في ظل الأثر الإيجابي الذي تتركه سياحة المؤتمرات على الاقتصاد المحلي عموما وعلى القطاع السياحي خصوصا، دعا خبراء إلى تعزيز هذا النوع من السياحة والعمل على تطويرها.
وشدد الخبراء على ضرورة جذب أكبر عدد ممكن من السياح ضمن سياحة المؤتمرات والندوات التي يشكل زوارها 1.8 % من إجمالي زوار المملكة بحسب إحصاءات العام الماضي.
وخلال العام 2022 بلغ عدد زوار المملكة 5 ملايين زائر، ليشكل عدد سياح المؤتمرات والندوات من العدد الإجمالي ما يناهز 100 ألف زائر.
وقالت وزيرة السياحة السابقة مها الخطيب "إن سياحة المؤتمرات موجودة منذ فترة زمنية طويلة ويجب العمل على تطويرها".
وأكدت الخطيب أن الأردن يمتلك المقومات الأساسية، مثل البنية التحتية والقاعات والفنادق لإقامة سياحة المؤتمرات التي لها دور مباشر في تنشيط الحركة السياحية بمختلف القطاعات.
وطالبت الخطيب، هيئة تنشيط السياحة، بالعمل على توطيد العلاقات مع النقابات والجمعيات والشركات الكبرى لجذب سياحة المؤتمرات الى الأردن.
كما طالبت الخطيب بتركيز هيئة تنشيط السياحة على هذا النوع من السياحة والعمل على التسويق والترويج لجذب أكبر عدد ممكن من سياحة المؤتمرات، في ظل تقديم تسهيلات لدخول المشاركين الى الأردن.
وأشارت الى أهمية توفير عنصر المنافسة، خاصة في الأسعار والخدمات في سياحة المؤتمرات، لتكون الأردن وجهة فعالة لهذا النوع من السياحة.
وقال رئيس لجنة السياحة في رؤية التحديث الاقتصادي د.فارس البريزات "إن سياحة المؤتمرات من أهم أنواع السياحة التي يجب العمل على تعزيزها وتطويرها".
وأكد البرزيات أهمية توسعة مساحة سياحة المؤتمرات من خلال إنشاء 4 مراكز عالمية مجهزة بالكامل لاستقبال سياحة المؤتمرات وموزعة في عمان وعجلون، إضافة الى البترا والعقبة.
وشدد على أهمية إنشاء تلك المراكز ضمن الأولويات الاستثمارية في خطة تحديث الرؤية الاقتصادية 2033 التي على الحكومة إنجازها.
وأشار البريزات الى أهمية وجود مركز عالمي في عمان نظرا لزيادة الغرف الفندقية فيها، وبالتالي تسد ضعف الحركة السياحية الموسمية في العاصمة، خاصة أن سياحة المؤتمرات تعقد في الأوقات التي يكون فيها الموسم السياحي عادة ضعيفا، لذا تلجأ بعض الدول لإقامتها خلال تلك الفترات بهدف تنشيط الحركة السياحية فيها.
وبين البريزات أن سياحة المؤتمرات تنشط القطاعات السياحية كافة ولها أثر مباشر، إضافة الى توفير فرص عمل جديدة وتعطي ديمومة للوظائف الموجودة وتحافظ عليها في ظل انقطعت أو ضعفت الحركة السياحية الموسمية.
وأوضح البريزات الأثر الإيجابي لسياحة المؤتمرات في عملية التسويق والترويج للأردن الذي هو شبه مجاني، مشيرا الى أنه كلما زاد عدد زوار المملكة زاد حجم التسويق والترويج.
وأكد أن المشاركين في سياحة المؤتمرات يضعون في برنامج قدومهم الى الأردن يومين أو ثلاثة أيام لزيارة الكثير من المواقع السياحية والأثرية وإمضاء أوقات في اكتشاف الأردن، وبالتالي ينشط القطاع السياحي وينعشه.
وتستهدف رؤية التحديث الاقتصادي التي أطلقت برعاية جلالة الملك عبدالله الثاني، توفير 99 ألف فرصة عمل إضافية بدوام كامل في القطاع السياحي خلال العقد المقبل.
وبحسب الرؤية، فإن أبرز المبادرات المقترحة ضمن محرك النمو "الأردن وجهة عالمية" والمتعلق بالسياحة، تطوير وإدارة المواقع والمرافق السياحية والحفاظ عليها، وتطوير المنتجات الخاصة بالسياحة بأنواعها المختلفة، وتفعيل مبادرة الاستثمار السياحي، وتسهيل السفر إلى الأردن والتنقل داخله، إضافة إلى إطلاق مبادرة تنافسية الكلف وإتاحة الخدمات بأسعار مناسبة.
ومن المبادرات المقترحة أيضاً، إنشاء برنامج لصقل المهارات في قطاع السياحة، وإطلاق مبادرة السائح الرقمي، والاستمرار بالتسويق السياحي، وربط الأردن بشبكة أوسع رافدة للسياح، وتطوير الهوية التجارية، وتحديث بيانات القطاع بما يمكن من اتخاذ القرارات، ووضع معايير وقواعد عالمية المستوى لقطاع السياحة، وتحسين القوانين المرتبطة بقطاع السياحة، وتبسيط الإجراءات الحكومية، وإطلاق مبادرة "أردن الأمن والسلامة والبيئة النظيفة".
