أخبار اليوم –عواد الفالح - لم تعد مهنة 'الخطّابة' حكرًا على الطرق التقليدية أو الأوساط الاجتماعية المغلقة، بل اقتحمت وسائل التواصل الاجتماعي بقوة، حيث تحوّلت صفحات وحسابات كثيرة إلى 'أسواق إلكترونية للزواج'، تعرض قوائم من العرسان والعرائس، بمواصفات مختلفة وأسعار متفاوتة، وسط تزايد الطلب على هذه الخدمات. وبينما يرى البعض أن هذه الظاهرة تسهّل عملية البحث عن شريك الحياة في زمن معقد، يرى آخرون أنها تحولت إلى تجارة غير منظمة بالمشاعر والرغبات، يسيطر عليها الاستغلال والوعود الوهمية.
من الأحياء الشعبية إلى الإنترنت… الخطّابات في ثوب رقمي جديد
لطالما ارتبطت مهنة 'الخطّابة' بالتقاليد والمجتمعات المحافظة، حيث لعبت دور الوسيط بين العائلات الراغبة في تزويج أبنائها. لكن مع تطور التكنولوجيا، وتراجع طرق الزواج التقليدية، بدأت هذه المهنة تتحوّل إلى نشاط رقمي بالكامل، حيث تنشط آلاف الحسابات على منصات مثل فيسبوك، إنستغرام، تيك توك وواتساب، تقدم خدمات 'التوفيق بين الأزواج'، بعضها بمقابل مادي، وبعضها الآخر بشروط خاصة.
وفي متابعة لـ 'أخبار اليوم'، يظهر أن بعض الخطّابات يديرن حسابات أشبه بمكاتب تعارف، حيث يعرضن قائمة 'عرسان بالمواصفات'، مثل 'دكاترة، مهندسون، رجال أعمال، عسكريون، مغتربون'، فيما يتم تخصيص بعض الحسابات للعرائس فقط، ويشترط بعضها رسومًا مقابل توفير البيانات أو إتمام الصفقة.
لماذا يلجأ الناس إلى الخطّابات عبر الإنترنت؟
مع تزايد ضغوط الحياة، وتأخر سن الزواج، وغياب فرص التعارف المباشر في بعض المجتمعات، يرى البعض أن الخطّابة الإلكترونية تُعدّ حلاً عمليًا. فبدلًا من انتظار الصدفة أو الاعتماد على الأهل، يمكن للفرد ببساطة إرسال طلب عبر رسالة، وتلقّي عروض مناسبة بناءً على معايير محددة، مثل العمر، الوظيفة، الحالة الاجتماعية، وحتى شكل العروس أو العريس.
لكن وراء هذا الانتشار، هناك جانب اقتصادي واجتماعي معقد، حيث أصبح الزواج عبر الخطّابات يشبه إلى حد كبير 'التسوق الإلكتروني'، وهو ما يثير التساؤلات حول جدية هذه العلاقات، وإلى أي مدى يمكن الوثوق بهذه الزيجات.
بين الوساطة الشرعية… والاستغلال التجاري
في حين يدافع البعض عن هذه الظاهرة باعتبارها امتدادًا لما كان يحدث قديمًا، فإن آخرين يحذرون من أنها باتت وسيلة للاستغلال المالي والتضليل. فهناك خطّابات يطلبن رسوم تسجيل مرتفعة، تصل في بعض الحالات إلى مئات الدنانير، دون أي ضمان لنجاح الوساطة، بل إن بعض العملاء يشكون من تعرضهم للاحتيال، أو تلقي عروض غير مطابقة لما تم الاتفاق عليه.
كما أن هناك مخاوف متزايدة بشأن انتهاك الخصوصية، حيث يتم تداول بيانات وصور للعرسان والعروسات عبر الإنترنت، دون رقابة حقيقية، مما قد يؤدي إلى مشكلات اجتماعية وأمنية.
