يبقى التوجه نحو “سياحة المسارات” محط اهتمام كثير من الدول، الأمر الذي يدعم التوجه لهذا المجال في الأردن، بحسب خبراء يعتبرون أن هذا النوع من السياحة أصبح توجها عالميا لا بد من استثماره.
ويؤكد سياحيون أهمية مساهمة المسارات السياحية في ارتفاع زوار المملكة وتنشيط السياحة الداخلية، فيما يشيرون إلى أن المسارات السياحية تعزز مكانة المملكة على خريطة السياحة العالمية من خلال مشاركة مختلف الجنسيات المحلية والعربية، إضافة الى الأجنبية.
ويجمع الخبراء على أن المسارات السياحية نوع مطلوب عالميا، والمملكة تضم مسارات سياحية تاريخية ودينية، إضافة الى مسارات طبيعية.
وقالت وزيرة السياحة والآثار السابقة مها الخطيب “سياحة المسارات تخدم السياح بالكامل؛ إذ لديهم شغف لتلك السياحة”.
وأكدت الخطيب أن سياحة المسارات ارتفعت بشكل كبير وملحوظ عالميا وأصبحت مطلبا سياحيا مهما.
وأشارت الى أهمية سياحة المسارات في زيادة أعداد السياح وتنشيط السياحة الداخلية؛ إذ كان هنالك حرص منذ العام 2008 على العمل والتسويق لكل العوامل، خاصة تجربة السائح لممارسة هذه السياحة التي أثبتت نجاحها، وأهميتها في جذب السائح الأجنبي والعربي والمحلي.
وأضافت “يجب العمل على الوعي بالتنوع السياحي، خاصة البيئي، الذي يتميز به الأردن بشكل كبير ويصب في مساراته السياحية”.
وأكدت الخطيب أن السائح يبحث عن هذا النوع من السياحة، وهي تعد سياحة خضراء لها روادها من مختلف دول العالم ويجب استهدافهم لجذبهم لتجربتها في المملكة، لذا يجب توفير الخدمات السياحية والمرافق، إضافة الى تدريب المجتمعات المحلية على استقبال هؤلاء السياح وكيفية التعامل معهم.
وبينت أن ميزة المسارات السياحية تكمن بديمومتها، وأنها سياحة لا تعد موسمية، خاصة في الأردن، نظرا للبيئة التي تتمتع بها المملكة ومناخها المعتدل بمختلف فصول السنة، وهذا عامل مهم في هذه السياحة التي يجب استثمارها لزيادة أعداد زوار المملكة.
وقال منسق السياحة في رؤية التحديث الاقتصادي د. فارس البريزات “إن سياحة المسارات مهمة في زيادة أعداد سياح المملكة، وتنشط الحركة السياحية الداخلية”.
وأكد البريزات أن سياحة المسارات تعد إضافة نوعية زادت من التنوع السياحي في المملكة، مثل درب الأردن الذي أصبح على مستوى عالمي من خلال تجارب المشي التي ينظمها، وأصبحت هدفا أمام السياح المحليين والأجانب.
وأوضح البريزات أن سياحة المسارات أصبحت مصدر دخل للمواطنين القاطنين على مسار الرحلة وفتحوا مشاريع سياحية على جوانب المسارات، مثل النزل الفندقية والمطاعم التي تقدم المأكولات الشعبية وغيرها من المشاريع التي تزيد من مصادر دخلهم.
وقال عضو مجلس إدارة جمعية وكلاء السياحة والسفر محمود الخصاونة “إن مساهمة المسارات السياحية في زيادة أعداد السياح وتنشيط السياحة الداخلية مباشرة ومؤثرة”.
وأكد الخصاونة أن جمعية وكلاء السياحة والسفر، تؤكد أهمية تعزيز مكانة سياحة المسارات والترويج لها والتسويق على الصعيدين الداخلي والخارجي، ضمن برامج وخطة تسويقية مستقلة في هذا النوع من السياحة الذي تشتهر المملكة به وتتميز بوجود مسارات سياحية وتاريخية فيها يجب استغلالها واستثمارها.
وطالب الخصاونة بتحسين وتطوير البنية التحتية في مسار المسارات السياحية وتوفير مختلف الخدمات السياحية بأفضل الوسائل المتاحة، إضافة الى تأمين اللوحات الإرشادية على طرق المسارات السياحية كافة وتدريب وتأهيل المجتمعات السياحية في التعامل مع سياح المسارات السياحية التي ستنعكس إيجابيا على تحسين مستويات دخلهم وزيادتها.
كما طالب الخصاونة، الجهات المعنية، بالعمل على إعادة وضع خطط سياحية ترسم من خلالها خطوطا سياحية جاذبة للسياحة الداخلية والخارجية؛ إذ تغيب سياحة المسارات عن برامج السياح المحليين لعدم الترويج والتسويق المحلي لهذا النوع من السياحة، لذا يجب الاهتمام السياحي الداخلي بها ووضعها على خريطة الترويج السياحي الداخلي.
واتفق مدير مكتب سياحة وسفر خالد أبو زيد، مع سابقيه في الرأي، حول مساهمة سياحة المسارات في زيادة أعداد السياح وتنشيط السياحة الداخلية.
وقال أبو زيد “المسارات السياحية أصبحت غاية نسبة كثيرة من السياح الأجانب الباحثين عن اكتشاف البيئة والطبيعة، وهذا ما تتميز به المملكة”.
وأكد أن كلا من السائح العربي والأجنبي يبحث عن تجربة سياحة جديدة مثل الأكلات الشعبية والنوم في الطبيعة والسير بين الجبال والوديان بعيدا عن الفنادق والمنتجعات.
وأشار أبو زيد الى أن سياحة المسارات أصبحت ضمن أعلى مستوى من الحرفية واتخاذ تدابير السلامة العامة كافة، إذ يرافق المشاركين، منذ بداية المسير وحتى نهايته، فريق عمل مرخص ومتخصص لهذه السياحة، وحاصل على الدورات كافة المتعلقة بالإسعافات الأولية والسلامة العامة، إضافة الى التنسيق مع الجهات الحكومية المختلفة، مثل الدفاع المدني والشرطة السياحية والجيش العربي وغيرها من المؤسسات والدوائر.
وأوضح أن المسار يهدف لزيادة فائدة المسارات السياحية؛ إذ قامت المجتمعات المحلية بعمل مشاريع سياحية اقتصادية أصبحت مصادر دخلهم.
وارتفع عدد زوار المملكة إلى مستويات غير مسبوقة مقارنة مع الفترة نفسها من الأعوام الماضية، بعد أن بلغ في الربع الأول من العام الحالي نحو 1.476.599 مليون زائر، محققا ارتفاعا بنسبة 90.7 % مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي التي بلغ فيها عدد الزوار 774.111 ألف زائر.
وبلغ عدد الزوار القادمين للمملكة في الربع الأول من العام 2019 الذي يعد “العام الذهبي” للسياحة 1.146.790 مليون زائر، وعدد سياح المبيت 966.483 سائحا.
وأظهرت النشرة الشهرية الصادرة عن وزارة السياحة والآثار، ارتفاعا في أعداد سياح المبيت خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 80.9 % مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، إذ وصل عددهم إلى 1.204.458 سائحا، مقارنة مع نحو 665.779 سائحا للعام 2022.