فاطمة الزهراء - بأنامل ناعمة تقوم الكثير من النساء بمشاريع منزلية الصنع تختلف مجالاتها ما بين الطرز والنسج والطبخ وصنع القطع الفنية التي لن تجد مثيلًا لها، فتلك النسوة يبذلن جهدهن ليخرجن بمنتجات مميزة تختلف عن البضاعة التجارية التي تغزو الأسواق، كما تتفرد بمميزات وحُسنٍ بديع قلّما يقدِّرهُ المجتمع.
تقول غادة أبو قطام أنها منذ زمن تحب الطرز وتستمتع بصناعة القطع واللوحات المطروزة وقد حاولت استثمار ذلك بتحويل هذه الهواية إلى مصدر رزق لها، فلطالما حاولت المشاركة في "البازارات الشعبية" والتي تقام في منطقتها أحيانًا إلا أنها لا تفلح غالبًا في تحقيق ربح من ذلك، "القطع واللوحات يستغرق صنعها وقتًا طويلًا فهي تحتاج لإتقان وجهد كبيرين، بينما عند عرضها يبخِّس الناس في سعرها في المناطق الشعبية وهذا يحزنني، فالسهر والتعب لأجل لوحة تحمل قصة وعملًا متقنا أكبر بكثير من القيمة التي تُعرض لشرائها"
وقالت اسمهان أحمد أنها افتتحت مشروعًا منزليًا لبعض الأكلات والحلويات البيتية، وتحرص على ان تكون منتجاتها بأسعار مناسبة وجودة عالية، إلا أنها اشتكت من قلة الفرص وعدم الإقبال من المجتمع المحلي.
وطالبت بوجود معارض دائمة تدعم جهود النساء في حرفهن أو صناعاتهن اليدوية.
من جانبها اشتكت فرح أبو سعد أنها تقوم بصناعة لوحات من الفسيفساء الجميلة والمتقنة وحاولت المشاركة في عدد من البازارات إلا أنها وجدت "تقليلًا من جهودها" من قبل الزبائن وزوار البازارات، لافتةً إلى أن العمل في الفسيفساء يحتاج جهدًا وصبرًا كبيرين وليس مناسبًا أن تباع بثمن بخس بأقل من سعرها المستحق.
وأضافت ليس هناك بازات أو معارض ترعى مثل هذه الامور وتهتم بمثل هذه الصناعات نستطيع المشاركة فيها وعرض منتجاتنا.
وأوضحت فتحية السيد أنها جربت ترويج وبيع المنتجات التي تصنعها من (عطور وبعض المرطبات للجسم من مواد طبيعية) إلا أنها لم تلقَ رواجًا في مجتمعها بشكل كبير وحاولت المشاكة في المعارض والبازارات في بعض الأحيان إلا أنها كانت تبيع بربح قليل ولا تستفيد بالشكل المطلوب.
وفي سياق متصل قالت ليلى عبد المحسن أنها تقوم بصناعة "المخللات" وبعض الأكلات الشعبية، وتحاول تسويقها في الحارة وبين الجيران إلا أنها لا تستفيد بقدر المعارض والبازارات التي تقدم لها الدعم في كثير من الأحيان وتساعدها إضافةً إلى بيع المنتجات في تكوين شبكة من العلاقات التي تستفيد منها في التسويق، "وهذا أمر نفتقده منذ قبل فترة كورنا التي توقفت فيها البازارات والمعارض".
وطالبت بتسليط الضوء على هذه المشاريع ورعايتها فهي المصدر الأساسي للكثير من العائلات للعيش منها