هل هناك ضوابط لتنظيم هذه الظاهرة؟
حتى الآن، لا توجد قوانين واضحة تحكم عمل الخطّابات عبر الإنترنت، وهو ما يجعل هذه السوق مفتوحة على جميع الاحتمالات. فبينما تعمل بعض الخطّابات بجدية، هناك من يستغل حاجة الناس للزواج لتحقيق مكاسب شخصية، دون أي التزام أخلاقي أو قانوني.
ويرى مختصون أن هذه الظاهرة تحتاج إلى تنظيم رسمي، بحيث يتم وضع معايير واضحة لممارسة هذه المهنة، وضمان عدم استغلال الباحثين عن الزواج، خاصة في ظل تزايد أعداد الحالات التي تتعرض للاحتيال باسم الزواج عبر الإنترنت.
الزواج في العصر الرقمي… إلى أين؟
مع تزايد تعقيدات الحياة الحديثة، يبدو أن الزواج عبر وسطاء إلكترونيين أصبح واقعًا لا يمكن إنكاره. وبينما قد تكون هذه الطريقة وسيلة لإنهاء معاناة الباحثين عن شريك حياة، فإنها في الوقت ذاته تحمل مخاطر كبيرة، إذا لم تكن هناك ضوابط واضحة تحمي الأفراد من الاستغلال.
وبين البحث عن الحب، وضغوط الواقع، تبقى الأسئلة مفتوحة: هل يمكن الوثوق بالخطّابات الإلكترونيّات؟ وهل أصبح الزواج في زمن التكنولوجيا مجرد صفقة رقمية؟
أخبار اليوم –عواد الفالح - لم تعد مهنة 'الخطّابة' حكرًا على الطرق التقليدية أو الأوساط الاجتماعية المغلقة، بل اقتحمت وسائل التواصل الاجتماعي بقوة، حيث تحوّلت صفحات وحسابات كثيرة إلى 'أسواق إلكترونية للزواج'، تعرض قوائم من العرسان والعرائس، بمواصفات مختلفة وأسعار متفاوتة، وسط تزايد الطلب على هذه الخدمات. وبينما يرى البعض أن هذه الظاهرة تسهّل عملية البحث عن شريك الحياة في زمن معقد، يرى آخرون أنها تحولت إلى تجارة غير منظمة بالمشاعر والرغبات، يسيطر عليها الاستغلال والوعود الوهمية.
من الأحياء الشعبية إلى الإنترنت… الخطّابات في ثوب رقمي جديد
لطالما ارتبطت مهنة 'الخطّابة' بالتقاليد والمجتمعات المحافظة، حيث لعبت دور الوسيط بين العائلات الراغبة في تزويج أبنائها. لكن مع تطور التكنولوجيا، وتراجع طرق الزواج التقليدية، بدأت هذه المهنة تتحوّل إلى نشاط رقمي بالكامل، حيث تنشط آلاف الحسابات على منصات مثل فيسبوك، إنستغرام، تيك توك وواتساب، تقدم خدمات 'التوفيق بين الأزواج'، بعضها بمقابل مادي، وبعضها الآخر بشروط خاصة.
وفي متابعة لـ 'أخبار اليوم'، يظهر أن بعض الخطّابات يديرن حسابات أشبه بمكاتب تعارف، حيث يعرضن قائمة 'عرسان بالمواصفات'، مثل 'دكاترة، مهندسون، رجال أعمال، عسكريون، مغتربون'، فيما يتم تخصيص بعض الحسابات للعرائس فقط، ويشترط بعضها رسومًا مقابل توفير البيانات أو إتمام الصفقة.
لماذا يلجأ الناس إلى الخطّابات عبر الإنترنت؟
مع تزايد ضغوط الحياة، وتأخر سن الزواج، وغياب فرص التعارف المباشر في بعض المجتمعات، يرى البعض أن الخطّابة الإلكترونية تُعدّ حلاً عمليًا. فبدلًا من انتظار الصدفة أو الاعتماد على الأهل، يمكن للفرد ببساطة إرسال طلب عبر رسالة، وتلقّي عروض مناسبة بناءً على معايير محددة، مثل العمر، الوظيفة، الحالة الاجتماعية، وحتى شكل العروس أو العريس.
