قد يكون من السهل الانجراف خلف العروض الرائعة للنجوم واعتبارها دائمة ومتواصلة، ومن الصعب التنبؤ ببقائها، وهذا بالضبط الذي يمر به النجم الفرنسي كيليان مبابي مع ريال مدريد حالياً.
كانت رسالة مبابي إلى وسائل الإعلام واضحة بعد أن دمر مانشستر سيتي بثلاثية رائعة في مباراة الإياب من فوز فريقه 3-1 في الملحق التأهيلي لدوري أبطال أوروبا. وقد يكون هدف المهاجم الفرنسي في فوز الذهاب 3-2 في استاد «الاتحاد» جاء من تسديدة غير متقنة، لكن لم يكن هناك أي حظ في أي من أهدافه الثلاثة في لقاء الإياب على ملعب «سانتياغو برنابيو» ليلة الأربعاء الماضي، والذي حسم تأهل الريال بنتيجة إجمالية 6-3 على أبطال إنكلترا. كان تألق مبابي واضحا في سرعته الهائلة، وحركته الحادة، وإنهائه الحاسم حيث أثبتت أنها أكثر من اللازم ليتمكن فريق بيب غوارديولا من التعامل معه، ما ضمن تأهل الريال إلى دور الـ16.
لكن لم يمضِ وقت طويل منذ تعرض قائد منتخب فرنسا لانتقادات عنيفة من جماهير الريال والنقاد بعد أن سجل ثلاثة أهداف فقط في 11 مباراة تحت قيادة كارلو أنشيلوتي. بعد رحيله المتوتر عن باريس سان جيرمان لينضم إلى العملاق الإسباني في صفقة انتقال حر الصيف الماضي بعد انتهاء عقده. لكن الآن، بعد بداية «بطيئة» في مدريد، سجل اللاعب البالغ 26 عاما 27 هدفا في جميع المسابقات هذا الموسم. ومن الآمن القول إنه لم يعد في مرحلة التأقلم، بل يزدهر. وقال مبابي: «فترة التأقلم بالنسبة لي انتهت، والآن يجب أن أظهر جودتي». وأضاف: «أريد أن ألعب بشكل جيد هنا، أريد أن أضع بصمتي في هذا الموسم أردنا الفوز. أردنا التأهل إلى الدور التالي. كان من المنطقي لنا أن يصل الريال إلى الدور التالي من دوري الأبطال».
بدأ مبابي الآن في الظهور بمظهر المهاجم المخيف الذي سجل 256 هدفًا في 308 مباريات خلال ست سنوات قضاها في سان جيرمان. واحتضنته جماهير الريال بشكل واضح أيضا، حيث تلقى تصفيقا حارا عند استبداله في الدقيقة 78 بعد تسجيله الثلاثية. ووصفه جون مري، المراسل الرئيسي في «بي بي سي»: «يا له من تصفيق لمبابي. يا له من لاعب. يا له من رجل. يا له من فرد. فقط استمع إلى كيف يحبونه هنا في مدريد».
وعانى مبابي في التأقلم مع دوره الجديد كمهاجم مركزي تحت قيادة أنشيلوتي، حيث فضل المدرب الاعتماد على فينيسيوس جونيور في مركز الجناح الأيسر المفضل لديه، وإذا عدنا إلى أول كلاسيكو في الموسم على ملعب برنابيو، فكان ذلك اختبارا كبيرا له». خسر مدريد 4-0، ولم يسجل مبابي، وتم احتسابه متسللا ثماني مرات. كان ذلك أمرا لا يمكن تصوره بالنسبة له.
أداؤه الضعيف في إسبانيا كلفه حتى مكانا في منتخب فرنسا، حيث استبعده المدرب ديدييه ديشان، من أربع مباريات في دوري الأمم في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيين، لكن منذ بداية العام الجديد، سجل سبعة أهداف في ست مباريات بالدوري الإسباني، كما حافظ على آمال ريال مدريد في أوروبا بعد بداية متذبذبة لموسمهم. ورغم ان لا أحد شكك يوما في موهبته، لكن كان لا بد من وجود فترة تأقلم له عند انضمامه للنادي. كان هناك سؤال أو اثنان حول إذا كان سينجح هنا. الآن يبدو ذلك سخيفا.
