بعد انتظار دام سنوات، افتتح «مشروع التلفريك» في 16 حزيران الحالي، ووصل عدد الزائرين في اليوم الأول لأكثر من 4 آلاف زائر، وفق ما تؤكده مدير عام المناطق التنموية المهندسة أروى الحياري.
وتفاوتت آراء المواطنين حول المشروع، البعض حرص على الاستمتاع بالتجربة الفريدة، والبعض الآخر يرى أن هناك حاجة لتعزيز الخدمات العامة والبنى التحتية، وهناك من يرى أن سعر التذكرة لا يناسب العائلات ومستوى الدخل.
وتبلغ سعر التذكرة للمواطنين أربعة دنانير وللاجانب ثماني دنانير.
تجربة فريدة
المواطنة منال كشت التي تقطن بالعاصمة قالت لـ«الرأي»، المكان في غاية التنظيم، والوصول إليه سهل، ومواقف السيارات قريبة، وبعد شراء التذاكر هناك إجراءات تفتيشية للحفاظ على الأمان.
وتوضح أن تصميم العربات جميل ويشعر الزائر بالأمان، وتستمر رحلة الذهاب فوق غابات عجلون ما يُقارب 20 دقيقة ذهاباً وإياباً، وأن سعر التذكرة مناسب، «الأفضل أن يكون هناك أسعار تفضيلية ضمن برنامج أردننا جنّة لتشجيع الناس على زيارة التلفريك».
وتشير إلى أن المرافق والخدمات العامة متوافرة وملائمة للأشخاص ذوي الإعاقة، «هناك أكشاك تقدم الوجبات السريعة والعصائر، وانصح العائلات بزيارة التلفريك والاستمتاع بالتجربة الفريدة».
وتلاحظ كشت أن مكان شراء التذاكر يحتاج إلى مظلة تقي من أشعة الشمس والشتاء وبخاصة للأطفال وكبار السن الذين ينتظرون دورهم، إلى جانب تحسين خدمة النظافة للمرافق العامة، «مسؤوليتنا أن نحافظ على نظافة المكان، حتى وإن كان هناك موظفون وموظفات يقومون بدورهم».
يقول أبو أحمد في حديثه إلى «الرأي»، «أنا وزوجتي وابنائي نحتاج إلى دفع 28 ديناراً فقط سعر تذاكر، وما يُقارب 30 ديناراً وقود للمركبة، إلى جانب مصاريف الطعام والشراب وغيرها، بذلك تكلفني الرحلة 100 دينار، وهذا ما يجعلني أصرف النظر عن الرحلة كاملة».
ويأمل أن يعاد النظر بسعر التذكرة، ويُؤخذ بعين الاعتبار الكلف التي تدفعها العائلات التي تزور التلفريك والقادمة من المحافظات الأخرى، وتقليل سعر التذكرة إلى النصف، أو عمل رحلات خاصة للعائلات التي تزور التلفريك بأسعار مناسبة وخاصة العائلات القادمة من المحافظات الأخرى».
بينما، المدونة السياحية هيا الدعجة تقول، «تجربة التلفريك تجربة جميلة بكل صدق ودون مبالغة، «عجلون جميلة ولكن المشهد من الأعلى مختلفاً تماماً، هدوء بين الطبيعة من القمة وشعور أكثر من رائع».
وتوضح أن الحجرة «الكابينة» واسعة ولكل شخص وعائلته حجرة خاصة، ما يتيح الاستمتاع فيها بخصوصية، إلى جانب توافر الخدمات العامة، من طعام وشراب ومواقف للسيارات وهناك نظام ونظافة، والعاملون والعاملات في المحطة تعاملهم لطيف مع الزائرين.
وتشير إلى أن الأسعار مناسبة مقارنة مع وقت الرحلة الذي يجاوز خمس عشرة دقيقة، «تجربة تستحق، والأمل أن يتم الحفاظ على هذا المكان السياحي الجديد وعلى نظافته أيضاً».
لا توجّه لتخفيض سعر التذكرة
من جهته، يوضح رئيس مجلس إدارة شركة المجموعة الأردنية للمناطق الحرة والمناطق التنموية خلف الهميسات، لـ«$»، أنه لا يوجد توجّه بإعادة النظر في سعر التذكرة للأردنيين، «عند وضع سعر التذكرة أخذنا بعين الاعتبار كُلف التشغيل، وإذا قل سعر التذكرة عن المقرر سيخسر المشروع».
ويشير الهميسات إلى أن الشركة لا تسعى لتحقيق أرباح من مشروع التلفريك، وستستمر في متابعة المشروع وتطويره وصيانته بشكل مستمر.
