فيما يطالب سكان في مدينة مادبا من الجهات المعنية، ضرورة تشديد الرقابة على بعض المطاعم الشعبية التي تشهد وفقهم تدني بمستوى النظافة وعدم التزام العاملين فيها بالشروط الصحية والسلامة العامة، يؤكد فرع مؤسسة الغذاء والدواء في المحافظة والذي تم استحداثه مؤخرا، تنفيذ حملات رقابة على هذه المطاعم على مدار الساعة.
وأكد سكان ضرورة وجود تنسيق بين الجهات المعنية بالرقابة في المحافظة، فيما يتعلق بالحملات التفتيشية على المواد الغذائية منتهية الصلاحية واتلافها، موضحين في ذات السياق أن معظم محال بيع الفلافل، يكررون استخدام الزيت ذاته لساعات وأحيانا لأيام، حتى يتحول لونه الأصفر إلى سواد قاتم، فضلاً عن استخدامهم مياها موضوعة في عبوات غسل الأطباق لعدم توفر صنابير مياه خاصة بهم.
ويشير سكان أنه من غير المقبول أن يستمر الوضع على هذا الحال، منتقدين ما اعتبروه “عدم تحرك” الجهات المعنية لوقف التجاوزات، وتواضع الرقابة على المطاعم في الأسواق الشعبية التي يرتادها المواطنون من ذوي الدخل المحدود.
ويحذر المواطن عدي عواد الشوابكة من إمكانية وجود مواد غذائية غير صحية في بعض المطاعم، معللا ذلك بتراجع الأوضاع المالية للمواطنين وتهافتهم على السلع والوجبات الرخيصة، والتي قد يدخل بإعدادها مواد غير صحية، معتبرا أن خطورة هذه المواد تزداد عند غياب سياسة لمكافحتها، وقلة الوعي وتوجيه الجهات المختصة للمواطنين بضرورة عدم استهلاكها، مضيفاً أن كثيرا من العوامل تلعب دورا في اللجوء إلى سد حاجة السوق من المواد الغذائية الرخيصة، حتى وان كانت عبر مواد منتهية الصلاحية، ما يعد سببا في جذب ذوي الدخل المحدود من المواطنين إليها رغم مخاطرها.
ويشير المواطن مسعود حسن إلى أن العديد من المواطنين يشكون من عدم التزام بعض المطاعم بالشروط الصحية، خاصة في المناطق الفقيرة، رغم بعض الحملات التي نفذتها الجهات المسؤولة لضبط المواد التالفة من السوق المحلية وإتلافها.
ويدعو الحسن إلى تعزيز أداء الجهات الرقابية بالمحافظة، من خلال تكثيف الجولات الميدانية والاطلاع على مخازن التجار، مع اتخاذ قرارات صارمة بحق المتعاملين بمواد فاسدة وإحالتهم إلى القضاء، واتلاف كل ما هو مخالف للمواصفات والمعايير الصحية.
ويقول المواطن بندر القعايدة، إن النظافة غائبة عن بعض المطاعم، مشيرا إلى أن المغاسل داخل المحال من دون مساحيق غسيل، وأحيانا بدون ماء، وعادة ما تكون المغاسل قرب صالات الطعام، فضلا عن مياه الشرب المنقولة من الصنابير المفتوحة في الهواء أو المارة قرب المجاري، إلى جانب الاستخدام المتكرر لزيت القلي، في ظل ضعف الرقابة الصحية وغياب القوانين الرادعة.
ويتابع أنه من النادر أن تجد مطعما شعبيا في المنطقة تتوفر فيه شروط السلامة الصحية، وكذا الحال مع بعض مطاعم الوجبات السريعة، لاسيما المنتشرة على طول الطرقات والشوارع وحتى الأزقة، متسائلا “أين الرقابة الصحية من كل ذلك؟”.
وتنفذ كوادر فرع مؤسسة الغذاء والدواء جولات لمراقبة المطاعم والأكشاك والفنادق ومحال السوبر ماركت والمخازن والمعامل الغذائية، بحسب مصدر من المؤسسة، الذي أكد أن كوادر الفرع تقوم بجولات تفتيشية على تلك الجهات، وتقوم فرق التفتيش والمتابعة بسحب نماذج من المواد الغذائية المستخدمة في المطاعم، وإرسالها بأرقام سرية إلى مختبر الصحة المركزي، بعدها ترسل إلينا نتائج التحليل، ونقوم بدورنا برفعها إلى قسم الرقابة الصحية ليتخذ الإجراءات اللازمة ضد المخالفين، وهذه الفحوصات نجريها بشكل دوري.
ويضيف المصدر، في حال فشل المادة في الاختبار وتبين عدم صلاحيتها للاستهلاك البشري، نوقف صاحب المادة عن ممارسة العمل مؤقتا، وفي حال استمراره بجلب المواد الفاسدة يتم إغلاق المطعم، ويشمل ذلك جميع المطاعم، مشيراً إلى عملية المراقبة والتفتيش التي تخضع لها المطاعم المشهورة، خاصة السياحية.
وتفرض كوادر فرع مؤسسة الغذاء والدواء المستحدث حديثاً في محافظة مادبا رقابة مشددة على المطاعم مع بداية فصل الصيف، وتشترط على أصحاب المطاعم، التي تقدم الفلافل والحمص والفول، توفير ثلاجة عرض لحماية هذه المواد من ارتفاع درجات الحرارة أو ما شابه ذلك وفق المصدر، الذي أكد استعداد الفرع التام لتلقي شكاوى المواطنين، فيما يلفت إلى تحرير عدد من المخالفات لأصحاب المطاعم لتصويب أوضاع مطاعمهم، موضحا أن كوادر الفرع تتابع جميع الشكاوى الخاصة بسلامة الغذاء والبيئة والصحة العامة، التي ترد إليها، إذ تطبق القوانين والأنظمة الخاصة بسلامة الغذاء من خلال الجهات التنفيذية، مشدداً على عدم فتح مطعم من دون ضمان الضوابط والتعليمات واستيفاء جميع الشروط الصحية وفي مقدمتها النظافة، وسلامة العاملين صحيا.
أحمد الشوابكة – الغد