ليس من المستغرب أنه يُقارن بالفعل بأسطورة أخرى من أساطير الريال، كريستيانو رونالدو. في الواقع، الأرقام تشير إلى أنه يحاكي بالفعل النجم البرتغالي، الذي فاز بأربعة ألقاب لدوري الأبطال ولقبين في الدوري الإسباني خلال مسيرته المليئة بالانجازات مع الريال. وسجل مبابي سبعة أهداف في دوري الأبطال هذا الموسم، ما يجعله متساويا مع رونالدو (2009-2010) والمهاجم الإسباني خوستو تيغادا (1961-1962) كأكثر اللاعبين تسجيلًا للريال في البطولة الأوروبية خلال موسمهم الأول. وقال أنشيلوتي: «مبابي يمتلك الجودة للوصول إلى أرقام كريستيانو، لكنه يحتاج إلى العمل، لأن رونالدو وضع المعايير عاليا جدا، لكنه متحمس جدا للعب هنا، ويمكنه الوصول إلى مستوى كريستيانو». وأضاف: «كان الجميع ينتظر هذه الثلاثية منه، وقد وصلت أخيرا». وقال زميله جود بيلينغهام: «إنه أمر لا يصدق ما فعله في مسيرته. أعلم أنه بدأ ببطء هنا واستغرق وقتًا للتكيف مع الحياة في مدريد. الآن هو يطير، ومن الرائع رؤيته».
مع المزيد من العروض مثل تلك التي قدمها ليلة الأربعاء، لن يمر وقت طويل قبل أن يثبت نفسه كوجه الفريق وبطله. بل سيكون من السهل عليه ان يكسر أي منافسة على جائزة الكرة الذهبية، خصوصا من زميله في الفريق فينيسيوس جونيور، لكن الأهم أن يتخطى أرقام أسطورته ومثله الأعلى كريستيانو رونالدو، وبالنسبة لمبابي فانه لا يشك أبداً بأن هذا الأمر سيحدث.
خلدون الشيخ - القدس العربي
قد يكون من السهل الانجراف خلف العروض الرائعة للنجوم واعتبارها دائمة ومتواصلة، ومن الصعب التنبؤ ببقائها، وهذا بالضبط الذي يمر به النجم الفرنسي كيليان مبابي مع ريال مدريد حالياً.
كانت رسالة مبابي إلى وسائل الإعلام واضحة بعد أن دمر مانشستر سيتي بثلاثية رائعة في مباراة الإياب من فوز فريقه 3-1 في الملحق التأهيلي لدوري أبطال أوروبا. وقد يكون هدف المهاجم الفرنسي في فوز الذهاب 3-2 في استاد «الاتحاد» جاء من تسديدة غير متقنة، لكن لم يكن هناك أي حظ في أي من أهدافه الثلاثة في لقاء الإياب على ملعب «سانتياغو برنابيو» ليلة الأربعاء الماضي، والذي حسم تأهل الريال بنتيجة إجمالية 6-3 على أبطال إنكلترا. كان تألق مبابي واضحا في سرعته الهائلة، وحركته الحادة، وإنهائه الحاسم حيث أثبتت أنها أكثر من اللازم ليتمكن فريق بيب غوارديولا من التعامل معه، ما ضمن تأهل الريال إلى دور الـ16.
لكن لم يمضِ وقت طويل منذ تعرض قائد منتخب فرنسا لانتقادات عنيفة من جماهير الريال والنقاد بعد أن سجل ثلاثة أهداف فقط في 11 مباراة تحت قيادة كارلو أنشيلوتي. بعد رحيله المتوتر عن باريس سان جيرمان لينضم إلى العملاق الإسباني في صفقة انتقال حر الصيف الماضي بعد انتهاء عقده. لكن الآن، بعد بداية «بطيئة» في مدريد، سجل اللاعب البالغ 26 عاما 27 هدفا في جميع المسابقات هذا الموسم. ومن الآمن القول إنه لم يعد في مرحلة التأقلم، بل يزدهر. وقال مبابي: «فترة التأقلم بالنسبة لي انتهت، والآن يجب أن أظهر جودتي». وأضاف: «أريد أن ألعب بشكل جيد هنا، أريد أن أضع بصمتي في هذا الموسم أردنا الفوز. أردنا التأهل إلى الدور التالي. كان من المنطقي لنا أن يصل الريال إلى الدور التالي من دوري الأبطال».
بدأ مبابي الآن في الظهور بمظهر المهاجم المخيف الذي سجل 256 هدفًا في 308 مباريات خلال ست سنوات قضاها في سان جيرمان. واحتضنته جماهير الريال بشكل واضح أيضا، حيث تلقى تصفيقا حارا عند استبداله في الدقيقة 78 بعد تسجيله الثلاثية. ووصفه جون مري، المراسل الرئيسي في «بي بي سي»: «يا له من تصفيق لمبابي. يا له من لاعب. يا له من رجل. يا له من فرد. فقط استمع إلى كيف يحبونه هنا في مدريد».
