خطوبات إلكترونية "لعرائس" على مواقع التواصل الاجتماعي

mainThumb

24-06-2023 03:44 PM

printIcon

تقوى الدويري

مع اقتراب عيد الأضحى وبدء موسم الأعراس، يستغل الأردنيون المغتربون في الخارج هذه الفرصة لأخذ إجازتهم السنوية وقضائها مع الأهل والأصدقاء، وبعضهم من فئة الذكور للبحث عن شريكة الحياة.

يقول المثل " خذ من طينة بلادك وحط على خدادك" هذا ما قالته السيدة هدى نيروخ، التي تبحث لابنها المغترب في دولة الإمارات العربية عن "عروس" تتوافق مع أهم مواصفاته بأن تكون من جنسية أردنية.

تضيف هدى أن محاولاتي العديدة بإقناع ابني بخطبة فتاة من أقاربي تكللت بالنجاح أخيرًا، فكما تقول "هذه الأيام صعب تعرف ممشى البنت، إذا ما كانت تحت عيني ما بطمّن"، مشيرة إلى أن خطوبتهما ستكون قريبة وقصيرة في فترة العيد، كي يتمكن ابنها من العودة لعمله.


طُلبة إلكترونية

في المقابل هناك العديد من السيدات والفتيات اللواتي يبحثنّ عن عرائس عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، ولعل المجموعات في منصة فيسبوك أكثرها إقبالاً.

أحد الفتيات تحت اسم مجهول تبحث في مجموعة تجمع أكثر من 160 ألف فتاة في الأردن عن عروس لأخيها المقيم في أميركا، وتكتب في منشورها عن مواصفاته والمواصفات التي يريدها الشاب لعروسه، منوهةً إلى أنها هي وأمها سيخترنّ له العروس المناسبة من بين التعليقات ويذهبنّ لرؤيتها ليُتممنّ أمور الزواج لحين قدوم أخيها، الذي سيقيم في الأردن مدة أسبوع فقط "ليرى عروسته ويكتب كتابه ويعود لأميركا" حسبما ذكرت.

التعليقات على هذا المنشور انقسمت لقسمين، قسم مؤيد ومرحب، ووضعنّ أسمهائهنّ أو أسماء قريباتهنّ لعلهنّ يكنّ من بين المختارات، وقسم يرفض ويشجب، وحاولنّ أن يوعّين الأخريات عن الآثار السلبية لهذا الزواج مستقبلاً.

في حين هناك بعض السيدات اللاتي يبحثنّ لأنفسهنّ ولقريباتهنّ عن أزواج خارج إطار العائلة في هذه المجموعات، فبنظرهنّ أن هذه الزيجات تملؤها المشاكل.

أحد السيدات نشرت على ذات المجموعة أنها تريد أن تجد عريسًا لصديقتها التي تطمح للعيش خارج البلاد مع "إنسان مسؤول وقد حاله" على حد تعبيرها، وتعرض على المُنْضمات للمجموعة "إذا ما كنتم تبحثون عن فتاة ليس لديها مشكلة مع الغربة، فصديقتي تطمح أن تأسس حياتها خارج البلد وهي لا تزال صغيرة وجميلة ومتعلمة وتعمل وشخصيتها قيادية".

في حين أن الزواج الذي يبدأ من على منصات التواصل الاجتماعي يبدو للوهلة الأولى غير ناجحًا، إلا أنه وحسب الملاحظة والمتابعة لهذه المجموعات في بعض الحالات تعود نفس السيدة لاستخدام هذه الطريقة لتزوّج ابنها أو أخاها الآخر بعد نجاح المرة الأولى.


اختيار الأم للزوجة بنظر علم الاجتماع


وفي سؤالنا حول إذا ما كانت مسألة اختيار الأم لشريكة حياة ابنها ترقى لأن تكون ظاهرة مجتمعية، قال خبير علم الاجتماع ومدرّس في الجامعة الأردنية الدكتور حسين الخزاعي، إنها لا تعد ظاهرة في المجتمع الأردني، إذ يرى أن ارتفاع المستوى التعليمي للشبان والشابات والاختلاط في أماكن الدراسة والعمل جعل أولياء الأمور ينسحبوا من هذه المهمة حتى لا يُلاموا مستقبلاً على اختيارهم الخاطئ.

ويرى الخزاعي أنه كلما كانت فترة الخطوبة أقصر كانت أفضل حتى تتم أمور الزواج دون تعرضها للمشكلات التي قد تؤدي لفسخ الخطوبة، مضيفًا أن "البعد المكاني بين الخاطبين ليس مهمًا بل الأهم هو وجود نيّة صادقة للزواج".

يذكر أن الأردن شهد انخفاضًا ملحوظًا في أعداد حالات الزواج في عام 2022 مقارنة بعام 2021 بنسبة انخفاض بلغت 15.2%، فيما بلغت نسبة الطلاق من زواج العام ذاته لعام 2022 (5.8%) وهي نسبة ثابتة تقريبا في السنوات السابقة لم تتغير، بحسب التقرير الإحصائي السنوي لعام 2022 الذي تصدره دائر قاضي القضاة.