تجربة السفر .. كيف تغيّر من طباع الناس؟

mainThumb

08-07-2023 10:07 AM

printIcon

فاطمة الزهراء - من طبيعة الإنسان تقلبه وعدم ثباته على حال، فمع تقدم الزمان وتبدل الظروف تتغير طبائعه وتتبدل سلوكياته وتصرفاته، ويكتسب أفكار وعادات مختلفة خلال سفره في هذه الحياة.

في سفر الإنسان وانتقاله من مكان لآخر جديد لا يألفه، يبدأ خوض تجارب جديدة مختلفة في مجتمع ومع أشخاص لا يتفقون معه بالضرورة في العادات والتقاليد والطباع وحتى اللغة، وهذا يفرض واقعًا مغايرًا يقع على الفرد التأقلم معه ومجاراته، ليستطيع إكمال الطريق الجديد الذي سلكه.

بالسفر تتكشف الأخلاق وتتجلى المهارات، ويظهر للشخص ما كان متواريًا منه، فالسفر مسؤولية لا يُستطاع عليه ولا يطيب الحال إلا لمن يكون ليّن الطباع، سويَّ السلوك، قادرًا على الموازنة وتسيير الأمور.

يقول عبد الجليل علي أنه طالب مغترب وقد كان "مدللًا" لدى والدته، حاد الطباع لا يقوم بأي من المهام الصعبة أو لا يُكلف بمسؤولية شيء من أمور البيت، متابعًا أنه عندما جرّب العيش في مجتمع جديد لا يشاركه الطباع والعادات اضطر لتغيير الكثير من عاداته والتماشي مع مجتمعه في بعض السلوكيات ليستطيع الانسجام مع محيطه.
وأضاف أن تجربة السفر والعيش في بيئة جديدة تحتّم عليك إتقان "فن العيش" على حد قوله، فتقع عليك مسؤوليات البيت والدراسة وإصلاح ما يفسد وإعداد الطعام وغيرها من المهام التي لم يكن ليقوم بها في عائلته.

وتقول، السيدة جمان ليث إنها بداية فترة اغترابهم قبل 20 عامًا أصابتهم "صدمة ثقافية" فالخروج من بيئة ملتزمة محافظة لبيئة على عكس ذلك، "هي صورة غير مألوفة بالنسبة لنا، ما كلفنا وقتًا وجهدًا للتأقلم مع هذا الجو الخارجي مع الحفاظ على ما نحن عليه وعلى قيمنا وعاداتنا وأفكارنا، كما أننا في كثير من الأحيان نضطر للتعامل مع الآخرين بأسلوب وطريقة مختلفة لنستطيع التفاهم مع هذا المجتمع الذي لا تسعفنا عاداتنا وأسلوبنا للتعامل معه"
وأضافت "مع كل التحديات، السفر يخلق فيك نفَسًا جديدًا، ويعرفك على شعوب لم تكن لتدرك حقيقتهم لو لم ترها بأم عينك، التجارب الجديدة في السفر دومًا تضيف لك الأفكار، وتوسع لك المدارك، وتجعلك تفكر وتتصرف بطرق مختلفة"

وقالت أميرة صبح لـ"أخبار اليوم" إن تجربة السفر غيّرت فيها الكثير، وجعلتها ممتنة لوالديها أكثر من السابق، فيعد تحملها مسؤوليات بيت ودراسة وتوفيق بين جميع هذه الأمور في بلد جديد شعرت بالعناء الذي يبذله أهلها في سبيل توفير الراحة لهم، مضيفةً أن الخروج من دائرة الراحة والاعتماد على النفس واتخاذ القرارات خلق فيها الهمّة الكبيرة لتقوم بجميع هذه المسؤوليات إلى جانب تفوُّقها في دراستها، "وأنا اليوم ممتنة لهذه التجربة، التي غيّرت في شخصيتي الكثير وجعلتني ما أنا عليه اليوم"

وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله في هذا الباب: (تغرب عن الأوطان في طلب العلا- وسافر ففي الأسفار خمس فوائد: تفريج هم واكتساب معيشة، وعلم وآداب وصحبة ماجد)