وعانى مبابي في التأقلم مع دوره الجديد كمهاجم مركزي تحت قيادة أنشيلوتي، حيث فضل المدرب الاعتماد على فينيسيوس جونيور في مركز الجناح الأيسر المفضل لديه، وإذا عدنا إلى أول كلاسيكو في الموسم على ملعب برنابيو، فكان ذلك اختبارا كبيرا له». خسر مدريد 4-0، ولم يسجل مبابي، وتم احتسابه متسللا ثماني مرات. كان ذلك أمرا لا يمكن تصوره بالنسبة له.
أداؤه الضعيف في إسبانيا كلفه حتى مكانا في منتخب فرنسا، حيث استبعده المدرب ديدييه ديشان، من أربع مباريات في دوري الأمم في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيين، لكن منذ بداية العام الجديد، سجل سبعة أهداف في ست مباريات بالدوري الإسباني، كما حافظ على آمال ريال مدريد في أوروبا بعد بداية متذبذبة لموسمهم. ورغم ان لا أحد شكك يوما في موهبته، لكن كان لا بد من وجود فترة تأقلم له عند انضمامه للنادي. كان هناك سؤال أو اثنان حول إذا كان سينجح هنا. الآن يبدو ذلك سخيفا.
ليس من المستغرب أنه يُقارن بالفعل بأسطورة أخرى من أساطير الريال، كريستيانو رونالدو. في الواقع، الأرقام تشير إلى أنه يحاكي بالفعل النجم البرتغالي، الذي فاز بأربعة ألقاب لدوري الأبطال ولقبين في الدوري الإسباني خلال مسيرته المليئة بالانجازات مع الريال. وسجل مبابي سبعة أهداف في دوري الأبطال هذا الموسم، ما يجعله متساويا مع رونالدو (2009-2010) والمهاجم الإسباني خوستو تيغادا (1961-1962) كأكثر اللاعبين تسجيلًا للريال في البطولة الأوروبية خلال موسمهم الأول. وقال أنشيلوتي: «مبابي يمتلك الجودة للوصول إلى أرقام كريستيانو، لكنه يحتاج إلى العمل، لأن رونالدو وضع المعايير عاليا جدا، لكنه متحمس جدا للعب هنا، ويمكنه الوصول إلى مستوى كريستيانو». وأضاف: «كان الجميع ينتظر هذه الثلاثية منه، وقد وصلت أخيرا». وقال زميله جود بيلينغهام: «إنه أمر لا يصدق ما فعله في مسيرته. أعلم أنه بدأ ببطء هنا واستغرق وقتًا للتكيف مع الحياة في مدريد. الآن هو يطير، ومن الرائع رؤيته».
مع المزيد من العروض مثل تلك التي قدمها ليلة الأربعاء، لن يمر وقت طويل قبل أن يثبت نفسه كوجه الفريق وبطله. بل سيكون من السهل عليه ان يكسر أي منافسة على جائزة الكرة الذهبية، خصوصا من زميله في الفريق فينيسيوس جونيور، لكن الأهم أن يتخطى أرقام أسطورته ومثله الأعلى كريستيانو رونالدو، وبالنسبة لمبابي فانه لا يشك أبداً بأن هذا الأمر سيحدث.
خلدون الشيخ - القدس العربي
قد يكون من السهل الانجراف خلف العروض الرائعة للنجوم واعتبارها دائمة ومتواصلة، ومن الصعب التنبؤ ببقائها، وهذا بالضبط الذي يمر به النجم الفرنسي كيليان مبابي مع ريال مدريد حالياً.
كانت رسالة مبابي إلى وسائل الإعلام واضحة بعد أن دمر مانشستر سيتي بثلاثية رائعة في مباراة الإياب من فوز فريقه 3-1 في الملحق التأهيلي لدوري أبطال أوروبا. وقد يكون هدف المهاجم الفرنسي في فوز الذهاب 3-2 في استاد «الاتحاد» جاء من تسديدة غير متقنة، لكن لم يكن هناك أي حظ في أي من أهدافه الثلاثة في لقاء الإياب على ملعب «سانتياغو برنابيو» ليلة الأربعاء الماضي، والذي حسم تأهل الريال بنتيجة إجمالية 6-3 على أبطال إنكلترا. كان تألق مبابي واضحا في سرعته الهائلة، وحركته الحادة، وإنهائه الحاسم حيث أثبتت أنها أكثر من اللازم ليتمكن فريق بيب غوارديولا من التعامل معه، ما ضمن تأهل الريال إلى دور الـ16.
