دينارا شهريا، لكنها أكدت أنها تعيش كل يوم في حالة قلق انشغال بطفلتها كونها بعيدة عنها، وتخشى حدوث أي مكروه لها، لا سيما أن الحضانة منزلية غير مرخصة.
وركزت في حديثها على أهمية أن تكون الأم قريبة من طفلها لتطمئن عليه ويطمئن هو الآخر لوجودها قربه، لذلك ترى أنه من الضروري أن يتم افتتاح حضانة المستشفى لخدمة العديد من الأمهات العاملات فيه.
كما تطرقت إلى أن الحضانات في المؤسسات الرسمية تتقاضى مبلغا شهريا رمزيا من الأمهات بمقدار 10 دنانير للطفل الواحد، مع وجود خصم لمن لديها أكثر من طفل ترغب في وضعهم بالحضانة.
ولا يختلف الحال بالنسبة لموظفة أخرى لديها 3 أطفال، تقول إنها كانت تضع أطفالها في منزل شقيقتها، قبل أن تضطر بسبب التحاق شقيقتها بعمل، إلى وضعهم في حضانة منزلية غير مرخصة.
وأضافت، أنها تدفع مبلغ 120 دينارا شهريا للحضانة لقاء ذلك، ما تعتبره مبلغا يستنزف راتبها، مشيرة إلى أن إيصال الأطفال إلى حضانتهم واستلامهم منها يضطرها إلى الاستعانة بسيارة أجرة.
وردا على استفسارات "الغد"، أكد مدير مستشفى السلط الجديد، الدكتور رامي أبو رمان، أن إدارة المستشفى تحرص كل الحرص على تقديم أفضل الخدمات لجميع كوادره، بالتوازي مع سعيه لتقديم الخدمات المثلى للمرضى والمراجعين.
وبشأن الحضانة، قال إن مبناها يقع ضمن سكن مخصص للممرضات، لكنها غير مفعلة لعدم الحاجة لها، كونه لم يسبق وأن تلقت إدارة المستشفى مطالب بتشغيل الحضانة.
إلا أن أبو رمان شدد على أن إدارة المستشفى مستعدة وفي حال وجود مطالب، على دراسة تشغيل الحضانة بعد تجهيزها بالأثاث والمعدات اللازمة، مع إمكانية بحث تشكيل لجنة من الممرضات والموظفات أنفسهم لإدارتها وتسيير أعمالها.
وتطرق كذلك إلى إمكانية دراسة لجوء وزارة الصحة إلى تضمين الحضانة لجهة تديرها، رغم أنه استبعد حدوث ذلك لصعوبته.
يشار إلى أن جلالة الملك عبدالله الثاني، كان قبل نحو 3 أعوام، افتتح مستشفى الحسين السلط الجديد المكون من 11 طابقا وبسعة 350 سريراً، والذي يزيد 3 أضعاف على سعة المستشفى القديم، وبكلفة 90 مليون دينار.

 

الغد