عبدالكريم توفيق -أصبح التسوق "أونلاين" الوسيلة الأكثر شيوعًا التي يلجأ إليها مستخدموا الانترنت لتلبية حاجاتهم وشراء أغراضهم، وهذا يعود لأسباب مختلفة تكمن في توفير الوقت والجهد، وتوفير المال، والاستغناء عن مزاحمة الأسواق المحلية.

وتباينت وجهات النظر بشأن شراء السلع والمنتجات من منصات البيع الإلكتروني "اونلاين" بين مؤيد ومعارض فيما يتعلق بالإيجابيات والسلبيات لهذا النوع من التسوق الذي لقي رواجا كبيرا في السنوات الماضية لدى نسبة كبيرة من المستهلكين.

"أخبار اليوم" تابعت الموضوع ورصدت عددا من تجارب المستهلكين الإيجابية والسلبية من خلال ممارستهم لعملية التسوق الإلكتروني، حيث يرى البعض أن تلك المنصات وفرت لهم المنتجات والسلع التي يرغبون بشرائها بأسعار معتدلة وبجودة بحسب رأيهم تعتمد على الأسعار.

في حين يرى آخرون أن بعض منصات البيع الإلكترونية تمارس الغش والتدليس على المستهلكين ، حيث يقوم المستهلك بطلب سلعة ما بمواصفات معينة ولكنه عند استلامها يتفاجأ أنها غير مطابقة للشروط التي اشترى على أساسها السلعة.

وقال المواطن (ع م) أنه قام بطلب شراء "جاكيت" عبر أحدى منصات البيع الالكتروني المختصة بالألبسة من خارج المملكة، وانه تفاجأ بعد وصول المنتج عدم مطابقته للمواصفات المكتوبة في الإعلان على الموقع.

شخص آخر قام بشراء "حذاء" من أحد مواقع البيع الالكترونية، وتفاجأ كذلك أن مقاسه غير مطابق للقياس الذي اختاره ولم يتمكن من تبديله نظرا لصعوبة اجراءات الشكاوى لا سيما في المواقع من خارج البلاد.

المواطن يتحمل خسائر عدم مطابقة الطرود البريدية للمواصفات
بدوره قال عضو مجلس إدارة غرفة تجارة عمّان، أسعد القواسمي أن العديد من المواطنين يقعون ضحايا للشراء عبر منصات البيع الالكترونية "الطرود البريدية" لعدم مطابقة معظم تلك السلع بحسب القواسمي للمواصفات والمقاييس، إضافة لعدم خضوعها للرقابة والرسوم والضرائب.

لا يوجد أي مسؤولية أو تدقيق على الطرود البريدية

وبين القواسمي لـ "أخبار اليوم"، الأثنين ، أنه لا يوجد أدنى مسؤولية أو تدقيق على الطرود البريدية التي يتحمل المواطن خسائرها في كثير من الاحيان بسبب عدم مطابقتها للجودة والمواصفات والمقاييس.

وقال أنه في حال الشراء من المنصات المحلية المتواجدة داخل المملكة والتابع لمحالّ مرخصة، فانه في حال قام أحد المواطنين بطلب أي سلعة إلكترونيا ولم تكن مطابقة للمواصفات المطلوبة يستطيع في هذه الحالة تقديم شكوى لوزارة الصناعة والتجارة أو الجمعية الوطنية لحماية المستهلك أو مؤسسة المواصفات والمقاييس.

50 % حصة الطرود البريدية

طالب القواسمي بالعدالة في فرض الرسوم والضرائب على الطرود البريدية التي تستحوذ على 50% من مبيعات قطاع الألبسة.

ولفت إلى أن هناك زيادة كبيرة في حجم التجارة الإلكترونية خلال الفترة الماضية والتي سببت ركودا في القطاع.

تقلبات الطقس أثرت على الطلب
بين عضو مجلس إدارة غرفة تجارة عمّان أن من أهم الأسباب التي أدت إلى ثبات الأسعار خلال الفترة الماضية كثرة العروض والمنافسة التي ساهمت بدورها في الحفاظ على استقرار الأسعار، إضافة إلى أن تقلبات الطقس التي أثرت على الطلب بشكل ملحوظ.

جائحة كورونا رفعت معدلات التسوق "اونلاين"
نمت التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل متسارع خلال السنوات الثلاث الماضية، أكثر من أي مكان آخر في العالم، مع انتقال نحو 209 ملايين مستهلك للتسوق عبر الإنترنت في ذروة الوباء.

الآن، أصبحت عمليات الإغلاق بسبب كوفيد خلفنا، لكن عدد متسوقي التجارة الإلكترونية في المنطقة استمر في النمو.

وتوقعت دراسات أن يصل حجم سوق التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى 100 مليار دولار العام الحالي 2023.

وقدر الخبراء أن حجم سوق خاصية "الشراء الآن والدفع لاحقاً" في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تجاوز 7 مليارات دولار في 2021، ومن المتوقع أن يصل إلى نحو 89 مليار دولار في 2030.

عددًا كبيرًا من الشباب الذين يقضون ساعات طويلة على وسائل التواصل الاجتماعي، ما ساهم في ظهور ما يسمى التجارة الاجتماعية أو social commerce، أي التسوق عبر قنوات التواصل الاجتماعي.

ففي السعودية، سناب شات هو الأكثر شهرة، وفي الإمارات، WhatsApp وFacebook Messenger، وفي أجزاء أخرى من المنطقة Facebook وInstagram وTikTok وYoutube، حيث يتصفح المتسوقون بحثًا عن السلع والخدمات ويتشاركون النصائح والتوصيات من المؤثرين والأصدقاء، ويعد الشباب في الأردن ومصر من أكثر المتسوقين عبر هذه القنوات.