بعد غياب موسمين .. الحصاد يعود للحقول مع آمال تعويض الخسائر بالكرك

mainThumb

22-05-2023 01:30 PM

printIcon

أيام قليلة، ويبدأ مزارعو الكرك بحصاد محاصيل القمح والشعير، التي غابت عن حقول المحافظة في الموسمين الماضيين، بعد ان ضرب الجفاف بسبب قلة الامطار معظم المزروعات وتركها لتجف قبل ان تنمو.

العودة هذا الموسم، ترافقها آمال بتعويض الخسائر التي لحقت بالمزارعين سابقا نتيجة تكاليف زراعة آلاف الدونمات دون الوصول لمرحلة الحصاد، فيما التوقعات تشير الى غلة حصاد قد توفر 5 آلاف طن من القمح والشعير.


وسجلت محافظة الكرك والمحافظات الجنوبية تراجعاً كبيراً في إنتاج المحاصيل الحقلية من القمح والشعير، إذ لم يتجاوز إنتاج الموسم الماضي عشرات الأطنان فقط، كما بلغت بموسم 2021 ألف طن، منها 800 طناً شعير، وحوالي 200 طناً من القمح.


ويستعد مركز استلام المحاصيل الحقلية لإقليم الجنوب في بلدة الربة بمحافظة الكرك لاستقبال المحاصيل من القمح والشعير، بعد أن توقف العام الماضي للمرة الأولى منذ افتتاحة قبل 40 عاماً بسبب تدني الإنتاج في موسم ألحق الخسائر بالمزارعين.


وكان مجلس الوزراء، قرر الأحد الماضي فتح مراكز استلام المحاصيل الحقلية في محافظات الشمال والوسط والجنوب والبدء بشراء محصولي القمح والشعير من المزارعين للموسم الزراعي الحالي.

 

الغد



وقرّر المجلس اعتماد أسعار الشراء للقمح والشعير بواقع 500 دينار لطن قمح البذار و420 دينارا لقمح المواني، واعتماد سعر شعير البذار بواقع 420 دينارا للطن و370 دينارا لطن الشعير المواني.



ووافق المجلس على بيع البذار المحسَّن من القمح والشعير بسعر الشراء، على أن تتحمل الخزينة كلفة عملية الغربلة والتعقيم البالغة 75 دينارا للطن للكميات المتوقع بيعها للمزارعين الموسم المقبل.



وجاء القرار وفقا لبيان صدر عن المجلس استمرارا لسياسة الحكومة في دعم المزارعين وتشجيعهم على زيادة المساحات المزروعة بالقمح والشعير لما لها من أهمية استراتيجية وخصوصا في ظل الظروف الحالية.



ويقدر مزارعون ومسؤولون بالكرك بأن تصل كميات المحاصيل الحقلية من القمح والشعير الذي سيتم توريده إلى مركز الاستلام هذا الموسم بحوالي 5 آلاف طن من القمح والشعير، اضافة إلى تلك الكميات التي يقوم المزارعون بالاحتفاظ بها وتخزينها للاستهلاك أو للبذار للموسم المقبل.



ويأمل مزارعون بأن ينهي الموسم الحالي رغم قلة كميات الامطار التي تساقطت وعدم وصولها إلى المعدل السنوي، حالة الجفاف والخسائر التي رافقتها خلال العامين الماضيين وتعرض فيها المزارعون لخسائر تقدر بحوالي 10 ملايين دينار نتجت عن كلفة البذار وحراثة الأرض والسماد والمبيدات الحشرية، ناهيك عن تعرض العديد من الحقول لآفة دودة الزرع التي أتت على مساحات واسعة من الحقول، فيما تزداد آثار الخسائر إذا ما أخذ بعين الاعتبار ان غالبية المزارعين يعتمدون اعتمادا مباشرا على الزراعة كمصدر دخل رئيس.



ووفق مدير صناعة وتجارة الكرك محمد الصعوب، فإن الموسم الحالي يشهد عودة افتتاح مركز إستلام المحاصيل الحقلية، الذي أغلق الموسم الماضي بسبب ندرة وضعف الإنتاج، ما جعل افتتاح المركز أمرا غير مجد، مشيرا الى أن الوزارة افتتحت هذا الموسم المركز مجدداً لاستقبال المحاصيل من المزارعين على ضوء تحسن الموسم الزراعي بشكل أفضل من العامين الماضيين.



واعتبر الصعوب أن الموسم الحالي جيد، مقدرا بأن يصل معدل الإنتاج لدى المزارعين وفق قراءات الحقول إلى حوالي 5 آلاف طنا من القمح والشعير، إضافة إلى كميات أخرى يتم الاحتفاظ بها من قبل المزارعين كبذار للموسم المقبل أو للاستهلاك المنزلي وخصوصا القمح.



ولفت إلى أن سعر شراء المحاصيل الحقلية من القمح والشعير جيد وخصوصا وانه تم رفع السعر خلال العامين الماضيين حرصا على دعم المزارعين بهدف التشجيع على زراعة القمح والشعير، مؤكدا أن هناك اهتماما بزراعة محصول الشعير لتوفير كميات من اعلاف المواشي التي تزداد اعدادها خلال موسم الحصاد بالكرك.



وقال المزارع عاطر العمارين من لواء القصر، إن الموسم الحالي جيداً قياسا مع الموسمين الماضيين، إذ إن زراعة المحاصيل الحقلية وعلى مدى موسمين تعرضت لضربة قاسية وتسببت بخسائر مالية كبيرة للمزارعين، وهم يأملون بأن يوقف الموسم الحالي حالة التدهور في قطاع زراعة الحبوب بالكرك.



وبين أن جميع المزارعين لم يحصلوا على أي مردود من زراعة الحبوب خلال الموسم الماضي بسبب حالة الجفاف التي شهدتها المنطقة، موضحا أن العام الماضي شهد ولأول مرة عدم تسليم حبة قمح لمركز استلام الحبوب بمحافظة الكرك.



وبين المزارع احمد الضمور من سكان بلدة الغوير أن الموسم الحالي تجاوز العامين الماضيين وأصبح بمقدور المزارعين حصاد غالبية الحقول التي تمت زراعتها باستثناء مناطق محدودة يمكن رعيها لعدم جدوى حصادها وهي بذلك توفر على المربين جزء من كلفة شراء الأعلاف لمواشيهم.



وتوقع أن يتم توريد كميات جيدة من المحاصيل الحقلية لمركز الاستلام هذا الموسم، لافتا إلى أن أسعار شراء المحاصيل جيدة أيضاً، ويمكن أن توفر مردوداً جيداً للمزارعين وتعوضهم عن الخسائر التي لحقت بهم خلال موسمين ماضيين.



وتقدر مساحة الأراضي التي تزرع سنويا في المحافظة بمحاصيل حقلية، بـ210 آلاف دونم، يزرع منها 90 ألف بمحصول القمح و120 ألف بالشعير تزيد أحيانا في المواسم المطرية الجيدة لتصل إلى مساحة تقدر بحوالي 300 ألف دونم.