كيف يمكن للمجتمع التأقلم مع التطور المستمر للتكنولوجيا؟

mainThumb

19-06-2023 12:29 PM

printIcon




فاطمة الزهراء - في عالم يتسارع فيه التطور التكنولوجي وتتوسع فيه الرقمنة في مختلف القطاعات، وأصبحت الإلكترونيات والخدمات الإلكترونية أمرًا حتميًا وجزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، تأتي ضرورة مواكبة هذه التكنولوجيا وإتقان التعامل معها أمرًا أساسيًا وبديهيًا لجميع فئات وأطياف المجتمع.

مع كل يوم تُستحدث تقنيات وخدمات إلكترونية جديدة، تفرض على المجتمع التأقلم معها وتحديث بياناته ومعلوماته من خلالها، وقد تتطلب تعاملًا يوميًا معها، لاستيفاء رسوم أو دفع فواتير، الأمر الذي يفرض الكثير من المشكلات التقنية أو صعوبات التعامل معها من قبل بعض فئات المجتمع.

تقول العاملة في إحدى الشركات، إيمان صالح إن الشركة التي تعمل بها كانت تتعامل بنظام إلكتروني معيّن احتاجوا التدرب عليه مدة كبيرة لإتقانه واستخدامه اليومي، ثم "تم إضافة نظام وتقنيات جديدة، لم أستطع التعامل معها بعد وإتقانها وهذا يحتاج وقتًا، فليس من السهل التحول من إجراءات ورقية كبيرة إلى إلكترونية بشكل كامل، وهذا يعيق العمل قليلًا وقد يشكل بعض الصعوبات لدى الجيل الأكبر"
وأضافت أنها احتاجت للالتحاق بدورات للتعامل مع الحاسوب وبعض الأنظمة الإلكترونية، لتستطيع تسيير الأمور وإدارتها.

في هذا العصر تسير الحكومات نحو تحويل المعاملات والأوراق والوثائق والكثير من الإجراءات الورقية الاعتيادية إلى إلكترونية، ما سيجعل المعاملات الورقية تختفي في وقت قريب، وهو أمر على اختصاره وقت الكثير من الموظفين وتسهليه الإجراءات التي يلغي الكثير من الناس أشغالًا لكي يقوموا بها، لا يلقى استحسانًا من فئة في المجتمعات لا تستطيع التأقلم والتعوُّد على الاتصال بالانترنت وإجراء هذه المعاملات وإتمام إجراءات الحصول على الوثائق.

تقول سميرة عبد الهادي إنها احتاجت لاستخراج ورقة من مؤسسة الضمان الاجتماعي، وذهبت للمؤسسة لذلك إلا أن الموظف أخبرها بأن هذه الخدمة أصبحت إلكترونية ويجب عليها التسجيل في الموقع وتحديث البيانات وطلب هذه الورقة وانتظار الحصول عليها، "وهذا فيه بعض المشقة على من لا يتقن التعامل مع المواقع والمنصات الإلكترونية، سواءً ممن يتقنون التعامل مع هذه التقنيات أو لا يتقنون"

من جانبها قالت الحاجة سكينة، أنها لا تعرف التعامل بشكل كبير مع الإلكترونيات وجميع الخدمات الرقمية لا تستطيع تفعيلها وهو أمر صعب لا تفهمه، ما يجعلها تؤجل كل هذه الأعمال إلى حين حضور أحد أحفادها ليقوموا بدفع بعض الفواتير وتعديل بعض الخدمات، "الجيل اختلف والدنيا تطورت وكل هذه الهواتف والانترنت أمر جديد علينا وصعب نفهم كل شيء جديد فيها".

وفي سياق متصل قالت السيدة رسمية لطفي إنها تمتلك هاتفًا ذكيًا لكنها تجري اتصالات هاتفية منه فقط ولا تعرف التعامل مع "النت" على حد قولها والكثير من الأوراق التي تحتاجها أصبحت عن طريق الانترنت، مضيفةً أنها ستذهب للحج وهي مضطرة لإتقان التعامل مع بعض التطبيقات للتواصل مع أبنائها، وقد تواجه العديد من المشاكل التقنية لا تتمكن من حلها.

وقالت بيان عادل، إنها تتعامل بشكل يومي مع الإلكترونيات والمواقع وتقوم بالدفع الإلكتروني، إلا أن بعض المعاملات الحكومية تجد صعوبة في إجرائها "أحيانًا الموقع يكون به خلل، وأحيانًا هنالك صعوبة في التقديم وإجراء المعاملة، ومركز الاستفسارات يأخذ وقتًا أطول للإجابة عن أي استفسار وهذا يضيع الكثير من الوقت إن كنا في حاجة ماسة للقيام بخدمة إلكترونية لم نعد نستطيع القيام بها يدويًا أو ورقيًا"


لم يعد أمر الرقمنة مقتصرًا على بعض الأمور في المعاملات الحكومية وغيرها، وبات التطور المذهل في التكنولوجيا يقلق المجتمعات في كثير من الأحيان، ففي تصريح للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش قال إن "أجراس الإنذار بشأن أحدث أشكال الذكاء الاصطناعي - الذكاء الاصطناعي التوليدي - تصم الآذان الآن"

وشدد في كلمته التي نشرت عبر "تويتر" على أن "العلماء والخبراء دعوا للتحرك، وأعلنوا أن الذكاء الاصطناعي تهديد وجودي للبشرية، لا يقل عن الحرب النووية".

وأكد أن "التكنولوجيا الجديدة تتحرك بسرعة هائلة، وكذلك التهديدات التي تأتي معها".