أخبار اليوم - على الرغم من ضراوة حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، التي تُرك خلالها الصحفي الفلسطيني 'وحيدًا في الميدان' أمام أشكال الموت والاعتقال والإصابات التي وصلت إلى حدّ البتر في الأطراف، فإن ذلك لم يمنع ظهور جيل جديد من الصحفيين الفلسطينيين. ومن هؤلاء صحفيون منحتهم التغطية الميدانية نافذة كبيرة على العالم، بعدما منعت (إسرائيل) دخول الصحفيين والمراسلين الدوليين لتغطية جرائمها الوحشية ضد أكثر من مليونَي إنسان في القطاع المحاصر برًّا وبحرًا وجوًّا.
وكان ذلك دافعًا أساسيًّا لدى المصور التلفزيوني حسيب الوزير، الذي أجّل مراسم زفافه، المقرّرة في الأسبوع الأول من الحرب، وآثر المضي قدمًا في التغطية الصحفية لمجازر وجرائم الاحتلال. ليس غريبًا على الوزير (33 عامًا) أن يؤثر عمله الصحفي على زواجه، فعمله كمصور صحفي في الوكالة الوطنية للإعلام منحه خوض تجربة تغطية الحروب الإسرائيلية على غزة في أعوام: 2012، 2014، 2021، وبينها جولات تصعيدية. يقول الوزير لصحيفة 'فلسطين': 'إن حرب الإبادة الجماعية تختلف عن أية حرب إسرائيلية سابقة، وهو ما زادني إصرارًا على التغطية، سواء عبر الكاميرا أو الهاتف'. خلال الحرب، عمل 'حسيب' مصورًا ميدانيًا لقناة التلفزيون العربي، وعاش بعيدًا عن ذويه شهورًا عديدة، متنقلاً في ميادين التغطية، ونام داخل خيام الصحفيين في المستشفيات ومراكز الإيواء.
ما يزال يشعر بالألم حتى اللحظة بسبب انقطاعه عن رؤية وزيارة أهله لمدة 100 يوم متواصلة، بعدما تعذّر على عائلته استقباله؛ 'لأن الاحتلال يقصف الصحفيين وعائلاتهم'، كما أبلغه والده. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل رفضت عائلة خطيبته زيارته أيضًا للسبب ذاته. وبين هذه المحطات، ذاع صيت 'الوزير' عبر مواقع التواصل الاجتماعي، محليًا ودوليًا، بعدما نقل بعدسة هاتفه المشاهد الإنسانية المؤثرة: الضحايا، دمار المنازل، وغير ذلك، لكنه تحدّث لمراسل فلسطين عن محاربة تلك المواقع للمحتوى الفلسطيني.
يضيف: 'الصحافة الحديثة منحتني فرصة للوصول إلى العالم، ونقل الأحداث الميدانية من غزة أولًا بأول'. ولدوره البارز في كشف جرائم الاحتلال، حظرت إدارة 'فيسبوك' حسابه، كما حُظر حسابه على 'إنستغرام' أيضًا، لكن ذلك لم يوقف رسالته. 'حسيب' لم تقتصر شهادته على جرائم الاحتلال بحق أبناء شعبه، بل شهد أيضًا قصف طائرات الاحتلال خيام النازحين الملاصقة لخيام الصحفيين العام الماضي داخل فناء مستشفى شهداء الأقصى.
كما شهد أخيرًا قصف طائرة مسيّرة إسرائيلية لخيمة الصحفيين في مستشفى ناصر الطبي، ارتقى خلالها الصحفيان حلمي الفقعاوي وأحمد منصور، وأصيب عدد آخر من زملائه. وباستشهادهما، ارتفعت حصيلة الشهداء الصحفيين إلى 211 شهيدًا، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي.