وقال عضو مجلس إدارة جمعية وكلاء السياحة والسفر محمود الخصاونة "سياحة المؤتمرات عنصر أساسي وفعال في تنشيط الحركة السياحية في الأردن".
وأكد الخصاونة أن سياحة المؤتمرات رافد مباشر للاقتصاد الوطني؛ إذ تحرك الكثير من القطاعات السياحية.
وأشار الى أن سياحة المؤتمرات نشاط مباشر لتسويق وترويج الأردن، ولا يغيب عن الذهن أن بعض دول الجوار تمارس هذا النوع من السياحة من خلال عقد المؤتمرات العالمية السياسية لإدراكها أن تلك الوفود السياسية هي أيضا مجموعات سياسية ستقوم باستخدام المرافق السياحية كافة وتشغيل القطاعات السياحية والتي ستنعكس على الاقتصاد الوطني لأي دولة تستضيف وتهتم بسياحة المؤتمرات.
وأكد الخصاونة وجود عوامل عديدة تتميز بها المملكة وتعطيها أولوية في الاستحواذ على هذا النوع من السياحة في المنطقة، مثل عنصر الأمن والأمان والبيئة المناخية المناسبة والمعتدلة على مدار العام، إضافة الى البيئة الأثرية والسياحية، مما سيزيد من فرص جذب الاستثمار.
وطالب الخصاونة بالعمل على تطوير سياحة المؤتمرات وتعزيزها، من خلال إقامة مراكز عالمية كبيرة لا تقل عن أربعة مراكز بمواقع مختلفة في الأردن، مما يسهم في توفير بيئة تجذب الأنظار الى الأردن لترسم الخريطة السياحية لهذا النوع من السياحة ولتكون المملكة هدفا للمؤسسات الكبرى والعالمية وللكثير من الدول لإقامة مؤتمراتها بالأردن.
وأكد أنه خلال الشهر الحالي استضاف الأردن مؤتمرات عالمية عدة، مثل الاجتماع الـ49 للجنة الإقليمية لمنظمة السياحة العالمية للشرق الأوسط ومؤتمر السياحة العلاجية والاستشفائية ومؤتمر أصحاب الأعمال الناطقين بالفرنسية، إضافة الى المؤتمر الأخير لجمعية البنوك والبنك المركزي واتحاد المصارف العربية الذي انعقد في عمان، مؤكدا أن استضافة الأردن للمؤتمر الاقتصادي العالمي في البحر الميت والذي يجذب أكثر من 12 ألف مشارك من مختلف دول العالم تهدف إلى تسويق وترويج فعال ومباشر للأردن وتعزز مكانته السياحية.
ووفق أحدث البيانات الصادرة عن البنك المركزي، فإن عدد زوار الأردن ارتفع خلال أول 5 أشهر ليبلغ 2.483 مليون سائح وبزيادة نسبتها 69 % مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وقال نائب رئيس جمعية الفنادق الأردنية حسين هلالات "الأردن يتميز بموقعه الاستراتيجي والجذاب والآمن لجميع أنواع السياحة"،
وأكد أن الأردن وجهة قوية جامعة بين التراث والثقافة والطبيعة الخلابة ذات المناخ اللطيف.
وأشار الى وجود مجموعة متنوعة من عناصر المنتج السياحي المحفزة والفريدة ذات المكانة الجيدة للجمعيات الأردنية، إضافة الى وجود الفنادق المميزة بخدماتها ومرافقها المتنوعة.
وبين هلالات وجود مرافق اجتماعات كبيرة تلبي احتياجات هذا النوع من السياحة على الصعيدين المحلي والدولي.
وأضاف "الأردن يمتاز بالسياحة العلاجية والثقافية وسياحة المغامرة والترفيه وسياحة المؤتمرات والاحتفالات وغيرها".
وزاد "نظرا لجاهزية البنية التحتية لسياحة المؤتمرات، أدى ذلك إلى تسجيل أعلى نسب إشغال لسياحة المؤتمرات خلال الفترة الحالية، مما ينعكس إيجابا على دوران عجلة السياحة بشكل مباشر وغير مباشر وزيادة فرص العمل أيضا وتقليل نسبة البطالة".
وأوضح هلالات أن سياحة المؤتمرات تسهم بشكل كبير بزيادة الآثار والفائدة الاقتصادية من خلال الوفود القادمة للمؤتمرات، وتؤدي الى نمو حجم الاستثمار الخارجي وتطوير المشاريع القائمة.
وأضاف هلالات أن الأردن فاز، مؤخرا، باستضافة اجتماع اللجنة الإقليمية للشرق الأوسط بمنظمة السياحة العالمية في دورته الـ49؛ إذ شهدت العاصمة عمّان أسرع معدل نمو لقطاع سياحة المؤتمرات ضمن مدن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتسهم صناعة المؤتمرات والاجتماعات بشكل كبير في تطوير وتعزيز التحول الاقتصادي في الأردن، مما يجعلها الوجهة الأولى لهذه السياحة في الشرق الأوسط.
وأكد هلالات أن الأردن يحتاج الى قاعات للمؤتمرات تكون ضخمة تتسع لآلاف المشاركين مشابهة لقصر المؤتمرات في منطقة البحر الميت، وزيادة القاعات في البترا والعقبة، إضافة الى زيادة أعداد الغرف والعمل على التطوير المستمر للبنية التحتية.
الغد