بعدما أعلنت منظمة السياحة العالمية الأردن مقصدا إقليميا للسياحة العلاجية والاستشفائية في الشرق الأوسط، أكد خبراء أن هذا الإعلان سيعزز مكانة المملكة في القطاع السياحي والطبي.
وجاء هذا الإعلان الخميس الماضي خلال اجتماع أعمال مؤتمر السياحة العلاجية والاستشفائية في منطقة البحر الميت.
وقال رئيس جمعية المستشفيات الخاصة د. فوزي الحموري لـ "الغد": "هذا الإنجاز الكبير الذي حققه الأردن يعتبر تتويجا لما حققه القطاع الطبي الأردني من نجاحات".
وأكد الحموري أن هذا الإنجاز جاء نتيجة عمل مشترك وجهود كبيرة من قبل وزارة السياحة والآثار وجمعية المستشفيات الخاصة، لاسيما وأن هذه المنظمة تعتبر المظلة الدولية للسياحة وهي إحدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة وتضم في عضويتها 160 دولة.
وأشار إلى أن هذا الإعلان يعتبر الأول من نوعه في تاريخ المنظمة.
وبين الحموري أن هذا الإعلان له أثر إيجابي في تعزيز سمعة الأردن وتنافسيته وقدرته على الترويج، لافتا إلى النجاحات التي تم تحقيقها إذ حصلت جمعية المستشفيات الخاصة على جائزة أفضل مقصد للسياحة العلاجية في عام 2014 وتبعها انتخاب الأردن لرئاسة المجلس العالمي للسياحة العلاجية.
ورجّح الحموري زيادة أعداد الوافدين الى المملكة بهدف العلاج والاستشفاء بما ينعكس على زيادة الإيرادات وزيادة الاستثمارات، وفرص العمل.
وأضاف أن هذا الإعلان أيضاً يتماشى مع أهداف الرؤية الملكية للتحديث الاقتصادي بأن يكون الأردن وجهة عالمية.
وشدد الحموري على أهمية وضرورة الحفاظ على جودة الخدمات المقدمة للمرضى من التوسع في حصول مؤسسات الرعاية الصحية على شهادات الاعتمادية وتطبيق معايير الجودة وتفعيل برامج التطوير المهني المستمر للكوادر الصحية، وتفعيل قانون المسؤولية الصحية ولجانه المختلفة، والالتزام بالأسعار المعتمدة من قبل مقدمي الخدمات الصحية والخدمات المساندة بحيث تتحمل جميع الجهات ذات العلاقة مسؤولياتها في ضمان رحلة المريض ومرافقيه إلى المملكة على أكمل وجه ويعود إلى بلده بانطباع إيجابي ويصبح سفيرا للأردن بين أهله وأصدقائه.
وأشار الحموري إلى أهمية تعزيز التشاركية والتنسيق بين جميع القطاعات المعنية لتسويق الأردن كوجهة للعلاج والاستشفاء، ولا بد من تسهيل الوصول إلى المملكة من خلال توفير رحلات طيران مباشرة بين الأردن والدول المستهدفة وتسهيل إجراءات دخول المملكة لبعض الجنسيات التي تحتاج رعاياها الى موافقات مسبقة بالإضافة الى أننا نعمل حالياً على تسويق حزم متكاملة لخدمات السياحة العلاجية Door to door.
وأكد مدير عام هيئة تنشيط السياحة د.عبد الرزاق عربيات أهمية إعلان منظمة السياحة العالمية الأردن كمقصد ومركز للسياحة العلاجية والاستشفائية في الشرق الأوسط.
وقال عربيات إن "هذا الإعلان سيكون محط أنظار المستثمرين خاصة في منطقة البحر الميت وحمامات ماعين".
وطالب عربيات فتح باب التسهيلات للمستثمرين وسرعة الإجراءات لتحقيق الجذب الاستثماري إلى الأردن وتوسيع قاعدة الاستثمار في القطاع السياحي والطبي وتوزيعه بالشكل الصحيح وبالتالي تعزيز الاقتصاد الوطني وتنشيطه بشكل ملحوظ ما سينعكس على زيادة حجم الناتج المحلي الإجمالي.
وأضاف "الإعلان الذي حصل عليه الأردن سيكون محط اهتمام إضافي لهيئة تنشيط السياحة عبر تكثيف مهامها التي تسعى دائما إلى زيادة أعداد السياح بشكل عام من مختلف دول العالم وستعزز دورها في جذب سياح العلاج والاستشفاء "مؤكدا دور الهيئة في التسويق والترويج من خلال وحدتها المتخصصة في السياحة العلاجية والاستشفائية والتي ستضاعف وتكثف حملاتها الترويجية بهدف زيادة أعداد السياح إلى المملكة.