في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2024، أتم 'حسيب' زواجه من عروسه، رغم خشية العائلتين من الاستهداف الإسرائيلي للصحفيين، لكنه يُصرّ على مواصلة عمله الصحفي: 'لازم رسالتنا توصل للعالم الخارجي من أجل فضح هذه الإبادة'. يقول بحزم: '(إسرائيل) دولة عنصرية، تحاول إسكات صوت الحقيقة وتغطية عين الكاميرا'، ويعتب على المؤسسات الدولية، وخصوصًا العربية، التي تركت 'الصحفي الفلسطيني وحيدًا في ميدان المعركة'.
صحافة السوشيال ميديا الصحفي علم الدين صادق (37 عامًا)، ذو تجربة صحفية تفوق العقد، لكن حرب الإبادة دفعته للاهتمام بصحافة السوشيال ميديا. يقول صادق لـ'فلسطين': 'قبل الحرب، كان اهتمامي بمواقع التواصل الاجتماعي لا يتجاوز 10%، وخلال الحرب أدركت أهمية هذه المواقع التي فتحت لي نافذة كبيرة على العالم'. يبلغ عدد متابعي صفحته على 'إنستغرام' أكثر من 63 ألف متابع، فيما تجاوزت بعض فيديوهاته الخاصة مليون مشاهدة.
وكزميله السابق، لم يسلم من محاربة إدارة مواقع التواصل الاجتماعي للمحتوى الفلسطيني، حيث تعرّض حسابه على 'إنستغرام' للاختراق، وتمكّن من استعادته لاحقًا بمساعدة أحد زملائه. وليس هذا فحسب، بل تعرّضت صفحاته لهجوم مضاد من حسابات إسرائيلية كثيرة، وهاجمته بشكل عنصري، وتلقى تهديدات بالقتل. يعود بذاكرته إلى أحد أيام الحرب، حين ساوره حدس دفعه لإخراج أسرته ووالدته من منزلهم في خان يونس، وقد أصاب حدسه؛ فقُصف المنزل بعد خروجهم. يضيف: 'لا أستطيع أن أنسى ذاك الموقف، حينما اتصل بي رجل الدفاع المدني وأبلغني: الاحتلال قصف منزلك، ونحن نبحث عن أسرتك! فأبلغتهم أنني أخرجت الأسرة من المنزل قبل القصف'. يتحدث 'علم الدين' بحرقة عن أكثر المواقف صعوبة في هذه الحرب الهمجية التي نجا من صواريخها، وكان آخرها لحظة القصف الإسرائيلي الذي استهدف خيمة الصحفيين في خان يونس داخل مجمع ناصر الطبي. يتابع: 'كل ذلك يدفعنا للإصرار والمضي قدمًا في مسيرتنا وعملنا الإنساني'، وهذا ليس غريبًا على صحفي عمل مراسلًا ومصورًا تلفزيونيًا منذ عام 2012 حتى الآن.
وخلال الحرب، اتسع عمله كمنتج تقارير مصورة لصالح العديد من المواقع العربية والتركية والدولية. يختم صادق: 'دماء، أشلاء، جوع، نزوح، قتل وقصف.. نحاول نقل الإبادة والجرائم الوحشية بحق أبناء شعبنا بمختلف الطرق والوسائل.. هذا واجب علينا.. هذه رسالتنا'. وعلى أية حال، لا يأمل الصحفيان الوزير وصادق سوى بأمنيتين: إحداهما عامة: وقف حرب الإبادة على غزة، والأخرى خاصة: الاجتماع بالأهل ورؤية العائلة والأولاد في بيت واحد. تتهم العديد من المنظمات الحقوقية الفلسطينية والدولية، قوات جيش الاحتلال باستهداف الصحفيين، رغم ما يتمتعون به من حصانة بموجب القوانين الدولية. في حين، وصف المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، عام 2024 بأنه: 'الأسوأ في تاريخ الصحافة الفلسطينية والعالمية'، وسط استمرار استهداف (إسرائيل) المباشر والممنهج للصحفيين الفلسطينيين، بهدف إسكات الحقيقة ومنع نقل معاناة شعبهم.
