وصف وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات العام الحالي 2023 بانه عام التصنيع الغذائي المعتمد على الصناعات الزراعية لتحقيق الامن الغذائي الذي يعد متطلبا مسبقا للامن الوطني، مشيرا إلى أن العمل قائم حاليا لانشاء مصنعين للصناعات الغذائية الزراعية في منطقة الأغوار الجنوبية في الكرك بكلفة (3) ملايين و(200)الف دينار وبنسب إنجاز متقدمة وصلت في أحدهما إلى (70)% والاخر إلى (35%)، وذلك انفاذ للتوجهات الملكية السامية التي كانت سباقة في تسليط الضؤ ومنح اولوية متقدمة للامن الغذائي على كافة المستويات الوطنية والاقليمة والدولية لابعاده الاقتصادية والانسانية والبيئة.
وقال الحنيفات الذي افتتح مندوبا عن رئيس الوزراء مؤتمر الكرك الزراعي الخامس بعنوان "القطاع الزراعي والأمن الغذائي في محافظة الكرك" والذي نظمته بلدية الكرك الكبرى بالتعاون مع كلية الزراعة بجامعة مؤتة ومؤسسات المجتمع المدني في المحافظة والذي انطلق اليوم بحضور فعاليات رسمية وشعبية وعدد من نواب المحافظة أن الأردن يواجه كما بقية دول العالم تحديات عالمية غير مسبوقة اثرت على الامن الغذائي تتصل بالتغيرات الجيوسياسية الاقليمية والمناخية والازدياد السكاني الناجم عن موجات اللجوء المتتالية وارتفاع الطلب على الغذاء وشح المياه هذا بالاضافة إلى الازمات العالمية وخاصة ازمة كورونا وتداعياتها التي أثرت على كافة القطاعات الاقتصادية وسلاسل الامداد والتوريد وما تبعها من الأزمة الروسية الأوكرانية التي كان لها أيضا تبعات أثرت على الإمدادات وتسببت في ارتفاع أسعار النفط ومعدلات التضخم وأدت إلى ارتفاع اسعار مدخلات الانتاج والخدمات المرتبطة بالطاقة والشحن بكافة اشكالة.
التركيز على الصناعات الزراعية
وأوضح الحنفيات أن الوزارة وانطلاقا من رؤى جلالة الملك عبد الله الثاني وتوجيهاته التي حددت مرتكزات الامن الغذائي في الأردن لجعله مركزا للامن الغذائي بالتركيز على الصناعات الزراعية وإنتاج المحاصيل الاستراتيجية وزيادة مشاركة القطاع الخاص في الاستثمار الزراعي وخلق فرص العمل للتخفيف من حدة البطالة قامت باطلاق الخطة الوطنية للزراعة المستدامة (2022- 2025) والاستراتيجية الوطنية للامن الغذائي (2021- 2030)وخطتها التنفيذية للاعوام (2022-2024).
وأشار إلى أنه تم في إطار الاستراتيجيات المشار إليها إعادة النظر في السياسات المتعلقة بالامن الغذائي وايجاد مظلة وطنية تعنى به لضمان توافر الغذاء واستمراريته واستقرارة اثناء الازمات من خلال تطوير بيئة الاعمال في القطاع الزراعي وتعزيز كفاءة استغلال مياة الري وتشجيع استخدام التكنولوجيا الزراعية الحديثة وتعزيز تنافسية المنتجات الزراعية الأردنية وتعزيز الصادرات وتنمية واستدامة القطاع الحرجي والنظام البيئي.
التوسع الافقي في الزراعة
كما تم بحسب الوزير التركيز على التوسع الافقي في الزراعة من خلال طرح إعلان تأجير اراضي الخزينة في حوضي السرحان والحماد ضمن مشاريع المحاصيل الاستراتيجية ومحاصيل العجز والمشاريع الزراعية والصناعية المعتمدة على التكنولوجيا بايدي عمالة محلية، هذا بالاضافة إلى التوسع العمودي في الزراعة من خلال توفير مخصصات من قبل مؤسسة الأقراض الزراعي لتمويل مشاريع تعتمد المكننة الحديثة في الزراعه مع العمل على تطوير منظومة الإرشاد الزراعي وتقديم الخمات الإرشادية الكترونيا وتعزيز عمل الجمعيات التعاونية وانشاء نماذج أعمال ريادية لاستخدام التكنولوجيا الزراعية كما في مناطقتي سد التنور وسد الموجب.
وأشار الحنيفات إلى ما توليه الوزارة من اهتمام للمحافظة على أمن الغذاء من خلال تطوير المختبرات النباتية والحيوانية وانشاء انظمة تتبع للمنتجات الزراعية الاردنية وتطوير الخدمات البيطرية باقامة مستشفيات بيطرية في وسط وجنوب المملكة وتقليل الفاقد في المنتجات الزراعية من خلال التوسع في تمويل المخازن المبردة ومحطات التعبئة والتدريج، إضافة لايجاد منافذ تسويقة لمنتجات المرأة والمشاريع الريفية وتشجيع القطاع النسائي والشباب العاطلين عن العمل في مناطق الريف والبادية باقامة مشاريع إنتاجية بقروض بدون فائدة.
مشاريع الحصاد المائي
وأشار الحنيفات إلى التوسع في مشاريع الحصاد المائي سواء في مجال السدود والحفائر الترابية في البادية او ابار جمع مياة الامطار في مختلف محافظات المملكة وقال هذا الامر يقف على سلم أولويات الوزارة، لافتا إلى تنفيذ (14)حفيرة وسد للحصاد المائي في الكرك العام الماضي، إضافة إلى انشاء(400) بئر تجمعية فيما سيتم خلال العام الحالي انشاء (1000) بئر اخرى بالتعاون مع مجلس المحافظة ومنظمة الفاو وطلبا الوزير من خلال المؤتمر تحديد المواقع القابلة للحصاد المائي في المحافظة لدراستها وتنفيذها لاحقا.