لكن وراء هذا الانتشار، هناك جانب اقتصادي واجتماعي معقد، حيث أصبح الزواج عبر الخطّابات يشبه إلى حد كبير 'التسوق الإلكتروني'، وهو ما يثير التساؤلات حول جدية هذه العلاقات، وإلى أي مدى يمكن الوثوق بهذه الزيجات.
بين الوساطة الشرعية… والاستغلال التجاري
في حين يدافع البعض عن هذه الظاهرة باعتبارها امتدادًا لما كان يحدث قديمًا، فإن آخرين يحذرون من أنها باتت وسيلة للاستغلال المالي والتضليل. فهناك خطّابات يطلبن رسوم تسجيل مرتفعة، تصل في بعض الحالات إلى مئات الدنانير، دون أي ضمان لنجاح الوساطة، بل إن بعض العملاء يشكون من تعرضهم للاحتيال، أو تلقي عروض غير مطابقة لما تم الاتفاق عليه.
كما أن هناك مخاوف متزايدة بشأن انتهاك الخصوصية، حيث يتم تداول بيانات وصور للعرسان والعروسات عبر الإنترنت، دون رقابة حقيقية، مما قد يؤدي إلى مشكلات اجتماعية وأمنية.
هل هناك ضوابط لتنظيم هذه الظاهرة؟
حتى الآن، لا توجد قوانين واضحة تحكم عمل الخطّابات عبر الإنترنت، وهو ما يجعل هذه السوق مفتوحة على جميع الاحتمالات. فبينما تعمل بعض الخطّابات بجدية، هناك من يستغل حاجة الناس للزواج لتحقيق مكاسب شخصية، دون أي التزام أخلاقي أو قانوني.
ويرى مختصون أن هذه الظاهرة تحتاج إلى تنظيم رسمي، بحيث يتم وضع معايير واضحة لممارسة هذه المهنة، وضمان عدم استغلال الباحثين عن الزواج، خاصة في ظل تزايد أعداد الحالات التي تتعرض للاحتيال باسم الزواج عبر الإنترنت.
الزواج في العصر الرقمي… إلى أين؟
مع تزايد تعقيدات الحياة الحديثة، يبدو أن الزواج عبر وسطاء إلكترونيين أصبح واقعًا لا يمكن إنكاره. وبينما قد تكون هذه الطريقة وسيلة لإنهاء معاناة الباحثين عن شريك حياة، فإنها في الوقت ذاته تحمل مخاطر كبيرة، إذا لم تكن هناك ضوابط واضحة تحمي الأفراد من الاستغلال.
وبين البحث عن الحب، وضغوط الواقع، تبقى الأسئلة مفتوحة: هل يمكن الوثوق بالخطّابات الإلكترونيّات؟ وهل أصبح الزواج في زمن التكنولوجيا مجرد صفقة رقمية؟
أخبار اليوم –عواد الفالح - لم تعد مهنة 'الخطّابة' حكرًا على الطرق التقليدية أو الأوساط الاجتماعية المغلقة، بل اقتحمت وسائل التواصل الاجتماعي بقوة، حيث تحوّلت صفحات وحسابات كثيرة إلى 'أسواق إلكترونية للزواج'، تعرض قوائم من العرسان والعرائس، بمواصفات مختلفة وأسعار متفاوتة، وسط تزايد الطلب على هذه الخدمات. وبينما يرى البعض أن هذه الظاهرة تسهّل عملية البحث عن شريك الحياة في زمن معقد، يرى آخرون أنها تحولت إلى تجارة غير منظمة بالمشاعر والرغبات، يسيطر عليها الاستغلال والوعود الوهمية.
من الأحياء الشعبية إلى الإنترنت… الخطّابات في ثوب رقمي جديد
لطالما ارتبطت مهنة 'الخطّابة' بالتقاليد والمجتمعات المحافظة، حيث لعبت دور الوسيط بين العائلات الراغبة في تزويج أبنائها. لكن مع تطور التكنولوجيا، وتراجع طرق الزواج التقليدية، بدأت هذه المهنة تتحوّل إلى نشاط رقمي بالكامل، حيث تنشط آلاف الحسابات على منصات مثل فيسبوك، إنستغرام، تيك توك وواتساب، تقدم خدمات 'التوفيق بين الأزواج'، بعضها بمقابل مادي، وبعضها الآخر بشروط خاصة.