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - على الرغم من ضراوة حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، التي تُرك خلالها الصحفي الفلسطيني 'وحيدًا في الميدان' أمام أشكال الموت والاعتقال والإصابات التي وصلت إلى حدّ البتر في الأطراف، فإن ذلك لم يمنع ظهور جيل جديد من الصحفيين الفلسطينيين. ومن هؤلاء صحفيون منحتهم التغطية الميدانية نافذة كبيرة على العالم، بعدما منعت (إسرائيل) دخول الصحفيين والمراسلين الدوليين لتغطية جرائمها الوحشية ضد أكثر من مليونَي إنسان في القطاع المحاصر برًّا وبحرًا وجوًّا.
وكان ذلك دافعًا أساسيًّا لدى المصور التلفزيوني حسيب الوزير، الذي أجّل مراسم زفافه، المقرّرة في الأسبوع الأول من الحرب، وآثر المضي قدمًا في التغطية الصحفية لمجازر وجرائم الاحتلال. ليس غريبًا على الوزير (33 عامًا) أن يؤثر عمله الصحفي على زواجه، فعمله كمصور صحفي في الوكالة الوطنية للإعلام منحه خوض تجربة تغطية الحروب الإسرائيلية على غزة في أعوام: 2012، 2014، 2021، وبينها جولات تصعيدية. يقول الوزير لصحيفة 'فلسطين': 'إن حرب الإبادة الجماعية تختلف عن أية حرب إسرائيلية سابقة، وهو ما زادني إصرارًا على التغطية، سواء عبر الكاميرا أو الهاتف'. خلال الحرب، عمل 'حسيب' مصورًا ميدانيًا لقناة التلفزيون العربي، وعاش بعيدًا عن ذويه شهورًا عديدة، متنقلاً في ميادين التغطية، ونام داخل خيام الصحفيين في المستشفيات ومراكز الإيواء.
ما يزال يشعر بالألم حتى اللحظة بسبب انقطاعه عن رؤية وزيارة أهله لمدة 100 يوم متواصلة، بعدما تعذّر على عائلته استقباله؛ 'لأن الاحتلال يقصف الصحفيين وعائلاتهم'، كما أبلغه والده. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل رفضت عائلة خطيبته زيارته أيضًا للسبب ذاته. وبين هذه المحطات، ذاع صيت 'الوزير' عبر مواقع التواصل الاجتماعي، محليًا ودوليًا، بعدما نقل بعدسة هاتفه المشاهد الإنسانية المؤثرة: الضحايا، دمار المنازل، وغير ذلك، لكنه تحدّث لمراسل فلسطين عن محاربة تلك المواقع للمحتوى الفلسطيني.
يضيف: 'الصحافة الحديثة منحتني فرصة للوصول إلى العالم، ونقل الأحداث الميدانية من غزة أولًا بأول'. ولدوره البارز في كشف جرائم الاحتلال، حظرت إدارة 'فيسبوك' حسابه، كما حُظر حسابه على 'إنستغرام' أيضًا، لكن ذلك لم يوقف رسالته. 'حسيب' لم تقتصر شهادته على جرائم الاحتلال بحق أبناء شعبه، بل شهد أيضًا قصف طائرات الاحتلال خيام النازحين الملاصقة لخيام الصحفيين العام الماضي داخل فناء مستشفى شهداء الأقصى.
كما شهد أخيرًا قصف طائرة مسيّرة إسرائيلية لخيمة الصحفيين في مستشفى ناصر الطبي، ارتقى خلالها الصحفيان حلمي الفقعاوي وأحمد منصور، وأصيب عدد آخر من زملائه. وباستشهادهما، ارتفعت حصيلة الشهداء الصحفيين إلى 211 شهيدًا، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي.