لكن لم يمضِ وقت طويل منذ تعرض قائد منتخب فرنسا لانتقادات عنيفة من جماهير الريال والنقاد بعد أن سجل ثلاثة أهداف فقط في 11 مباراة تحت قيادة كارلو أنشيلوتي. بعد رحيله المتوتر عن باريس سان جيرمان لينضم إلى العملاق الإسباني في صفقة انتقال حر الصيف الماضي بعد انتهاء عقده. لكن الآن، بعد بداية «بطيئة» في مدريد، سجل اللاعب البالغ 26 عاما 27 هدفا في جميع المسابقات هذا الموسم. ومن الآمن القول إنه لم يعد في مرحلة التأقلم، بل يزدهر. وقال مبابي: «فترة التأقلم بالنسبة لي انتهت، والآن يجب أن أظهر جودتي». وأضاف: «أريد أن ألعب بشكل جيد هنا، أريد أن أضع بصمتي في هذا الموسم أردنا الفوز. أردنا التأهل إلى الدور التالي. كان من المنطقي لنا أن يصل الريال إلى الدور التالي من دوري الأبطال».
بدأ مبابي الآن في الظهور بمظهر المهاجم المخيف الذي سجل 256 هدفًا في 308 مباريات خلال ست سنوات قضاها في سان جيرمان. واحتضنته جماهير الريال بشكل واضح أيضا، حيث تلقى تصفيقا حارا عند استبداله في الدقيقة 78 بعد تسجيله الثلاثية. ووصفه جون مري، المراسل الرئيسي في «بي بي سي»: «يا له من تصفيق لمبابي. يا له من لاعب. يا له من رجل. يا له من فرد. فقط استمع إلى كيف يحبونه هنا في مدريد».
وعانى مبابي في التأقلم مع دوره الجديد كمهاجم مركزي تحت قيادة أنشيلوتي، حيث فضل المدرب الاعتماد على فينيسيوس جونيور في مركز الجناح الأيسر المفضل لديه، وإذا عدنا إلى أول كلاسيكو في الموسم على ملعب برنابيو، فكان ذلك اختبارا كبيرا له». خسر مدريد 4-0، ولم يسجل مبابي، وتم احتسابه متسللا ثماني مرات. كان ذلك أمرا لا يمكن تصوره بالنسبة له.
أداؤه الضعيف في إسبانيا كلفه حتى مكانا في منتخب فرنسا، حيث استبعده المدرب ديدييه ديشان، من أربع مباريات في دوري الأمم في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيين، لكن منذ بداية العام الجديد، سجل سبعة أهداف في ست مباريات بالدوري الإسباني، كما حافظ على آمال ريال مدريد في أوروبا بعد بداية متذبذبة لموسمهم. ورغم ان لا أحد شكك يوما في موهبته، لكن كان لا بد من وجود فترة تأقلم له عند انضمامه للنادي. كان هناك سؤال أو اثنان حول إذا كان سينجح هنا. الآن يبدو ذلك سخيفا.
ليس من المستغرب أنه يُقارن بالفعل بأسطورة أخرى من أساطير الريال، كريستيانو رونالدو. في الواقع، الأرقام تشير إلى أنه يحاكي بالفعل النجم البرتغالي، الذي فاز بأربعة ألقاب لدوري الأبطال ولقبين في الدوري الإسباني خلال مسيرته المليئة بالانجازات مع الريال. وسجل مبابي سبعة أهداف في دوري الأبطال هذا الموسم، ما يجعله متساويا مع رونالدو (2009-2010) والمهاجم الإسباني خوستو تيغادا (1961-1962) كأكثر اللاعبين تسجيلًا للريال في البطولة الأوروبية خلال موسمهم الأول. وقال أنشيلوتي: «مبابي يمتلك الجودة للوصول إلى أرقام كريستيانو، لكنه يحتاج إلى العمل، لأن رونالدو وضع المعايير عاليا جدا، لكنه متحمس جدا للعب هنا، ويمكنه الوصول إلى مستوى كريستيانو». وأضاف: «كان الجميع ينتظر هذه الثلاثية منه، وقد وصلت أخيرا». وقال زميله جود بيلينغهام: «إنه أمر لا يصدق ما فعله في مسيرته. أعلم أنه بدأ ببطء هنا واستغرق وقتًا للتكيف مع الحياة في مدريد. الآن هو يطير، ومن الرائع رؤيته».
مع المزيد من العروض مثل تلك التي قدمها ليلة الأربعاء، لن يمر وقت طويل قبل أن يثبت نفسه كوجه الفريق وبطله. بل سيكون من السهل عليه ان يكسر أي منافسة على جائزة الكرة الذهبية، خصوصا من زميله في الفريق فينيسيوس جونيور، لكن الأهم أن يتخطى أرقام أسطورته ومثله الأعلى كريستيانو رونالدو، وبالنسبة لمبابي فانه لا يشك أبداً بأن هذا الأمر سيحدث.
خلدون الشيخ - القدس العربي
التعليقات