وأكد عربيات ميزة الأردن سياحيا واحتوائها على منتجعات طبيعية طبية مثل البحر الميت وحمامات ماعين التي ستعزز الهيئة حملاتها الترويجية لتلك المواقع وغيرها من المواقع الأخرى المنتشرة بمختلف مناطق المملكة.
وأضاف "الهيئة ستقوم على توسيع حملاتها الترويجية والتسويقية خلال الفترة المقبلة عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي إضافة إلى العمل على زيادة خطتها التسويقية من خلال إطلاق موقع إلكتروني متخصص في السياحة العلاجية والاستشفائية يضم برامج علاجية كاملة".
وأشار إلى أن اختيار الأردن كمقصد للسياحة يضع الأردن على خريطة السياحة العالمية ويعزز مكانتها سياحيا وطبيا ويحقق مكسبا إضافيا للسياحة العلاجية والاستشفائية.
وطالب عربيات بتسهيل دخول الجنسيات المقيدة وسرعة إعطائهم التأشيرة إضافة إلى معاملتهم معاملة خاصة لجذب أكبر عدد ممكن من السياح.
كما طالب بزيادة أعداد رحلات الطيران ليتمكنوا من القدوم الى المملكة بهدف العلاج والاستشفاء.
وقال عضو مجلس جمعية وكلاء السياحة والسفر محمود الخصاونة: "اعتماد الأردن كمقصد للسياحة العلاجية والاستشفائية مؤشر إيجابي على سمعة الأردن سياحيا وطبيا".
وأكد الخصاونة أهمية المحافظة على هذه السمعة وتحسينها وتطويرها من خلال العمل المشترك بين القطاع الحكومي والخاص لتقديم أفضل الخدمات الممكنة لزائر الأردن.
وأضاف "بعد الإعلان الذي حصل عليه الأردن يجب العمل على تحسين البنية التحتية والترويج والتسويق للأردن لزيادة أعداد السياح وتوفير كامل الخدمات السياحية والصحية بشكل يليق بهذا الاعتماد العالمي الذي يرفع من سمعة الأردن على المستوى العالمي".
وطالب الخصاونة الجهات المعنية بتقديم أفضل الخدمات وبشكل سريع للقطاع السياحي والطبي والمتضمن تخفيض الرسوم والضرائب وفواتير الطاقة ليستطيع الحفاظ على هذا الإنجاز الوطني المتميز والذي يعزز مكانة الأردن بمختلف الأصعدة.
وأكد رئيس الجمعية الأردنية للسياحة الوافدة عوني قعوار أهمية هذا الإنجاز الذي سيزيد من أعداد سياح الأردن خلال الفترة المقبلة.
وقال قعوار "اعتماد منظمة السياحة العالمية للأردن مقصدا ومركزا للسياحة العلاجية والاستشفائية يجب استثمارها بالشكل الصحيح من خلال تحسين الخدمات السياحية والطبية وحتى تحافظ المملكة على سمعتها المتميزة بالقطاع السياحي والطبي".
وأشار إلى أهمية تفعيل مبدأ التشاركية بين الجهات المعنية العامة والخاصة لتطوير المنتج السياحي والطبي ليحقق المكاسب الاقتصادية المرجوة وليجذب الاستثمارات السياحية والطبية إلى الأردن ويوسع قاعدتها الموجودة.
وبين قعوار أن هيئة تنشيط السياحة سيكون عليها العمل بكثافة لتعزيز وتوصيل حملاتها الترويجية الى مختلف دول العالم لاستقطاب الأعداد السياحية إلى الأردن.
وكان قال وزير السياحة والآثار مكرم القيسي خلال المؤتمر إن "الميزات التي أسهمت في نجاح الأردن مقصدا إقليميا للسياحة العلاجية الاستشفائية أبرزها توفر الكوادر المؤهلة تأهيلا عاليا في تخصصات الطب والتمريض والصيدلة" لافتا إلى أن عدد الأطباء وصل إلى ما يقرب من 30 ألف طبيب ممن يتمتعون بتعليم أكاديمي وتدريب مميز من أفضل الجامعات والمستشفيات والمراكز العالمية.
وأكد خلال المؤتمر أن المملكة تتمتع بنسبة أطباء إلى عدد السكان هي من أعلى المعدلات في العالم إذ بلغت حوالي26.6 طبيب لكل 10 آلاف نسمة في عام 2021، وهذا يفوق المتوسط العالمي البالغ 17.2 طبيب لكل 10 آلاف نسمة.
وأضاف "الأمر نفسه ينطبق على الكادر التمريضي، حيث بلغ عدد الممرضات والممرضين حوالي 35.2 لكل 10 آلاف نسمة في الأردن في العام ذاته، وهذا أعلى من المتوسط العالمي البالغ 28.7 لكل 10 آلاف نسمة".
الغد