في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2024، أتم 'حسيب' زواجه من عروسه، رغم خشية العائلتين من الاستهداف الإسرائيلي للصحفيين، لكنه يُصرّ على مواصلة عمله الصحفي: 'لازم رسالتنا توصل للعالم الخارجي من أجل فضح هذه الإبادة'. يقول بحزم: '(إسرائيل) دولة عنصرية، تحاول إسكات صوت الحقيقة وتغطية عين الكاميرا'، ويعتب على المؤسسات الدولية، وخصوصًا العربية، التي تركت 'الصحفي الفلسطيني وحيدًا في ميدان المعركة'.
صحافة السوشيال ميديا الصحفي علم الدين صادق (37 عامًا)، ذو تجربة صحفية تفوق العقد، لكن حرب الإبادة دفعته للاهتمام بصحافة السوشيال ميديا. يقول صادق لـ'فلسطين': 'قبل الحرب، كان اهتمامي بمواقع التواصل الاجتماعي لا يتجاوز 10%، وخلال الحرب أدركت أهمية هذه المواقع التي فتحت لي نافذة كبيرة على العالم'. يبلغ عدد متابعي صفحته على 'إنستغرام' أكثر من 63 ألف متابع، فيما تجاوزت بعض فيديوهاته الخاصة مليون مشاهدة.
وكزميله السابق، لم يسلم من محاربة إدارة مواقع التواصل الاجتماعي للمحتوى الفلسطيني، حيث تعرّض حسابه على 'إنستغرام' للاختراق، وتمكّن من استعادته لاحقًا بمساعدة أحد زملائه. وليس هذا فحسب، بل تعرّضت صفحاته لهجوم مضاد من حسابات إسرائيلية كثيرة، وهاجمته بشكل عنصري، وتلقى تهديدات بالقتل. يعود بذاكرته إلى أحد أيام الحرب، حين ساوره حدس دفعه لإخراج أسرته ووالدته من منزلهم في خان يونس، وقد أصاب حدسه؛ فقُصف المنزل بعد خروجهم. يضيف: 'لا أستطيع أن أنسى ذاك الموقف، حينما اتصل بي رجل الدفاع المدني وأبلغني: الاحتلال قصف منزلك، ونحن نبحث عن أسرتك! فأبلغتهم أنني أخرجت الأسرة من المنزل قبل القصف'. يتحدث 'علم الدين' بحرقة عن أكثر المواقف صعوبة في هذه الحرب الهمجية التي نجا من صواريخها، وكان آخرها لحظة القصف الإسرائيلي الذي استهدف خيمة الصحفيين في خان يونس داخل مجمع ناصر الطبي. يتابع: 'كل ذلك يدفعنا للإصرار والمضي قدمًا في مسيرتنا وعملنا الإنساني'، وهذا ليس غريبًا على صحفي عمل مراسلًا ومصورًا تلفزيونيًا منذ عام 2012 حتى الآن.
وخلال الحرب، اتسع عمله كمنتج تقارير مصورة لصالح العديد من المواقع العربية والتركية والدولية. يختم صادق: 'دماء، أشلاء، جوع، نزوح، قتل وقصف.. نحاول نقل الإبادة والجرائم الوحشية بحق أبناء شعبنا بمختلف الطرق والوسائل.. هذا واجب علينا.. هذه رسالتنا'. وعلى أية حال، لا يأمل الصحفيان الوزير وصادق سوى بأمنيتين: إحداهما عامة: وقف حرب الإبادة على غزة، والأخرى خاصة: الاجتماع بالأهل ورؤية العائلة والأولاد في بيت واحد. تتهم العديد من المنظمات الحقوقية الفلسطينية والدولية، قوات جيش الاحتلال باستهداف الصحفيين، رغم ما يتمتعون به من حصانة بموجب القوانين الدولية. في حين، وصف المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، عام 2024 بأنه: 'الأسوأ في تاريخ الصحافة الفلسطينية والعالمية'، وسط استمرار استهداف (إسرائيل) المباشر والممنهج للصحفيين الفلسطينيين، بهدف إسكات الحقيقة ومنع نقل معاناة شعبهم.