رئيس بلدية الكرك الكبرى
وقال رئيس اللجنة العليا للمؤتمر رئيس بلدية الكرك الكبرى المهندس محمد المعايطة ان المؤتمر بنسخته الخامسه يشكل حالة لعمل مؤسسي وتعاون مشترك بين البلدية وجامعة مؤته ونقابة المهندسين الزراعيين ونقابة الاطباء البيطريين واتحاد المزارعين ومديرية زراعة المحافظة ومختلف الجهات المعنية بالشان الزراعي للتاشير على تحديات القطاع الزراعي في المحافظة واليات تطويره ومعالجة مشكلاته،مشيرا إلى ان البلدية تطمح لمزيد من الشراكة ضمن هذا المنوذج الناجح مع قطاعات العمل والانتاج الاخرى خاصة بعد تشكيل المجلس الاستشاري في البلدية والذي يضم لجانا قطاعية متخصصة تسعى إلى بحث هموم المحافظة وايجاد حلول ناجعة لها بما ينعكس ايجابا على اقتصاديات المحافظة ومعيشة مواطنيها.
وطلب المعايطة من الوزير الايعاز بتشكيل لجنة لدراسة انشاء مشروع تطوير سيل الكرك بعناصره المختلفة باقامة سدي الحبيس والشهابية لما لهذا المشروع من فائدة تعود بالنفع على الامن الغذائي والمائي في المحافظة وتطوير منطقة وادي الكرك زراعيا وبيئيا وسياحيا واعادة التنوع الحيوي لها.
منظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة "الفاو"
من جانبه أشاد ممثل منظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة "الفاو" في الأردن الدكتور نبيل عساف بتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني ودعمه لبناء الأمن الغذائي على المتسوى المحلي والعالمي وفق أطر تنظيمية وسياسات قوية، كما أشاد بدور الحكومة ووزارة الزراعة بالتزامها بمعالجة القضايا المتصلة بالزراعة والأمن الغذائي وتغير المناخ من خلال إطلاق استراتيجيات وخطط وطنية لمعالجة قضايا القطاع.
وبين عساف أن قطاع الأغذية في الاردن يدعم سبل العيش لحوالي ربع السكان وهناك حاجة ملحة لدعم استدامة الأمن الغذائي مشيرا إلى أن (14) بالمئة من الاغذية المنتجة في الاردن تفقد اوتهدر في مرحلة ما بعد الحصاد قبل أن تصل إلى مرحلة البيع بالتجزئة، فيما يتم هدر ما مجموعة (935) ألف طن سنويا من المواد الغذائية في الأردن مع العلم أن معدل الفاقد في الإنتاج الزراعي يمكن ان يصل إلى (41)% في بعض المنتجات كما في محصول البندورة و(34)% في منتجات الحبوب كالقمح.
وأشار عساف إلى إن المنظمة قامت في العام الماضي بدعم (78) مزارعا في محافظة الكرك بينهم (29) سيدة بمبلغ (4) آلاف دولار لانشاء مشاريع زراعية جديدة او دعم مشاريع قائمة لزيادة الانتاج والدخل وتحقيق الامن الغذائي وتوفير فرص عمل،كما تبنت المنظمة بعض المشاريع المنزلية الانتاجية هذا بالاضافة إلى مواصلة العمل بتنفيذ المدارس الحقلية للمزراعين.
عميد كلية الزراعة بجامعة مؤتة
من جانبه بين عميد كلية الزراعة بجامعة مؤتة الدكتور عاطف المحادين أن انعقاد المؤتمر ياتي في اطار الجهود الوطنية المبذولة لتحديد أولويات وتحديات الأمن الغذائي ووضع الأفق المستقبلية للنهوض به خاصة في ظل التغير المناخي والتحديات المائية والتسويقية مما يتطلب توطيد التعاون بين مختلف القطاعات ذات الاهتمام المشترك بالشان الزراعي وتبادل المعلومات لتنمية القطاع في محافظة الكرك التي تتميز بتنوع مناخها مما منحها ميزة نسبية بتنوع محاصيلها الزراعية إضافة إلى تميزها في مجال تربية الاغنام وتصنيع المنتجات الحيوانية مما قد يكون له دور كبير في الامن الغذاي الوطني.
وعرض رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر المهندس جميل الجعافرة ملخصا لمخرجات المؤتمرات الزراعية السابقة والتوصيات التي نتجت عنها وما تم تنفيذه من مشاريع على ارض الواقع والاخرى قيد الانتظار والاجراءات الاخرى التي تحتاج إلى تشريعات قانونية.
وقدم الدكتور رائد العطيات من كلية الزراعة دراسة تفصيلية عن واقع الزراعة في المحافظة بشقية النباتي والحيواني وحالة الامن الغذائي والحلول المقترحة للنهوض به.
وناقش المشاركون في المؤتمر عدة اوراق علمية بحثت في واقع قطاع الزراعة في المحافظة والتحديات التي تواجهه والوضع المائي واثر التغيرات المناخية على الامن الغذائي والزراعي والاتجاهات الحديثة لتطوير الزراعة واضافة منتجات جديدة تعزز الامن الغذائي وتحافظ على استدامته.
وعلى هامش المؤتمر افتتح الوزير معرض المنتجات الزراعية والسمن والجميد الكركي الذي اقيم في اطار فعالياته كما زار الوزير منطقة عين سار ومنطقة سد الحبيس ومصنع السماد العضوي والمشتل البلدي التابع للبلدية الكرك.