وفي متابعة لـ 'أخبار اليوم'، يظهر أن بعض الخطّابات يديرن حسابات أشبه بمكاتب تعارف، حيث يعرضن قائمة 'عرسان بالمواصفات'، مثل 'دكاترة، مهندسون، رجال أعمال، عسكريون، مغتربون'، فيما يتم تخصيص بعض الحسابات للعرائس فقط، ويشترط بعضها رسومًا مقابل توفير البيانات أو إتمام الصفقة.
لماذا يلجأ الناس إلى الخطّابات عبر الإنترنت؟
مع تزايد ضغوط الحياة، وتأخر سن الزواج، وغياب فرص التعارف المباشر في بعض المجتمعات، يرى البعض أن الخطّابة الإلكترونية تُعدّ حلاً عمليًا. فبدلًا من انتظار الصدفة أو الاعتماد على الأهل، يمكن للفرد ببساطة إرسال طلب عبر رسالة، وتلقّي عروض مناسبة بناءً على معايير محددة، مثل العمر، الوظيفة، الحالة الاجتماعية، وحتى شكل العروس أو العريس.
لكن وراء هذا الانتشار، هناك جانب اقتصادي واجتماعي معقد، حيث أصبح الزواج عبر الخطّابات يشبه إلى حد كبير 'التسوق الإلكتروني'، وهو ما يثير التساؤلات حول جدية هذه العلاقات، وإلى أي مدى يمكن الوثوق بهذه الزيجات.
بين الوساطة الشرعية… والاستغلال التجاري
في حين يدافع البعض عن هذه الظاهرة باعتبارها امتدادًا لما كان يحدث قديمًا، فإن آخرين يحذرون من أنها باتت وسيلة للاستغلال المالي والتضليل. فهناك خطّابات يطلبن رسوم تسجيل مرتفعة، تصل في بعض الحالات إلى مئات الدنانير، دون أي ضمان لنجاح الوساطة، بل إن بعض العملاء يشكون من تعرضهم للاحتيال، أو تلقي عروض غير مطابقة لما تم الاتفاق عليه.
كما أن هناك مخاوف متزايدة بشأن انتهاك الخصوصية، حيث يتم تداول بيانات وصور للعرسان والعروسات عبر الإنترنت، دون رقابة حقيقية، مما قد يؤدي إلى مشكلات اجتماعية وأمنية.
هل هناك ضوابط لتنظيم هذه الظاهرة؟
حتى الآن، لا توجد قوانين واضحة تحكم عمل الخطّابات عبر الإنترنت، وهو ما يجعل هذه السوق مفتوحة على جميع الاحتمالات. فبينما تعمل بعض الخطّابات بجدية، هناك من يستغل حاجة الناس للزواج لتحقيق مكاسب شخصية، دون أي التزام أخلاقي أو قانوني.
ويرى مختصون أن هذه الظاهرة تحتاج إلى تنظيم رسمي، بحيث يتم وضع معايير واضحة لممارسة هذه المهنة، وضمان عدم استغلال الباحثين عن الزواج، خاصة في ظل تزايد أعداد الحالات التي تتعرض للاحتيال باسم الزواج عبر الإنترنت.
الزواج في العصر الرقمي… إلى أين؟
مع تزايد تعقيدات الحياة الحديثة، يبدو أن الزواج عبر وسطاء إلكترونيين أصبح واقعًا لا يمكن إنكاره. وبينما قد تكون هذه الطريقة وسيلة لإنهاء معاناة الباحثين عن شريك حياة، فإنها في الوقت ذاته تحمل مخاطر كبيرة، إذا لم تكن هناك ضوابط واضحة تحمي الأفراد من الاستغلال.
وبين البحث عن الحب، وضغوط الواقع، تبقى الأسئلة مفتوحة: هل يمكن الوثوق بالخطّابات الإلكترونيّات؟ وهل أصبح الزواج في زمن التكنولوجيا مجرد صفقة رقمية؟
التعليقات