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - على الرغم من ضراوة حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، التي تُرك خلالها الصحفي الفلسطيني 'وحيدًا في الميدان' أمام أشكال الموت والاعتقال والإصابات التي وصلت إلى حدّ البتر في الأطراف، فإن ذلك لم يمنع ظهور جيل جديد من الصحفيين الفلسطينيين. ومن هؤلاء صحفيون منحتهم التغطية الميدانية نافذة كبيرة على العالم، بعدما منعت (إسرائيل) دخول الصحفيين والمراسلين الدوليين لتغطية جرائمها الوحشية ضد أكثر من مليونَي إنسان في القطاع المحاصر برًّا وبحرًا وجوًّا.
وكان ذلك دافعًا أساسيًّا لدى المصور التلفزيوني حسيب الوزير، الذي أجّل مراسم زفافه، المقرّرة في الأسبوع الأول من الحرب، وآثر المضي قدمًا في التغطية الصحفية لمجازر وجرائم الاحتلال. ليس غريبًا على الوزير (33 عامًا) أن يؤثر عمله الصحفي على زواجه، فعمله كمصور صحفي في الوكالة الوطنية للإعلام منحه خوض تجربة تغطية الحروب الإسرائيلية على غزة في أعوام: 2012، 2014، 2021، وبينها جولات تصعيدية. يقول الوزير لصحيفة 'فلسطين': 'إن حرب الإبادة الجماعية تختلف عن أية حرب إسرائيلية سابقة، وهو ما زادني إصرارًا على التغطية، سواء عبر الكاميرا أو الهاتف'. خلال الحرب، عمل 'حسيب' مصورًا ميدانيًا لقناة التلفزيون العربي، وعاش بعيدًا عن ذويه شهورًا عديدة، متنقلاً في ميادين التغطية، ونام داخل خيام الصحفيين في المستشفيات ومراكز الإيواء.
ما يزال يشعر بالألم حتى اللحظة بسبب انقطاعه عن رؤية وزيارة أهله لمدة 100 يوم متواصلة، بعدما تعذّر على عائلته استقباله؛ 'لأن الاحتلال يقصف الصحفيين وعائلاتهم'، كما أبلغه والده. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل رفضت عائلة خطيبته زيارته أيضًا للسبب ذاته. وبين هذه المحطات، ذاع صيت 'الوزير' عبر مواقع التواصل الاجتماعي، محليًا ودوليًا، بعدما نقل بعدسة هاتفه المشاهد الإنسانية المؤثرة: الضحايا، دمار المنازل، وغير ذلك، لكنه تحدّث لمراسل فلسطين عن محاربة تلك المواقع للمحتوى الفلسطيني.
يضيف: 'الصحافة الحديثة منحتني فرصة للوصول إلى العالم، ونقل الأحداث الميدانية من غزة أولًا بأول'. ولدوره البارز في كشف جرائم الاحتلال، حظرت إدارة 'فيسبوك' حسابه، كما حُظر حسابه على 'إنستغرام' أيضًا، لكن ذلك لم يوقف رسالته. 'حسيب' لم تقتصر شهادته على جرائم الاحتلال بحق أبناء شعبه، بل شهد أيضًا قصف طائرات الاحتلال خيام النازحين الملاصقة لخيام الصحفيين العام الماضي داخل فناء مستشفى شهداء الأقصى.
كما شهد أخيرًا قصف طائرة مسيّرة إسرائيلية لخيمة الصحفيين في مستشفى ناصر الطبي، ارتقى خلالها الصحفيان حلمي الفقعاوي وأحمد منصور، وأصيب عدد آخر من زملائه. وباستشهادهما، ارتفعت حصيلة الشهداء الصحفيين إلى 211 شهيدًا، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي.