.. ازدحامات
بينما، يقول منسق لجنة متابعة مشروع التلفريك سليمان جميل القضاة، «إن افتتاح التلفريك يبشر بموسم سياحي جيّد على المستويين المحلي والعربي، والمواطنون متحمسون لتجربة التلفريك».
ويوضح أن رحلة التلفريك ممتعة والإطلالة فريدة، وهناك حركة غير مسبوقة في عجلون، «نأمل الاستفادة قدر الإمكان من هذه الحركة من خلال التوجه لمشاريع صغيرة ومتوسطة قريبة من التلفريك، توفر فرصاً للعمل وتحقق تنمية شاملة».
ويبيّن أن الخدمات العامة المقدمة جيّدة، في المقابل ينقصها الخبرة بسبب حداثة التجربة وجديتها في الأردن، والأمل الارتقاء في الخدمات المقدمة وتطويرها بشكل مستمر.
ويشير إلى مشكلة قديمة في عجلون زادت بالتزامن مع افتتاح التلفريك، وهي الازدحامات المرورية على الطرقات المؤدية إلى التلفريك، «من الممكن أن يكون هناك طرق بديلة، وبخاصة أيام العطل من خلال عمل طرق بإتجاه واحد في أيام العطل».
تعزيز خدمات النظافة والمرافق الصحية
من جانبه، يقول مدير مديرية سياحة محافظة عجلون محمد الديك «إن اعداد الزائرين شكل ضغطاً على مواقف السيارات والمرافق الصحية التي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه».
ويبين بأن هناك حاجة إلى تعزيز المرافق السياحية بوحدات صحية، تزود بخط خاص للمياه بديلاً عن استخدام صهاريج المياه، إلى جانب الحاجة إلى استحداث المزيد من مواقف السيارات في المواقع القريبة من التلفريك.
ويشير إلى أن هناك حاجة إلى تطوير البنى التحتية، وتسريع توسعة الشارع المؤدي إلى قلعة عجلون وهو جزء من الطريق المؤدي إلى موقع التلفريك.
ويلاحظ الديك أن خدمة النظافة ضعيفة تحتاج إلى تعزيز، ويدعو بلدية عجلون إلى تحسين خدمات النظافة وبخاصة في الأماكن التي يمر بها الزائرون إلى التلفريك.
وبدوره، قال رئيس البلدية المهندس حمزة الزغول، إن المناطق التنموية ليست ضمن نطاق عمل البلدية، وهي بحاجة إلى فريق من العمّال وهو ما لا تستطيع البلدية توفيره، إلا إذا جرى تخصيص جزءاً من سعر تذكرة التلفريك للفريق أو أن يتم تخصيص مبلغ معين للفريق.
خطط لتخفيف مشكلة الازدحامات المرورية
في الأيام المعتادة، ونظراً لطبيعة عجلون السياحية والتجارية والسكانية، يدخل إليها ما لا يقل عن 45 ألف شخص من مواطنين وزائرين، وفق إحصائيات بلدية عجلون، حيث يقدر عدد المركبات بـ 15 ألف مركبة يومياً، ومع افتتاح التلفريك تضاعفت هذه الأعداد.
وعلى ضوء ذلك، يوضح الزغول أن البلدية أعدت خطتين، الخطة الأولى للطرق الرئيسية التي تصل التلفريك، حيث قامت مديرية اشغال محافظة عجلون بتطويرها، والخطة الثانية للطرق داخل عجلون المدينة والتي تسعى البلدية إلى تحسين جزء منها خلال العامين القادمين، ومنها شارع قلعة عجلون المؤدي إلى موقع التلفريك.
ويبيّن بأن البلدية أعدت خطة أخرى تعتمد على تغيير اتجاهات السير داخل وسط المدينة، على أن يكون السير باتجاه واحد والالتفاف حول صحن المدينة، «في هذا الشأن اطّلعنا على آراء المواطنين من خلال استمارة الكترونية، وتفاوتت الآراء بين مؤيد ومعارض بسبب التأثير على الحركة التجارية».
ويشير إلى أن البلدية تسعى لتأمين قطع أراضٍ على أطراف المدينة تتسع لما يُقارب 300 مركبة، وتطبيق خطة تعتمد على أن يكون الوقوف والتوقف مرهوناً بزمن معين، «هذه المدة سنتيحها لزوار المدينة، على أن يقضوا حاجتهم ويتسوقوا خلال ساعة، ولن يسمح الوقوف لمدة ساعات طويلة».
ومشروع التلفريك يُشغّل حوالي 40 عربة وقابل للزيادة حتى 60 عربة، وكل عربة سعتها ثمانية ركاب، ويعد التلفريك أول مشروع منذ إعلان محافظة عجلون منطقة تنموية في عام 2009 وبطول 2.5 كيلومتر، وتبلغ كلفته الإجمالية 11 مليون دينار.