%68 من الشباب قلقون من تداعيات أزمة المناخ على المملكة

mainThumb

03-07-2023 01:08 AM

printIcon

تحتل حالة الطوارئ المناخية الصدارة في ذهنية جيل الشباب في الأردن، فالكثير منهم يدركون تأثيرات تغير المناخ، وقلقون بشأنها، إلا أنهم حريصون على مناصرة الحلول لمواجهة تداعيات هذه الظاهرة.

جاء ذلك في دراسة الشابات والشباب في الأردن التي أظهرت نتائجها أن "النشاط المناخي احتل المرتبة الثانية فيما يتعلق بأشكال المشاركة المدنية الأكثر شيوعاً بين الشباب، وذلك بعد مساعدة الفئات الفقيرة والمستضعفة".

وأدرج في الدراسة، التي أعدها كل من د. محمد أبو رمان، ود. وليد الخطيب، بدعم من مؤسسة فريدرش إيبرت الألمانية، استطلاع لرأي حوالي 1047 أردنياً، تتراوح أعمارهم بين 16 و30 عاماً، والذي بين أن "القليل من الشباب رغم قلقهم بشأن المناخ يشاركون في معالجة القضايا البيئية لأنهم لا يعتقدون أن مشاركتهم الفردية مجدية في معالجة التغيرات المناخية".
وعلى الرغم من أن "الغالبية العظمى من الأفراد ذكوراً وإناثا أعربوا عن وعيهم المتزايد بالقضايا البيئية، أو تأثرهم الشخصي بها، فقد ذكر 27 % من الذكور، و23 % من الإناث أنهم مستعدون للمشاركة في المظاهرات المناخية"، بحسب الدراسة التي ستعلن نتائجها السبت المقبل.
ويحظى التغير المناخي "باهتمام شديد لدى الشباب في الأردن، بينما يبدو للكثيرين أنه من الصعب العمل به، الا أن لدى العديد منهم الشغف بالدفاع عن حلول لمواجهة تداعيات المناخ"، تبعا للدراسة التي حصلت "الغد" على نسخة منها.
وبحسب نتائج الدراسة، التي حملت عنوان "دراسة الشباب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: تحليل نتائج"، فإن "غالبية الشباب المستطلعة اراؤهم يوافقون تماماً، أو يميلون الى الموافقة على عبارة تزايد الوعي بالقضايا البيئية في المجتمع خلال السنوات الأخيرة".
لكن استطلاع آراء البالغين من خلال الباروميتر العربي، يشير الى أن "80 % من البالغين يعتقدون أن نقص الوعي البيئي لدى المواطنين يساهم في التحديات البيئية الى حد كبير، أو متوسط"، تبعا لما ورد في الدراسة ذاتها.
وذكر ما مجموعه "60 % من المستطلعة آراؤهم أن أزمة المناخ مهمة الى حد كبير بالنسبة لهم، في حين أن 68 % يوافقون تماما، أو يميلون للموافقة على أنها قلق بيئي، إذا إن 72% منهم قد شهدوا بالفعل آثار تغير المناخ في الأردن".
وبشكل عام "يقلق الشباب أكثر من تغير المناخ، بما أنه من بين البالغين الذين شملهم الاستطلاع عام 2022، أجاب 54 % أن التغيرات المناخية إما كانت مهمة، أو مهمة الى حد ما بالنسبة إليهم، والذي قد يعزى الى زيادة الوعي بينهم حول هذه القضية".
ووجد الاستطلاع الذي أجرته منظمة "نما" الى أن "المخاوف البيئية بشأن تغير المناخ أكبر بين المتعلمين، إذ إن 70 % من أولئك الذين أكملوا تعليمهم الجامعي كانوا على دراية بالتغيرات المناخية، بينما 36 % ممن لم يكملوا تعليمهم كانوا على علم بها".
ويوافق 25 % تماماً، أو يميلون الى الموافقة على "التفكير في المشاركة بالاحتجاجات المناخية، على أن 57 % منهم مقرون بعدم إمكانيتهم بفعل أي شيء حيال التغيرات المناخية"، تبعاً لما ورد في الدراسة ذاتها.
ويُظهر ذلك أن "بعض الشباب في الأردن بدأوا يهتمون بتغير المناخي، وهم على دراية بكيفية تأثيره عليهم، فعلى الرغم من قلقهم بشأن هذه الظاهرة الا أن العديد منهم لا يشعر بمقدرته على حل المشكلة".
ووفق الدراسة: "يمثل هذا الاختلاف مجالاً للنمو، بحيث يُمكن اشراك هؤلاء الشباب المهتمين بالمناخ ولكن غير المتمكنين من حل المشكلة في العمل على القضايا المتعلقة بهذا الشأن".
وبالإضافة إلى "القلق بشأن القضايا البيئية والوعي بها، من الواضح أن الشباب يساهمون في بيئة أنظف من خلال مشاركتهم المدنية".
وبينت نتائج الدراسة أن "هنالك احتمالا قويا لتزايد مشاركة الشباب وانخراطهم في أنشطة تغير المناخ، لكنهم غير قادرين حالياً على مكافحته، ومع تزايد عدد المنظمات والمبادرات التي تركز على هذا المجال يمُكن رفع مستوى هذه القضية في السنوات المقبلة".