في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2024، أتم 'حسيب' زواجه من عروسه، رغم خشية العائلتين من الاستهداف الإسرائيلي للصحفيين، لكنه يُصرّ على مواصلة عمله الصحفي: 'لازم رسالتنا توصل للعالم الخارجي من أجل فضح هذه الإبادة'. يقول بحزم: '(إسرائيل) دولة عنصرية، تحاول إسكات صوت الحقيقة وتغطية عين الكاميرا'، ويعتب على المؤسسات الدولية، وخصوصًا العربية، التي تركت 'الصحفي الفلسطيني وحيدًا في ميدان المعركة'.
صحافة السوشيال ميديا الصحفي علم الدين صادق (37 عامًا)، ذو تجربة صحفية تفوق العقد، لكن حرب الإبادة دفعته للاهتمام بصحافة السوشيال ميديا. يقول صادق لـ'فلسطين': 'قبل الحرب، كان اهتمامي بمواقع التواصل الاجتماعي لا يتجاوز 10%، وخلال الحرب أدركت أهمية هذه المواقع التي فتحت لي نافذة كبيرة على العالم'. يبلغ عدد متابعي صفحته على 'إنستغرام' أكثر من 63 ألف متابع، فيما تجاوزت بعض فيديوهاته الخاصة مليون مشاهدة.
وكزميله السابق، لم يسلم من محاربة إدارة مواقع التواصل الاجتماعي للمحتوى الفلسطيني، حيث تعرّض حسابه على 'إنستغرام' للاختراق، وتمكّن من استعادته لاحقًا بمساعدة أحد زملائه. وليس هذا فحسب، بل تعرّضت صفحاته لهجوم مضاد من حسابات إسرائيلية كثيرة، وهاجمته بشكل عنصري، وتلقى تهديدات بالقتل. يعود بذاكرته إلى أحد أيام الحرب، حين ساوره حدس دفعه لإخراج أسرته ووالدته من منزلهم في خان يونس، وقد أصاب حدسه؛ فقُصف المنزل بعد خروجهم. يضيف: 'لا أستطيع أن أنسى ذاك الموقف، حينما اتصل بي رجل الدفاع المدني وأبلغني: الاحتلال قصف منزلك، ونحن نبحث عن أسرتك! فأبلغتهم أنني أخرجت الأسرة من المنزل قبل القصف'. يتحدث 'علم الدين' بحرقة عن أكثر المواقف صعوبة في هذه الحرب الهمجية التي نجا من صواريخها، وكان آخرها لحظة القصف الإسرائيلي الذي استهدف خيمة الصحفيين في خان يونس داخل مجمع ناصر الطبي. يتابع: 'كل ذلك يدفعنا للإصرار والمضي قدمًا في مسيرتنا وعملنا الإنساني'، وهذا ليس غريبًا على صحفي عمل مراسلًا ومصورًا تلفزيونيًا منذ عام 2012 حتى الآن.
وخلال الحرب، اتسع عمله كمنتج تقارير مصورة لصالح العديد من المواقع العربية والتركية والدولية. يختم صادق: 'دماء، أشلاء، جوع، نزوح، قتل وقصف.. نحاول نقل الإبادة والجرائم الوحشية بحق أبناء شعبنا بمختلف الطرق والوسائل.. هذا واجب علينا.. هذه رسالتنا'. وعلى أية حال، لا يأمل الصحفيان الوزير وصادق سوى بأمنيتين: إحداهما عامة: وقف حرب الإبادة على غزة، والأخرى خاصة: الاجتماع بالأهل ورؤية العائلة والأولاد في بيت واحد. تتهم العديد من المنظمات الحقوقية الفلسطينية والدولية، قوات جيش الاحتلال باستهداف الصحفيين، رغم ما يتمتعون به من حصانة بموجب القوانين الدولية. في حين، وصف المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، عام 2024 بأنه: 'الأسوأ في تاريخ الصحافة الفلسطينية والعالمية'، وسط استمرار استهداف (إسرائيل) المباشر والممنهج للصحفيين الفلسطينيين، بهدف إسكات الحقيقة ومنع نقل معاناة شعبهم.
فلسطين أون لاين
التعليقات